عالم كبير، رغم أنه شاب في أول العقد الثالث من عمره، استطاع أن يلفت أنظار العالم إلى أبحاثه، حب العلم يجري في دمائه، تفوق في داسته منذ الصغر، الدكتور محمد عادل جنيدي، مدرس مساعد بقسم الجيولوجيا، بكلية العلوم، جامعة المنصورة.
في البداية؛ يقول "جنيدي"، لـ"البوابة نيوز"، إن والده الدكتور عادل جنيدي، عميد كلية العلوم السابق، لعب دورا مهما في نشأته العلمية؛ حيث أحب العلوم، وتميز فيها، منذ بداية دراسته، وتخرج في كلية العلوم بجامعة المنصورة، عام ٢٠١٢، وحصد المركز الأول على مستوى الكلية، بجامعة المنصورة، بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وتفوق على دفعته، وحصد مؤخرًا دكتوراه الفلسفة في العلوم، تخصص (الجيوفيزياء التطبيقيه) من كلية العلوم، جامعة المنصورة.
بدأ "جنيدي" مشواره العلمي، منذ ١٣ عاما، عقب التحاقة بالدراسة بكلية العلوم جامعة المنصورة؛ ونشر ثلاث أبحاث علمية،؛ بحث أثناء تحضيره رسالة الماجستير، في مجلة مصرية، عام ٢٠١٦، والذي تناول دراسة خصائص صخر الخزان، لطبقة بلاعيم، بحقل بترول راس فنار، بخليج السويس.
ثم نشر بحثين في مجلات عالمية؛ أثناء تحضيرة رسالة الدكتوراه عام ٢٠٢١، وتناولت تلك الأبحاث تطبيق الطرق الجيوفيزيقية المختلفة، في البحث عن الصخر الحامل للمياه الجوفية، بغرض استصلاح الأراضي والتمدد العمرانى للمناطق الصحراوية، بجنوب شرق دلتا النيل.
حصل "جنيدي على بعثة من وزارة التعليم العالي عام ٢٠١٧، بعدما تقدم لها مئات الباحثين، من جميع الجامعات ومراكز البحوث والمعاهد بمصر، وتم عمل مقابلة له، ونجح فيها، وسافر لمدينة كولن بألمانيا لاستكمال دراسة الدكتوراه، بمعهد الجيوفيزياء والأرصاد.
وكشف عن شغفه بفكرة البحث ضمن خطة مصر للتنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠؛ لافتا إلى أنه اتجه لهذا البحث نظرا لاتجاه الدول لاستغلال الأراضي الصحراوية، وإقامة مشروعات بتلك المناطق منذ سنوات طويلة.
وأشار إلى أن مصر تمتاز بوجود خزانات مياه جوفية، وأكد أن تلك الأراضي تعتمد بنسبة كبيرة، وأوضح أن تلك الأراضي الصحراوية تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية، نظرا لبعدها عن مياه النيل، حيث إن كمية المياه السطحية في تلك المناطق الصحراوية لا تكفى لأغراض التنمية.
وأضاف"جنيدي"، أن رسالته للحصول على الدكتوراه، تناولت البحث عن المزيد من المياه الجوفية، من خلال اختيار منطقه الدراسة التى تحاط بمدينه بلبيس وترعة الإسماعيلية من الشمال، ومدينه العاشر من رمضان من الجنوب، في الجزء الجنوبى الشرقى لدلتا النيل، وتابع أن تلك المساحه تبلغ ما يقرب من ١٠٩ كيلو مترات.
واوضح أنه لتحديد تلك الخزنات الجوفية، تم استخدام بعض التقنيات الجيوفيزيقية المختلفة، في ٣٢ موقعًا على طول أربعة قطاعات طولية مدروسة، منها: المقاومة الكهربائية التى ساعدت على تحديد خزان المياه الجوفى الضحل والتابع لحقبة الرباعى وكذلك الكهرومغناطيسية والمغناطيسية الحثية للكشف عن خزان المياه الجوفي العميق التابع لعصر المايوسين.
ولفت الى، أنه قارن النتائج جيولوجيا بالبيانات المدروسة السابقة لأقرب بئرين في المنطقة، ووجد تطابقا شديدا بينهما من خلال دراسة تلك التقنيات الجيوفيزيقية؛ مشيرا إلى أنه تم تقدير خمس طبقات جيولوجية من نتائج انقلاب مختلفة للطرق الجيوفيزيقية.
ويتراوح العمق العلوي للخزان الجوفي الرباعي الضحل من ٣٤٫٥ مترًا إلى ١٢٨٫٥ مترًا، بينما يتراوح من ١٥٨ مترًا إلى ٢٢٨مترًا في حالة الخزان الجوفى الميوسين العميق.
وأوصي البحث بإضافة آبار مياه جديدة في المنطقة الصحراوية المستصلحة حديثًا.
شارك "جنيدي"، في المؤتمر الجيوفيزيائي الدولي، بجامعة طنطا، عام ٢٠١٧ ـ وذلك بمشاركة جامعات مصرية وعربية، وحصد خلاله على جائزة أفضل عرض لبحث مشارك به في تخصص الطرق الكهربائية والكهرومغناطيسية، كما شارك بالمؤتمر مرة أخرى خلال انعقاده عام ٢٠٢٠، وشارك أيضا في مؤتمر مرصد حلوان.
كما شارك في مؤتمر الجيوفيزياء الدولي بجامعة هالتن في ألمانيا عام ٢٠١٨، وقدم خلاله بوستر لبحثه عن استصلاح الأراضي الصحراوية ياستخدام المياه الجوفية.
وأضاف أنه يحلم بالشهرة والنجومية، على خطي العالم المصري الجيولوجي الشهير، الدكتور فاروق الباز، والذي عمل في وكالة ناسا، للمساعدة في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي.