الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حديث الجمعة من باريس.. مصريون عرفتهم فى باريس «٩»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قابلت الراحل الكبير فى منزل على رحمه الله وكان صحفيا بارزا بوكالة الأنباء الفرنسية

«سوف نخصص له مقالا منفردا» وفريدة الشوباشى وكانت وقتها نجمة لامعة فى إذاعة مونت كارلو.

دهش جمال الغيطانى عندما علم أننى أتابع بشغف شديد كتاباته فى إصداراتها بالفرنسية عن دار نشر سوى المجموعة وأننى لم أقرأ له بالعربية، وعندما عاد لباريس حمل معه هديتين كبيرتين: مجموعة من رواياته الأخيرة بإهداءات مركزة وتدعو للتفكير والتأمل والعدد الأخير من جريدة «أخبار الأدب» وكان قد أطلقها قبل أشهر مضت.

ودعانى الغيطانى للكتابة فى الجريدة بشكل دائم. كانت هذه الدعوة هى أول كتابة لى فى عالم الصحافة من خلال مقال أسبوعى تحت عنوان «السوق الفرنساوى» على اسم السوق السكندرى الشهير والذى مازال موجودا بطول شارع نوبار خلف محكمة الحقانية.

مع جمال الغيطانى أنت فى حضرة الروح المصرية. لا قشور ولا زيف. تسير معه فى باريس وتحكى له فإذا به يحكى لك مقابل حكاياتك بحكايات قاهرة المماليك وشوارع الجمالية وتشعر كأن الرجل يسير مشاهدا بين ألفيتين: ألفية القاهرة وألفية باريس.

وعندما قررت مجلة لونوفيل أوبزرفاتور الفرنسية الشهيرة تخصيص عدد لكتاب البحر المتوسط وقع اختيارها عليه ليمثل الأدب المصرى ووقع اختياره على لترجمة مقاله.

كانت العلاقة الوطيدة للغيطانى بصاحب نوبل فى الأدب نجيب محفوظ تضفى على روحه المصرية الخالصة عبقا وأريجا يدخلان القلب دون استذان.

وكانت سعادتى بلا حدود عندما التقيته فى مقر «أخبار الأدب» ودعانى للغداء فى منزله بحضور زوجته الكاتبة الكبيرة صاحبة الأسلوب المتميز ماجدة الجندى.

عبرت بنا سيارة الجريدة شوارع القاهرة القديمة والرجل يحكى قصة كل باب وتاريخ كل حارة. عبرت بنا السيارة قرونا فى طريقها لحى المعادى وكنت أود أن يطول الطريق وأن تتعطل اشارات المرور وأن يزيد الله من زحمة حوارينا حتى لا تنتهى حكاوى مصر معه.

تواعدنا على اللقاء فى باريس لزيارة منزل ومتحف فيكتور هوجو معا.

داهم المرض قلب الغيطانى المثقل بحكايات حارة الزعفران والزينى بركات وأوراق شاب عاش منذ ألف عام «من بواكير أعماله» ولم يستطع القلب الكبير والروح ذات الألفيتين مقاومة الموت. 

مازال فيكتور هوجو ينتظرنا يا صديقى..