قال الدكتور أكرم حسام نائب مدير مركز رع للدراسات الاستراتيجية وخبير الشؤون الإقليمية والعسكرية، إن اختراق الطائرات الحربية الصينية، لأجواء تايوان معتاد، في ظل عدم اعتراف بكين باستقلال تاييبه، ويمكن اعتبار التحركات الصينية هي أول رد فعل على التحالفات الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة مؤخرا، حيث ترى الصين أنها جزء من تطويقها في منطقة آسيا، وزعزعة الأمن الإقليمي، وخلق نوع من الاضطراب وعدم التوازن في منطقة آسيا والباسيفيك.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن الصين توغلت السبت الماضي بـ39 طائرة في منطقة الدفاع الجوي، واتهمت تايوان بكين بـ"التنمر وتقويض السلام الإقليمي" بعد أكبر توغل لطائرات عسكرية وقاذفات صينية، بعد أيام من اتهام الصين القيادة البريطانية بـ"نوايا سيئة" بعدما أرسلت فرقاطة للإبحار في مضيق تايوان.
وأضاف خبير الشؤون الإقليمية والعسكرية، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن التطور الخاص بحجم الاختراق الكبير مؤخرا، هو مرتبط بشكل مباشر بما يجري في منطقة آسيا والباسيفيك، خاصة فيما يتعلق بصفقة الغواصات الأمريكية لأستراليا وإعلان تحاف "أوكوس" بين واشنطن ولندن وملبورن، إلى جانب التحالف الرباعي.
وأعلنت الولايات المتحدة مؤخرا عن تحالف جديد مع بريطانيا وأستراليا تحت مسمى "أوكوس"، إلى جانب تحالف رباعي آخر مع الهند واليابان وأستراليا.
ويرى "حسام" أن غزو الصين لتايوان هو أمر مؤجل في الاستراتيجية الصينية، أن خطوة مثل غزو تايوان ستجابه برد فعل قوي وعنيف من القوى الدولية، حيث أن مثل هذه الخطوة تعجل من صدام بين العملاق الأسيوي والقوى الدولية الكبرى، وهو أمر لا تسعى الصين إليه في الوقت الحالي، وتغلب النهج الاقتصادي في علاقتها مع دول الجوار والمحيط الإقليمي، لزيادة نفوذها في هذه البلدان بما يخدم مصالحها بشكل عام.
وأكد أن الأمن الإقليمي في منطقة آسيا والباسيفيك سيبقى بين شد وجذب من الصين من جانب، والقوى الدولية الكبرى من جانب آخر على رأسها الولايات المتحدة والصين والهند.
وأعربت الولايات المتحدة عن بالغ قلقها حيال نشاط الصين العسكري الاستفزازي بالقرب من تايوان، والذي وصفته بأنه يزعزع الاستقرار ويقوض السلام والاستقرار الإقليميين وتخاطر بالتسبب في عواقب غير محسوبة.
وأفاد بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الاثنين أن لواشنطن مصلحة دائمة في السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، مضيفا: سنستمر في مساعدة تايوان في الحفاظ على قدرة كافية للدفاع عن النفس.
وشددت الخارجية الأمريكية على أن التزام الولايات المتحدة تجاه تايوان "صارم للغاية" ويسهم في الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وداخل المنطقة.
واختتمت البيان بالقول: سنستمر في الوقوف مع الأصدقاء والحلفاء لتعزيز ازدهارنا المشترك وأمننا وقيمنا وتعميق روابطنا مع تايوان الديمقراطية.