الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

السيناريست مجدى صابر فى حوار خاص مع "البوابة": تلقيت تهديدات بالقتل بسبب "ليلة السقوط".. والأعمار بيد الله.. والمسلسل بتكليف من حكومة كردستان

 السيناريست مجدى
السيناريست مجدى صابر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال السيناريست مجدى صابر، إن مسلسل «ليلة السقوط»، يؤرخ لفترة بداية الهجوم الداعشى على مدينة الموصل العراقية، ويرصد عمليات قتل الآلاف من الضحايا، وسبى الآلاف من السبايا والتنكيل بالآلالف، ونشر الأفكار الداعشية، وإجبار الأهالى على التعامل معها؛ مشيرًا إلى أنه التزم بأحداث رئيسية، حدثت فى الواقع، لأن الواقع لا يمكن تغييره، أو تزييفه ولا تجميله.

وأضاف «صابر»، فى حواره مع «البوابة»، أنه كان أمينًا جدًا فى نقل الواقع، حيث استعان بمراجع ضخمة وكثيرة، وأن الدراما التى يعرضها المسلسل قاسية جدًا، فهل تتخيل أن الابن يقتل أباه، لأن الأب أصبح فى نظر الابن كافرًا، لأنه لا يؤمن بعقيده «داعش»، أو عندنا أسرة كاملة أربع بنات وأمهن، يتم خطفهن وبيعهن سبايا فى سوق الجواري، كأنهن أغنام وأبقار، ومن يشتريهن يغتصبهن باعتبارهن سبايا، فهل يتخيل أحد أن يحدث ذلك فى عام 2017 و2018.

مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي..

■ فى البداية كيف جاءت فكرة مسلسل «ليلة السقوط»؟

- المسلسل جاء بطلب من صديق، منتج عراقي، وبتكليف من حكومة كردستان وأيضًا من العراق، بعمل ضخم يتحدث عن السنوات التى احتل فيها داعش مدينة الموصل وبعض المدن فى العراق والعمل من المفترض أنه عالمى يؤرخ لهذه الفترة، بدءًا من بداية الهجوم الداعشى على مدينة الموصل، وأيضًا فى كردستان، وقتل الآلاف من الضحايا، وسبى الآلاف من السبايا، والتنكيل بالآلاف.

بالإضافة إلى نشر الأفكار الداعشية، وإجبار الأهالى على التعامل معها، ثم فترة الاحتلال الداعشي، وما جرى فيها فى الموصل وغيرها، وصولًا إلى الحرب التى استعادت الموصل، والتى قامت بها القوات العراقية، بكل أطيافها.

وأيضًا القوات التابعة لإقليم كردستان، وحدث تحالف بين كل القوى الحربية والعسكرية الموجودة، فى العراق، وأيضًا التحالف الدولي، كان شريكًا فى الهجمات التى طالت «داعش»، حتى تحررت الموصل، وكل الأماكن التى احتلها داعش بالعراق.

■ وكيف كان استعدادك لتقديم هذا العمل؟

- أنا فى حقيقة الأمر التزمت بأحداث رئيسية حدثت فى الواقع، لأن الواقع لا يمكن تغييره أو تزييفه أو تجميله، فكنت أمينًا جدًا فى نقل الواقع، واستعنت بمراجع ضخمة كثيرة جدًا، وقابلت شهودًا أحياء ممن عاصروا تلك الفترة، كما قابلت رئيس الوزراء، أثناء احتلال داعش الموصل، وقابلت ضحايا من أهل الموصل، من أجل تقديم صورة كاملة، وحقيقية عامة، لما جرى فى العراق والموصل، خلال فتره احتلال داعش.

■ أثناء مقابلتك لنقل الواقع، ومقابلة الشهود الأحياء، وأهل الضحايا، متى دمع قلبك، قبل عينيك فى إحدى القصص والحكايات؟

** هناك حكايات قاسية جدًا، يعنى لما الابن يقتل أباه، لأن الأب أصبح فى نظر الابن كافرًا، لأنه لا يؤمن بعقيدة داعش، ولا دين للولاء بداعش، عندما تخطف أسرة كاملة، أربع بنات وأمهن، ويبعن سبايا فى سوق الجواري، كأنهن أغنام وأبقار.

ومن يشتريهن يغتصبهن، باعتبارهن سبايا، فهل يتخيل أحد أنه عام ٢٠١٧ و٢٠١٨، البشر يباعون كالعبيد، فلا حقوق لهم، لا إنسانية ولا دينية، وكانت فترة قاتلة جدًا، وقصية جدًا وغير آدمية، فعندما كنا نسمع عما فعله التتار فى المدن، التى احتلوها، جاء داعش بما هو أكثر من التتار.

■ هل هناك من القصص ما أوجع قلبك أكثر من ذلك؟

- هناك قصص كثيرة ومساحة المسلسل لا تحتمل، وتناولت نماذج، كل نموذج يبين جزءًا من همجية وتوحش داعش، فى التعامل مع المدنيين والأبرياء، وداعش كان يعتمد على نظرية مهمة جدًا، وهى نظرية إدارة التوحش، وأن يسبق الهجوم الداعشى هجوم أفكار، ليصاب الأهالى بالرعب، قبل الهجوم الحقيقي.

وعلى الجميع أن يتخيل أن داعش احتل الموصل بأقل من ٣٠٠٠ مقاتل، فى وقت وجود ما يزيد على ٥٠ ألفًا، من القوات العراقية، فى الرعب والتمهيد النفسي، هذا ما كانت يعتمد إليه داعش فى حربه، هذه حروب فكرية قبل الحروب على أرض الواقع، وعندما تخلص الجيش العراقى والقوات العراقية المتحالفة، من هذه العقدة تمكنوا من النصر.

■ ما نسبة الإنجاز فى تصوير المسلسل، حتى الآن، ومتى سيعرض، وكم استغرقت فى كتابته؟

- تم تصوير ما يقرب من ٩٠ فى المائة، واستغرق العمل فى كتابته ما يقرب من ٦ أشهر، مقابلات مع أهالى الضحايا وشهود العيان، وقادة الجيوش والوزراء، ستة أشهر فى جمع المادة والمقابلات، حتى أصبحت لدى قاعدة بيانات أستطيع أن أكتب من خلالها، هذا مجهود كبير، إضافة إلى الجهد النفسي.

ومرت عليّ أوقات لم أكن أستطيع أن أحتمل أن أستمر فى قراءة المجازر التى ارتكبها داعش، لا يمكن أن تتخيلوا، فتيات تسع سنوات، يبعن ويغتصبن، ويذبحن سبايا، والأولاد الذكور يتم عمل غسيل مخ لهم، ويتم ضمهم لداعش، ويصبح اسمهم أشبال الخلافة، أما طريقة تدريبهم فكانت رهيبة؛ حيث يأتون لهم بأسرى، ويجعلون الولد يذبح هذا الأسير، لكى يتحول إلى مقاتل داعشي، من أجل أن تموت مشاعره وقلبه.

■ يبدو أننا سنشاهد دراما قاسية عنيفة جدًا، فهل يستطيع المشاهد تحمل ذلك؟

- لقد حاولت التخفيف كثيرًا، سواء فى جرعة العنف أو القتل، ورغم ذلك ما قمت بتخفيفه سيكون صادمًا للكثيرين، ولن يصدقوه، وحينما يشاهدون مجازر داعش، سيرددون مش ممكن يكون فيه حد بهذه البشاعة والقسوة.

مع أننى بقدر الإمكان طوال المسلسل أحاول تقليل العنف، لكنه واقع، لدرجة أنهم كانوا يقومون برمى شخص من فوق عمارة ١٢ دورًا، لإرهاب الناس، وليصبح عظة وعبره لهم، وللأسف هذا واقع حدث لست قادرًا على تجميله أو التقليل منه.

■ كم عدد حلقات المسلسل، وأين تقع أماكن التصوير؟

- العمل ٣٠ حلقة، وأماكن التصوير فى الموصل أساسًا وكردستان؛ حيث غزى داعش كردستان، وأخذ الآلاف من الأسرى والسبايا، وقتل الآلاف من الأبرياء، وتم التصوير فى بغداد وأربيل.

■ شخصية طارق لطفي، هل ستكون مختلفة فى «ليلة السقوط» عما شاهدناه من قبل فى «القاهرة كابول»؟

- عندما بدأت فى كتابة العمل، لم يكن رشح له طارق لطفي، ولقد كتبته للشخصية الرئيسية، وتدعى أبوعبد الله، ويلقب بالدباح، قاس جدًا، ومعروف بقسوته الشديدة، وهو شخص بلا قلب ولا مشاعر، آلة للقتل، هو أحد زعماء داعش، ويعد شخصيته من خيالي، ليس لها أساس فى الواقع.

لكننى عندما أتصور داعش وقانونها، القتل أن تقتل أو تقتل، أن تكون ذابحًا أو مذبوحًا، هذا هو قانونها فمن هنا أتصور وجود آلاف من الدباح فى داعش، والدباح قائد عسكرى فى الأرض، واحد نجوم داعش، وكان أمامه مستقبل عظيم، ومن خلاله تجرى الأحداث داخل المسلسل.

■ وكيف ترى هذه التجربة فى حياتك؟

- أحيانًا نحتاج إلى ساعات كثيرة من الألم، لندرك أن الشفاء ثمنه غال، هذا الألم الذى سيشعر به البعض أثناء مشاهدة هذا المسلسل، من الممكن أن تكون له حصانة ضد الأفكار الداعشية، لكى لا يعود داعش، وداعش لن ينتهي، ولديه بعض الخلايا النائمة والذيول، والمؤمنون بالفكر الداعشي.

■ تعودنا مع هذه الأعمال التى تفضح الفكر الداعشى، أن يواجه أصحابها تهديدات، فهل تلقيت تهديدات للتوقف عن الكتابة؟

- تلقيت العديد من التهديدات، منذ بداية الإعلان عن العمل، وكان علينا أن نختار إما أن نتراجع أو نستمر، وقررنا الاستمرار، فالأعمار بيد الله، وقد جاءت التهديدات صريحة مرة، وغير مباشرة مرة أخرى، ولم نتراجع، فقد آمنا بهدف، ويجب إنجازه أيا كانت النتائج، ولسنا أفضل ممن دفعوا ثمن مقاومة داعش.

وهذا هو دور الفن فى كشف الزيف والخراب، ويقدم صورة عن واقع أليم حتى لا يتكرر مرة أخرى، فالكثير فى العالم العربى يسمع عن داعش، لكن لا يعلم حقيقته، وليلة السقوط يقدم صورة، وتوضيحا لمن يدَّعون الإسلام، وأنهم ينشرون تعاليمه.

فمسلسل «ليلة السقوط» يعد العمل الأول من نوعه يناقش أفعال وجرائم داعش الإرهابى الوحشية فى مدينة الموصل بشكل خاص ومدن العراق بشكل عام ومن المقرر عرضه رمضان المقبل.

■ العمل كل أحداثه فى العراق، ويرصد واقعًا فهل ستكون اللهجة المستخدمة عراقية؟

** مسلسل «ليلة السقوط» مزيج بين اللهجة العراقية واللغة الفصحى، وهذه المسألة استغرقت من صناع العمل، وقتا كبيرا، حتى استقروا على ذلك، وهناك الكثير فى البلدان العربية لا تعرف اللهجة العراقية، واللغة الفصحى قد تكون ثقيلة، لأنهم لا يقدمون عملًا تاريخيًا، ومن هنا أوجدوا لغة وسطًا ما بين الفصحى والعراقية يستطيع المشاهدون فهمها، واستيعابها.