الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

«محمد» تعلم الأركت في نصف ساعة.. ويحلم بالعالمية

محمد
محمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ربما يقودك القدر إلى أشياء لم تكن في الحسبان، أو على البال، لتكشف فيك عن الجانب الآخر من الموهبة بل والتطور ومنافسة العمالقة في حرفهم، "محمد" شاب عشريني، فشل في تعلم فن الرسم لكنه استطاع تعلم فن آخر في نصف ساعة فقط.
وبمنتهي الدقة العالية والحرفية الشديدة، وبقدر من البساطة، وبأنامل ذهبية؛ حول طالب الإعلام، قطع الخشب لبورتريهات بحرفية ودقة عالية تسر الناظرين.
ويقول محمد إبراهيم داود، ٢٠ عاما، طالب بالفرقة الثانية، بكلية الآداب قسم الإعلام، بجامعة المنوفية: موهبتي بدأت عن طريق الصدفة البحتة، ففي أحد الأيام قادتني أقدامي للمرسم الخاص بكلية الآداب لكني لم أوفق في الرسم، فقررت تجربة شيء آخر، وهو فن الأركت" الرسم على الخشب"ـ فتعلمته في نصف ساعة فقط، "كنت مبسوط جدا إني اتعلمت وبعدها بدأت أتدرب كتير عشان الدقه بتاعة شغلي تكون أعلى " على حسب تعبيره.
ويواصل: اشتغلت على نفسي، وحاولت أن أطور من موهبتي بالاجتهاد والعمل لفترات طويلة، وكنت أقضي العديد من الساعات أرسم خطوط وأشكال لنفسي وأشتغلها وأفضل أتدرب كثيرا كي أتعلم كل ما يتعلق بذلك الفن.
ويتابع: بعد إتقاني بدأت بصناعة البورتريهات البارزة التي تتكون من ثلاث طبقات من الأبلاكاش أو أكثر، وهو يعتمد بشكل أكبر على العزل الضوئي وعلي فكرة الضل والنور؛ موضحًا أنه، في البداية كان البورتريه يصمم من الأبلاكاش فقط، لكني قمت بإدخال جذوع الأشجار معه كديكور له يعطيه شكلا مختلفا وجذابا ومميزا.
ويعتبر "محمد"، أن أفضل البورتريهات التي قام بصنعها، بورتريه لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، فهو بورتريه خشبي بالكامل، يبلغ طوله مترا و١٠ سم، وعرضه ٧٥سم، ويصل وزنه إلى ٢٢ كيلوجراما. ولم يكن فن الأركت بالنسبة له مجرد هواية، يشغل به أوقاته، أو مجرد عمل يحظى بإعجاب الناس، بل صار حياة يشعر معها بالسعادة كلما انتهي من تنفيذ عمل جديد، حتى أصبح جزءا رئيسيا من حياته، فيقول “أشعر بسعادة بالغة عندما انتهى من تنفيذ الشكل المراد صنعه، لأنه يستنزف مني وقتا ومجهودا كبيرين كما أن الشكل النهائي في بعض الأحيان قد يختلف عما أخطط لصنعه”.


وعن الوقت المستغرق في تنفيذ الشكل المراد؛ يقول: الوقت على حسب كل عمل، يعني ممكن مثلا لو كلمة بسيطة تاخد دقائق، وممكن عمل ياخد أسابيع، وأعمال تانية ساعات متواصلة، بورتريه كريم عبد العزيز، مثلا، استغرق ٤٢ ساعة عمل، بشكل متقطع، وصورة مكي أخذت ٣٥ ساعة.
وأضاف: تواجهني العديد من الصعوبات، أبرزها أنها تحتاج إلى صبر لا يتخيله أي شخص، أيضا ممكن اشتغل في مجسم بالأسابيع، وتعب كتير، وممكن في الآخر يطلع مش مظبوط، وممكن أشتغل في حاجة وخلاص قربت تخلص، فتتكسر مني، مما يضطرني إلى إعادتها من البداية مرة أخرى، ففن الأركت مرهق جدا.
ويري محمد أن أعماله الفنية، يجب أن تحظى باهتمام بالغ، وهو ما لا يتوفر في قريته، حسب تعبيره، فيقول: مالقيتش اللي يقدر الفن ده، ولا يهتم بيه، وخصوصا في الأرياف، ومافيش تسويق كويس، ولا حد بيقدر أن دي حاجة يدية ١٠٠٪، بدون أي أدوات كهربائية ولا ماكينات، فبيكون صعب جدا إن حد يقدر مجهودك وتعبك فيها.
ويختتم كلامه: أطمح أن أترك بصمة واضحة في هذا المجال، وأن تصل كل أعمالي لجميع محافظات مصر، وأن تجوب دول العالم أجمع، وأحلم بافتتاح متحف خاص بأعمالي، يأتي إليه السياح من كل حدب وصوب.