عندمـا حدثت نكسة 67، كتب نزار قبانى قصيدتـه الشهيـرة " هوامش على دفتـر النكسة "، مما آثــار غضب جمال عبدالناصر، فكانت النتيجـة منع نزار قبانى من دخول مصر، وعندما مات جمال عبدالناصر كتب نزار قبانى يرثيه قال:
السيد نام
السيد نام
كنوم السيف العائد من إحدى الغزوات
السيد نام مثل الطفل
والغافى فى حضن الغابات
السيد نام
وكيف أصدق أن الهرم الرابع مات " ؟!
ثم ناداه فى قصيدة أخرى قال...
" والدنا جمال عبدالناصر
عندى خطاب عاجل إليك
من أرض مصر الطيبة ".
إلى قوله...
" والدنا جمال عبدالناصر
الزرع فى الغيطان والأولاد فى البلد
ومولد النبى والمآذن الزرقاء
والأجراس فى يوم الأحد
وهذه القاهرة التى غفت
كزهرة بيضاء فى شعر الأبد
يسلمون كلهم عليك
يقبلون كلهم يديك
ويسألون عليك كل قادم إلى البلد
متى تعود للبلد " ؟!
نستنتـج من ذلك أن السيـاسة شيء والإنسـانية شيء آخــر تماما، فعلى المستوى الإنسانى كان عبدالناصــر ( كنموذج بطولي ) ملهمــا للحــالمين بالقوميـة العربيـة الأمر الذى جعل خبر موته صدمة لم يصدقها الجميع !!
فالذين اختلفــوا مع عبدالناصر سياسيــا، هم أنفسهـم من فجعهـم رحيـل الإنسانية متمثلة فى شخص عبدالناصر، فكتب صلاح عبدالصبور قال....
" لا.... لم يمت
هل مات من وهب الحياة حياته
حقا... أمات " ؟!
ورثاه الشاعر محمود حسن إسماعيل قال...
" رغم انطفاء السراج
على عتبات الجسد
مازال منه السنا هادر للأبد
تحلق راياته فى المآذن
وتنطلق راياته فى القرى والمدائن
ومادام فى الأرض حر ثائر
ومادام فيها حياة
فما مات ناصر " !!
ويـذكر أن الشاعر صلاح جاهين كانت ترتبط حالته المزاجية بما يحققه عبدالناصر من نجاحات وانتصارات، ولم يجد بعد موت عبدالناصر غير أن يسلم ويقول " أمر الله "
" حتى الرسول مات وأمر الله لابد يكون
بس الفراق صعب وإحنا شعب حنون " !!
لــم يكن عبدالناصر مجــرد حاكم ترأس البلاد بعد القضاء على الاستعمار والإقطاع بعد ثورة 52، فهو كان يمثل حلما للشعب المصري خاصة، والشعب العربي عامة
ففد أصاب الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتورى عندما قال عنه " وكأن ملايين الأرحام ولدتك " !!
وهاهو الشاعر سميح القاسم يرثيه قائلا...
" جمال ياجمال
أبكيك لكن واقفا
وصامدا وزاحفا
أبكى من الخليج إلى المحيط
أبكيك لكن إلى الأبناء والأحفاد
فكيف يكون الصبر والجهاد " ؟!
وعلى المستــوى العالمي قالت عنــه أنديرا غاندي رئيسـة وزراء الهنــد أنــــــذاك
" التاريخ سيسجـل للرئيس جمال عبد الناصر مساهمتــه الفريـــدة فى بعث الشعب العربي "، وقال عنه ريتشارد نيكسـون رئيس الولايــات المتحـدة الأسبق " العالم خسـر زعيمـا بارزا، خدم بإخلاص وبلا كلل قضايا بلاده والعالــم العربي "، وقال عنه مناحم بيجن رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق " وفـاة عبد الناصر تعني وفاة عدو مر. إنه كان أخطر عدو لإسرائيل "!!
وقال عنه تيتــو رئيس يوغوسلافيا السابق " وفــاة عبد الناصر كارثـة عظيمة حلت بالوطن العربي "، وقال عنــه دينيس هيلي رئيس وزراء بريطانيـــا الأسبق " لقد شن عبد الناصر حملة ضــد الفقر والجهــل ستذكرها لـــه الأجيــال القادمـة بالشكر والإمتنان " !!
ومن منطلق الشكـر والإمتنــان نقــول هذا هــو جمــال عبدالناصر، الذى اتفق معه البعض واختلف معه البعض، لكن لـم يختلف أحد على أنه يستحق عن جدارة لقب الزعيم.
ومن منطلق القاعــدة التى تقول " كل قرين بالمقارن يقتدى "،لنتأمل كان يصادق من عبدالناصر ( نهرو... جيفارا... كاسترو... تيتو )، فهـؤلاء وقفــوا فى وجه طغــاة العالم، وقــادوا حركات التحرير فى بلادهم، ومن هــؤلاء نستطيع أن نحلل شخصية عبدالناصر الثورية، فعبدالناصر كحاكم لـه ماله وعليه ماعليـه، ولا أجد فى نهاية هذه الإطلالة إلا أن أردد مع أحمد فؤاد نجم...
" عمل حاجات معجزة
وحاجات كتير خابت
وعاش ومات وسطنا
على طبعنا ثابت
وإن كان جرح قلبنا
كل الجراح طابت
ولايطولوه العدا
مهما الأمور جابت " !!
آراء حرة
السيــد نام
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق