عقد المهرجان القومي للمسرح المصري، اليوم السبت، الندوة التكريمية الخاصة بالفنان القدير أشرف عبد الغفور، ضمن ندوات تكريم رواد وعمالقة المسرح المصري بهذه الدورة، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة.
تحدث الناقد جرجس شكري، عضو اللجنة العليا للمهرجان، عن الفنان القدير اشرف عبد الغفور وتاريخه الطويل خاصة في البرامج الإذاعية التي احتفت ورسخت قواعد اللغة العربية وأشهر كتّابها مثل برنامج "قطوف الأدب من كلام العرب" و "كتابٌ عربيّ".
والقى الفنان مفيد عاشور، الضوء على أبرز المحطات التاريخية في حياة أشرف عبد الغفور.
وقال الفنان مفيد عاشور، إنه لا يحبذ إطلاق عنوان حوار بين جيلين على مناقشته وحواره مع أشرف عبد الغفور بل انه يفضل ان يسميه حوار تلميذ مع أستاذه، حيث اعتبر نفسه واحدًا من تلاميذ عبد الغفور والذي تعلّم منه الكثير ليس فقط في الفن ولكن على المستوى الإنساني والشخصي.
من ناحيته أكد الفنان أشرف عبد الغفور، ان الثقافة في حياة الشعوب ليست ترفيهًا ولا شكل من أشكال الكماليات بل هي واحدة من أسس وجذور الأمم والمجتمعات وأساسيات بناء الإنسان في أي مكان بالعالم.
وأضاف عبد الغفور، أنه يخشى على المستقبل الثقافي والاجتماعي لأبناء الوطن من الغزو الجارف للثقافات الغريبة وغير الأخلاقية للأجيال الجديدة والتي تصبح يوميًا شيئا معتادًا تغير من سلوك الأجيال الجديدة وطريقة تفكيرهم بالسلب، موضحا أن الدراما هي واحدة من أقوى وأهم الأسلحة المضادة لهذا الغزو وهذه السلوكيات الدخيلة.
وأوضح أن إيمانه العميق بأن الله قد خلق الإنسان عقلًا وروحًا وجسدا لا يضاهيه إيمان إلا إيمانه أن الاهتمام بتلك الروح هو اهتمام أوّلي وهام ببناء ونماء الإنسان والأسرة والمجتمع والأمم كلها.
وتلقت المنصة تعقيبًا من أحد الحضور عن كون أشرف عبد الغفور قيمة ودلالة ورمز لمرحلة في الفن والثقافة نفتقدها كثيرًا في الوقت الحالي، وأضاف مفيد عشور معقبًا أن أشرف عبد الغفور والفنان القدير صلاح السعدني هما نموذجان من أهم نماذج الالتزام في مواقع التصوير واحترام النص والفن والفنانين، وسؤالا آخر حول مشواره الطويل في السينما والمسرح وكيف أن المسرح قد استهواه بشكل كبير ولكنه استطاع تحقيق معادلة صعبة للنجاح في كافة مجالات الفن والدراما وكان السؤال لماذا يختفي فنان المسرح أحيانًا ويستغرق ف العمل المسرحي بشكل كبير ولا يصبح نجمًا في السينما أو التلفزيون؟ فأجاب عبد الغفور قائلا: إن المسرح بالذات هو واحد من الفنون التي تتطلب استغراقًا شديدًا وتكريسًا للوقت والمجهود في العمل المسرحي مع أنه لا يعطي ذات العائد المادي والأدبي مثل نجوم السينما لكنه عشق من نوع آخر لا يباريه عشق ولا يقبل شريكًا في الوقت والجهد.
وأضاف عبد الغفور، أن عشقه الكبير للمسرح وإغراقه في مشواره على خشبة المسرح جعله يراجع بعد سنوات اختياره لمعهد السينما بدلًا من الفنون المسرحية ويرى أنه كان اختيارًا غير ناضج وقتها لأنه بعد تجربته مع المسرح شعر أن المسرح هو الفن الحقيقي والمدرسة الحقيقية للممثل.
وعن بداياته قال، إنه بدأ في برنامج القاهرة والناس والذي كان عبارة عن مواسم أو أجزاء يرتبط كل منها بحدث تاريخي هام في تاريخ مصر ، وردًا على سؤال: الفرق بين المسرح المصري في السبعينات وحتى اليوم قائلا: إن الفنان كان قديمًا مهتم ومنغمس ومرسخ وقته ومجهوده لعمله وفنه لكن الايقاع السريع والتكنولوجيا التي سرعت خطوات العمل الفني افسدت المناخ والمزاج العام للفن الى حدٍ كبير.
واعتبر أنه من العار أن نكون اليوم في عام ٢٠٢١ ولازلنا نتغنى ونشعر بالضآلة أمام الفن في الستينات والسبعينات، موضحا أن الحل الوحيد لإعادة الهيبة والنهضة للفن المصري وللمسرح المصري هو إهتمام الدولة بشكل خاص ومكثف ببناء المسارح وتجهيزها بأحدث الأجهزة.
وعن كتاب "قناع الوهم والحقيقة" الذي يصدره المهرجان قال الناقد أحمد خميس معد الكتاب إنه أثناء رحلة البحث لإعداد الكتاب وجمع السيرة الذاتية لأشرف عبد الغفور وجد انه في مواجهة مشوار ثري يمكن أن يملأ صفحات عشرات الكتب،
وعن عنوان الكتاب اوضح خميس إن بداية تعرفه على شخصية عبد الغفور الفنية كان من خلال مسرحية عن نص إيطالي قام خلالها أشرف عبد الغفور بأداء شخصيتين متناقضتين أحدهما شخصية خيالية وهذا ما جعله يشعر ان هذا الممثل يلعب دائما بين الوهم والحقيقة.