الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الألعاب الإلكترونية.. السارق الخفي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يخفى على كُلِّ ذي لُبٍّ ما نعيشه جميعًا خاصة في الوطن العربي؛ حيث لا يخلو بيت من شكوى غزو الألعاب الإلكترونية لمعظم بيوتنا، وأثر ذلك الكبير في استقرار الأسرة والمجتمع كله، ومن أشهر هذه الألعاب «الفري فاير، والبابجي..».

الألعاب الإلكترونية وخطورتها على المجتمع

اقتحمت هذه الألعاب الإلكترونية بيوتنا دون أن نعي في البداية مدى خطورتها وشدة ضراوتها، مما يُذكِّرني بفيلم «سر طاقية الإخفاء»، بطولة الفنان عبد المنعم إبراهيم؛ حيث كان بإمكانه التخفي بعد ارتداء طاقية مسحورة، هذا ما يحدث تمامًا، فتلك الألعاب الغريبة عن مجتمعنا أتت مُتسلِّلة عبر الأسلاك الكهربائية عابرة للقارات لكي تسرق ليس المال فحسب، بل جاءت لتسرق أثمن وأغلى ما يملك الإنسان؛ ألا وهو الوقت، فالوقت هو العُمر، ويقاس نجاح أو فشل الإنسان فيما أظن بمدى حرصه واستغلاله للوقت الاستغلال الأمثل، ولكن كيف يتحقق ذلك ولدينا سارق خفي لا نستطيع أن نواجهه؟! 

جاءت هذه الألعاب عبر الشبكة العنكبوتية لتسرق مستقبل أبنائنا وبناتنا، أتت لتعزلهم عن الواقع، وترسلهم إلى عالم افتراضي تافه لا قيمة له ولا صلة له بالواقع، هذا اللص استطاع أن يسحب شبابنا إلى بحر من الخيال الممتلئ بالأحلام الكاذبة، والمُتع الزائفة، والمكاسب الوهمية.

ذلك اللص لم يكتفِ بالسرقة، بل قرر أن يستعبد ضحيته، ويجعله أسيرًا عنده يأتمر بأمر؛ فترى الضحية  لا يعبأ بأي شيء، لا مذاكرة، ولا مستقبل، ولا عمل، إنه لا يرى أمامه سوى هذه الألعاب التي لا يستطيع الإقلاع عنها.

ولستُ هنا لأسرد المخاطر والآثار السلبية لهذه الألعاب الإلكترونية التي غزت بيوتنا جميعًا إلا ما ندر، فلا يخفى علينا جميعًا ما لها من مخاطر؛ مثل ضعف البصر، والإضرار بالعمود الفقري؛ حيث يظل اللاعب أسيرًا لهذه الألعاب لساعات طويلة مما يضر بالنظام الغذائي ويضعف المناعة العامة لهذا الأسير.

     إذن نحن أمام مُتهم شديد الخطورة ينبغي لنا أن نحذره ونُحذِّر منه، ونُسلِّط الضوء عليه، ونستخدم كل أسلحتنا المتاحة والمشروعة، من بث برامج للتوعية عبر الفضائيات والسوشيال ميديا بأنواعها المتعددة، ونشر ذلك في الصحف والمواقع الإلكترونية،  فضلًا عن وضع الأجهزة الرقابية هذه الألعاب تحت أعينها، فالأمر جد خطير، لا تهاونَ فيه؛ فلابد من تضافر مؤسسات الدولة كافة والمجتمع المدني لإيقاع هذا اللص الخفي لسلامة حاضرنا وازدهار مستقبلنا.