أعلنت وزارة السياحة والآثار في بيان صادر عنها، فوز مشروع ترميم وتوثيق المعبد اليهودي "الياهو هانبي بالإسكندرية" بجائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات الترميم وإعادة التأهيل في مسابقة التحكيم العالمية لأفضل أعمال إنشائية في العالم لعام 2021، في نسختها السنوية التاسعة، بمشاركة 21 دولة فى 18 مجال مختلف فى صناعة التشييد والبناء وفقا لمجلة "Engineering News Record" الأمريكية.
وفى ضوء هذا أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن هذه الجائزة هى شهادة عالمية واعتراف دولى بالمستوى الراقى الحرفى العالمى الذى وصل إليه المرمم المصرى والذى أثبت نجاحات منقطعة النظير فى أعمال ترميم للآثار المصرية القديمة واليهودية والمسيحية والإسلامية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشروع ترميم مجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول لمعبد آمون رع بالكرنك.
وإعادة فتح مقربة رمسيس الأول للزيارة بعد ترميمها وافتتاح مشروع تطوير وترميم معبد إيزيس بمدينة أسوان وافتتاح تطوير ثلاث محطات في مشروع إعادة إحياء "مسار العائلة المقدسة"، بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية، بالمنطقة المحيطة بكنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود بالغربية وبالمنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم بسخا بمحافظة كفر الشيخ، وموقع تل بسطا بمحافظة الشرقية وافتتاح مشروع ترميم مسجد وقبة ضريح الإمام الشافعي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والسفارة الأمريكية.
ويوضح الدكتور ريحان أن المعبد اليهودى "إلياهو هنابى" يعد تحفة معمارية وفنية وقد تم وضعه خارطة السياحة المحلية والدولية بعد أعمال ترميمه وتطويره وافتتاح الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار له فى يناير 2020 مما يؤكد حرص الدولة على الاهتمام بكل الآثار المصرية على أرضها سواءً كانت آثار مصرية قديمة أو يونانية ورومانية أو يهودية أو مسيحية أو إسلامية دون تفرقة
ويضيف الدكتور ريحان أن المعبد اليهودى "إلياهو هنابى" يقع بشارع النبى دانيال بمحطة الرمل ومسجل كأثر بالقرار رقم 16 لسنة 1987 ويمثل أهمية للطائفة اليهودية بالإسكندرية وذلك نظرًا للأسطورة الشائعة بأن النبى الياهو (يعتقد أنه أحد أنبياء بنى إسرائيل) قد ظهر بعد وفاته لعددًا من رجال الدين اليهود فى المكان المقام عليه المعبد الآن ويرجع إنشاء المعبد إلى عام 1881م وهو التاريخ المدون على اللوحة التأسيسية ومنشئ المعبد غير معروف
ويتابع الدكتور ريحان بأن المدخل الرئيسى للمعبد يقع فى الواجهة الغربية ويعلوها نجمة سداسية وكتابات عبرية ومن الداخل مشيد على الطراز البازيليكى من خمسة أجنحة أوسعها الأوسط بواسطة أربع بائكات، كل بائكة من سبعة أعمدة من الأعمدة الضخمة الشاهقة الارتفاع ذات القواعد الرخامية وتيجان كورنثية وتاج أيونى بزخارف نباتية، عرض الجناح الأوسط 8م وعرض كل جناح من الأربعة أجنحة 4م، والجناح الأوسط أكثر اتساعًا وارتفاعًا ويغطيه سقف من الأقبية المتقاطعة التى تشبه التخطيط الصليبى بينما أسقف باقى الأجنحة مسطحة وفى مركز الأقبية المتقاطعة دائرة بداخلها زخرفة ورقة الأكانتس (شوكة اليهود)
وينوه الدكتور ريحان إلى أهمية الدولاب المقدس بالمعبد الذى يقع بداخل الهيكل المشيد من الرخام وعلى جانبيه أعمدة رخامية تحمل عقود نصف دائرية، ويحتوى الدولاب المقدس على 63 سفر من الأسفار اليهودية وتقع أمام الهيكل البيما أو الخورس وهى كلمة من الأصل اليونانى خورس XOPOΣوتعنى جوقة منشدين أو مرتلين وقد ظهر هذا الخورس أول مرة فى أوائل القرن السابع الميلادى بالكنيسة الرئيسية فى دير الأنبا أرميا بجبانة سقارة وهو مخصص لجوقة المرتلين والشماسة بالكنيسة وهم المعروفون بالكورس ومنهم اشتق اسمه ومكان الخورس المساحة المستطيلة التى تمتد أمام الهياكل فيما يلى الصالة وامتداده من الشمال للجنوب وعادة ما يفتح على الصالة وعلى الهياكل بفتحات تعلوها العقود وتكون الفتحة الوسطى هى الأوسع والأعلى ويملأ الفراغ أسفل العقود بالحواجز أو الحجب الخشبية أو أبواب فى الفتحات الجانبية ويعلو الخورس عن أرضية الصالة من 10 إلى 30 سم وبداخل المعبد صفوف متراصة من المقاعد الخشبية لجلوس المصلين وتحمل أسماء المصلين.
وعلى يسار الهيكل بابان، أحدهما يؤدى إلى المكتبة والآخر يؤدى إلى حجرة خادم المعبد وللمعبد نوافذ من الزجاج المعشق الملون ويتدلى من السقف مجموعة من الثريات الزجاجية والفضية لإنارة المعبد سمك حوائط المعبد 48 سم وارتفاعها ما بين 12.30 إلى 18.30م.