عقب الانتصار العظيم الذي أحرزته مصر في حرب السادس من أكتوبر للعام 1973، أعاد القادة العسكريون في إسرائيل تفسير التحركات المصرية الملغزة قبل اندلاع الحرب، وخلال ذلك اتهموا بعضهم بتحمل مسئولية الهزيمة الساحقة، كان من بين هؤلاء حاييم بارليف رئيس الأركان في الفترة 1969-1972 الذى قال في شهادة له إن مسئولية الخداع من الجانب المصري تقع على عاتق القائد الأعلى للجيش، فهو المسئول عن نجاح عنصر المفاجأة للجيشين المصري والسوري في اللحظات الأولى للحرب.
في كتابه "حرب يوم الغفران" يورد إيلي زعيرا رئيس المخابرات العسكرية أثناء الحرب، شهادة بارليف الذي عُرفت باسمه التحصينات القوية المقامة على خط القناة "خط بارليف"، حيث قال: أيا كان تقدير رئيس المخابرات العسكرية، فإن المسئولية وما يستتبعها تقع على القائد الأعلى، فحتى لو قدر رئيس المخابرات العسكرية مثلا أن التحركات التي يقوم بها جيش العدو على الساحة تعني القيام بمناورة، فإن مسئولية القائد الأعلى تلزمه بأن يتخذ إجراءات حذر، مهما كلفه الأمر، لأن الوضع هنا يتعلق بخط الجبهة. ومن أجل الحيلولة دون وقوع مفاجأة فالأمر لا يحتاج إلى جهود فكرية خاصة، بل يجب أن نكون منتبهين للإجراءات التي يقوم بها العدو على الساحة، بدون أي ارتباط بالنوايا الكامنة وراء هذه التحركات والخطوات.
وأضاف "بارليف" في شهادته: وهذا لا يعني رفض تقدير رئيس المخابرات بل إن هذا من واجب مسئولية القائد الأعلى.. يحتمل إذن أن من الأفضل ألا يطلب القائد الأعلى من رئيس المخابرات أن يكون مستشارا أو أن يعبر عن رأيه الشخصي حول مسألة التصرف المحتمل للعدو، وليس فقط تحديد الخطوات التي يقتضيها هذا التقدير.