استطاع فريق من العلماء الفنلنديين ابتكار قهوة مُصنعة مخبريًا للمرة الأولى، وتمتلك هذه القهوة نفس الرائحة والطعم للقهوة الطبيعية التي تحضر عن طريق حبوب البن وذلك مع ارتفاع الطلب عليها ولضمان تزويد السوق بالقهوة دون انقطاع.
وبحسب ما ذكر موقع New Atlas فالعالم يستمر في النمو بسرعة كبيرة جدًا مما يزيد جهود العلماء في محاولة إيجاد حلول وبالفعل قام بعض العلماء بابتكار لحوم مصنوعة في المعامل مثل البرجر ومنتجات الدجاج وغيرها والآن حان دور القهوة.
ويتم إنتاج ما يقرب من ١٠ مليارات كجم من القهوة على مستوى العالم كل عام ومن المتوقع أن يزداد الطلب في العقود القادمة، وستشمل مواكبة هذا الطلب توفير مساحة أكبر لزراعة نباتات البن مما سيؤدي إلى إزالة الغابات حتى تتمكن نباتات البن من الاستفادة من ضوء الشمس المباشر، ومع تغير المناخ ستقل الرقعة الزراعية أيضًا بشكل كبير مما سيجعل البشر يستثمرون في أشياء أكثر أهمية لزراعتها مما يجعل صناعة البن في العالم بشكل عام مهددة.
ويقول رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية النباتية في معهد أبحاث VTT الفنلندي الدكتور "هيكو ريشر"، إن الفكرة هي استخدام التكنولوجيا الحيوية بدلًا من الزراعة التقليدية لإنتاج الغذاء وبالتالي توفير طرق بديلة أقل اعتمادًا على الممارسات غير المستدامة مما يسهل إنتاج البن بسبب عدم الاعتماد بشكل كبير على المياه وأيضًا يمكن صناعتها محليا بسهولة بدون استخدام وسائل نقل وستكون مفيدة أيضًا للبيئة لعدم استخدام المبيدات الكميائية في زراعتها.
كان "ريشر"، يرأس مشروعًا بحثيًا في VTT يهدف إلى إنتاج القهوة المزروعة في المختبر باستخدام الخلايا التي يتم حصادها من نباتات حقيقية، وفي الأسبوع الماضي بدأت هذه الجهود تؤتي بثمارها حيث أنتج الفريق أول فنجان قهوة مصنع في المختبر والذي يقول ريشر إن رائحته ومذاقه تشبه القهوة العادية.
ويقول "ريشر"، إن القهوة الجديدة ستكون متوفرة في الأسواق قريبا حيث ستحتاج أولًا إلى الموافقة من قبل الهيئات الغذائية والسلطات في البلاد؛ متوقعًا أن يكون المنتج متوفرا في خلال الأربع سنوات القادمة.