الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مقتنيات ذهبية من كل العصور.. القصة الكاملة لرحلة النقود فى مصر عبر العصور

جانب من المعرض
جانب من المعرض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مرت النقود برحلة طويلة وشاقة للغاية، حتى تصل إلى يديك بالشكل الذي وصلت إليه اليوم، ولعل كثير ممن يقتنون النقود ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل جمع أكبر قدر منها الآن لا يعلمون متى بدأ تداول النقود ولا كيف تطورت ولا الحالة التي كانت عليها في كثير من العصور السابقة، خاصة أنها في كثير من الأوقات لم تكن مجرد عملات نقدية وإنما كانت قطع فنية فريدة عاشت حتى اليوم.
ولم يكن للعرب قبل الإسلام نقود خاصة بهم، فكانت المعاملات التجارية، باستثناء الدراهم الحميرية التي كانت تأتي من اليمن إلى الحجاز، لذا كانوا يتعاملون بالدنانير والفلوس البيزنطية وبالدراهم الساسانية، التي كانت تصدرها الأمم المجاورة لهم.
وأشار القرآن الكريم إلى الرحلات التجارية التي كان يقوم بها العرب حيث كانت لهم رحلتان تجاريتان رئيسيتان: رحلة صيفية إلى الشام يحصلون منها على الدنانير الرومية، ورحلة شتوية إلى اليمن يحصلون منها على الدراهم الحميرية.
كما كانت ترد إلى شبه الجزيرة العربية الدراهم الفضية التي كانت تُضرب في الأقاليم الشرقية وخاصة في إيران والعراق. وهكذا كانت العمليات التجارية تجلب إلى بلاد العرب كمية النقود المتداولة بينهم سواء النقود الذهبية البيزنطية أو النقود الفضية الفارسية.
ولما جاء الإسلام أقر الرسول محمد النقود على ما كانت عليه، وتعامل بها وفرض الرسول زكاة الأموال بهذه النقود السائدة فجعل في كل خمس أوقيات من الفضة خمسة دراهم، وحدثت طفرة في هذه العملات إبان حكم الدولة الأموية عام ٧٧ هجرية.
وفي هذا الإطار، أقام متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، بالتعاون مع كل من مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية وخزانة سك العملة بالقاهرة، معرضًا بعنوان "رحلة النقود في مصر عبر العصور".
وتدور فكرة المعرض، الذي يستمر حتى ٣ أكتوبر المقبل، حول "رحلة النقود في مصر"، وهي رحلة طويلة قدرها ٢٥٠٠ سنة، تمتد من أول قطعة نقدية سكت في عهد الأخمينيين مرورًا بما أصدره البطالمة من دراخمات وستاترات، وما أصدره البيزنطيون والرومان من دنانير ذهبية وفلوس نحاسية، والساسانيون من دراهم فضية، وصولًا إلى العرب وحتى العصر الحديث.
مما يبرز رسوخ فكرة تتابع وتداول النقود في مصر، والتي تعد سجلًا مصورًا لتطور فنون الخط والكتابة، فعلى أوجه العملة سارت رحلة الكتابة في تطورها موازية لما وصل إليه الخطاط والفنان المصري من رقي وتقدم في مجاله.
وينقسم المعرض إلى قسمين: الأول منهما بالتعاون مع مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية، ويضم لوحات فوتوغرافية لأهم مجموعات العملات المتداولة في مصر عبر العصور، وتم اختيار مجموعة فريدة ونادرة من مجموعات العملات المحفوظة في كل من مكتبة الكتب النادرة بمكتبة الإسكندرية، ومتحف كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ومتحف الفن الإسلامي.
أما القسم الثاني للمعرض فيضم أهم مجموعات العملات المستنسخة والتي تم سكها حديثًا، وذلك بالتعاون مع خزانة سك العملة.
ويذكر أن هذا المعرض قد تمت استضافته في دورته الأولى في الفترة من ١٩ يناير إلى ٢٤ يناير ٢٠٢٠ بقاعة المعارض الشرقية بمركز المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع كل من متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ومتحف الآثار التعليمي بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية ومتحفي الآثار والمخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وبالمشاركة مع خبراء النقود المصرية.