تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية، قصة لأم خمسينية تزوجت بعد طلاقها وحصلت على شهادة ليسانس حقوق، ليحتفل بها أبنائها الأربعة، في صور امتازت بالبهجة والأمل بزي التخرج، لتحظى بتفاعل كبير على منصات السوشيال ميديا، التي تجاوبت مع الواقعة بشكل إيجابي.
صور التخرج
في لقطة مصورة، جسدت تلك المعاني، تقف وفاء صفوان، وسط أبنائها الأربعة، وكأنها عروس تتزين بثمار كفاحها، بالتخرج من كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، وحصولها على درجة الليسانس، محتفلة مع رجالها الذين ساندوها في مشوارها بعد طلاقها من أبيهم، في محاولة لرد الجميل بعدما أفنت حياتها في تربيتهم منذ أن كان عمرها 18 عامًا.
والتقطت عدسات الكاميرا، صور سعادة الأبناء الأربعة تتوسطهم أمهم، احتفالًا بوالدتهم التي تخرجت بعد سن الخمسين.
طلاق الأم وكفاحها
محطة قاسية مرت بها «وفاء صفوان شمسي»، بعدما وقع الطلاق بينها وبين زوجها منذ 10 سنوات، كادت تسقطها في بحر الاكتئاب، قبل أن تمتد يد أولادها لها، مقترحين عليها إكمال تعليمها؛ حتى تنشغل عن قسوة الحدث آنذاك، لتعبر عن نفسها وتعيش حياتها بأفضل صورة.
ومن الانفصال، إلى طالبة بالثانوية العامة، ومن ثم الجامعة، تزوجت مجددًا، تحدت الظروف المحيطة بالتحديات حتى هزمت الواقع المرير الذي تعيشه أي إمرأة بعد الطلاق، لتشير بأنها التحقت بالثانوية العامة، وذاكرت واجتهدت، وحصلت على مجموع كبير، لتختار كلية الحقوق لتكون المحطة الأخيرة في دراستها، لتحضر المحاضرات وتذاكر؛ ليأتي يوم التخرج، لترى في أعين أبنائها الأربعة مدى فخرهم بوالدتهم، التي تزوجت قبل تخرجها من الجامعة بعام، ليكون يوم إتمام تعليمها يوم فرح لسببين، التخرج والزواج مجددًا.
سعادة الأبناء بوالدتهم
أكثر ما يميز هذا اليوم بالنسبة للأولاد، هو تخرج «وفاء» واستقرار حياتها من جديد، عقب عناء الدراسة الممزوج بمسئولية الأمومة، حيث إن صورتهم معها أمام الجامعة، أكدت لهم مدى صدق مشاعرهم نحو أمهم، معتبرين أنها لحظة خيالية لم يتوقعونها بوصول هذه الخمسينية لتلك الدرجة من النجاح والبهجة.
وعلى الجانب الآخر، قدم الأبناء الأربعة رسالة شكر وامتنان للأم: «إحنا بجد فخوريين بيكي يا أمي، فعلا علمتينا يعني إيه مفيش حاجة اسمها مستحيل، وأن دائما فيه أمل، أنتى مثال للنجاح والطموح، ربنا يخليكي لينا وعقبال ما نشوفك أحسن محامية في مصر، لأن الحلم والطريق لسه مخلصش، مبروك يا أمي».