ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "فؤادي منك ملآن" للشاعر أبو عبادة البحتري.
فُؤادي مِنكَ مَلآنُ
وَسِرّي فيكَ إِعلانُ
وَأَنتَ الحُسنُ لَو كانَ
وَراءَ الحُسنِ إِحسانُ
غَزالٌ فيهِ إِعراضٌ
وَإِبعادٌ وَهِجرانُ
وَدونَ النُجحِ مِن مَوعو
دِهِ مَطلٌ وَلَيّانُ
سَقاني كَأسَهُ شَزراً
وَوَلّى وَهوَ غَضبانُ
وَفي القَهوَةِ أَشكالٌ
مِنَ الساقي وَأَلوانُ
حَبابٌ مِثلَ مايَضحَ
كُ عَنهُ وَهوَ جَذلانُ
وَسُكرٌ مِثلَ ما أَسكَرَ
طَرفٌ مِنهُ وَسنانُ
وَطَعمُ الريقِ إِذ جادَ
بِهِ وَالصَبُّ هَيمانُ
لَنا مِن كَفِّهِ راحٌ
وَمِن رَيّاهُ رَيحانُ
كَفى الفَتحَ بنَ خاقانَ
الَذي شَيَّدَ خاقانُ
عُلاً يُشبِهُها قُدسٌ
إِذا أَرسى وَثَهلانُ
فَلِلحاسِدِ إِغضاءٌ
إِذا عُدَّت وَإِذعانُ
أَبى لي الفَتحُ أَن أَحفِلَ
بِالأَعداءِ مَن كانوا
فَما أَرهَبُ إِن عَزّوا
وَلا أَبهَجُ إِن هانوا
وَأَعداني عَلى الأَي
يَامِ ماضي العَزمِ يَقظانُ
لَهُ في وَفرِهِ هَدمٌ
وَفي عَلياهُ بُنيانُ
صَحا وَاهتَزَّ لِلمَعرو
فِ حَتّى قيلَ نَشوانُ
لَكَ النَعماءُ وَالطَولُ
وَإِفضالٌ وَإِحسانُ
وَأَخلاقُكَ أَنصارٌ
عَلى الدَهرِ وَأَعوانُ
وَأَموالُكَ لَلحَمدِ
الذي يُؤثَرُ أَثمانُ