افتتح اليوم منتدى النورماندي العالمي للسلام لمدة يومين (30 سبتمبر و1اكتوبر) بعد أن تم تأجيله بسبب الأزمة الصحية. فقد أرادت منطقة نورماندي على لسان رئيسها وزير الدفاع الأسبق هيرفيه موران الحفاظ على الإصدار الرابع من هذا الحدث الكبير وعدم إلغاءه حتى لا تضيع سنة على المساهمات الأساسية لجهود بناء السلام.
هذا ويعد المنتدى العالمي، الذي بدأته منطقة نورماندي ، استمرارًا لعمل الذاكرة الفرنسية الذي أنجزته منطقة شمال فرنسا منذ عام 1945، تاريخ تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني النازي والتي غدت كمكان رمزي وتاريخي ، حيث تستحضر النورماندي الكفاح من أجل الحريات في عيون شعوب أوروبا.
فمن هذه الشرعية ، ولدت مبادرة نورماندي من أجل السلام ، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات ملموسة نظمتها منطقة نورماندي وشركاؤها لتعزيز السلام ، وتتوج كل عام بتنظيم منتدى نورماندي العالمي للسلام.
سيشارك اليوم وغدا أكثر من مائة متحدث ومتحدثة من جميع أنحاء العالم لتزويد الحضور بمفاتيح فهم النزاعات الدولية المعاصرة بالإضافة إلى طرح الحلول الممكنة لإدارة السلام بشكل أفضل.
وسوف تنظم ورش عمل وحلقات فكرية وتلقى محاضرات حول تحديات الأمن البشري والغذائي والصحي والسلام العالمي والأزمات الدولية، من قبل خبراء في الجغرافيا السياسية وممثلو المنظمات الدولية والمجتمع المدني والصحفيون وأساتذة جامعات ...
وفي ظل السياق الدولي والأخبار المتعلقة باستئناف طالبان للسلطة في أفغانستان ، سيشرح الخبراء الاستراتيجيون التداعيات الجيوسياسية والإنسانية للصدمة الناجمة عن هذا الاضطراب في النطاق الدولي.
وقد تم الاتفاق على تنظيم مؤتمرين ، وسوف يتم إلقاء اثنين وعشرين مناظرة بما في ذلك ستة مخصصة للشباب ، وتنتهي الليلة بأمسية ثقافية ، في قرية السلام ،تناقش أحداث للشباب مع حشد طلاب المدارس الثانوية حول أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة .
هذا وتقرر منح جائزة الحرية لهذا العام للناشطة الأفغانية سونيتا أليزادا لكفاحها ضد الزواج القسري وللعديد من القضايا الآخرى ...قيمة الجائزة المادية 25 ألف أورو وكأس ذهبية بينما قيمتها الاعتبارية أعلى بكثير
فيما منحتها اللجنة الدولية العام الماضي للناشطة السعودية جين الهذلول بحضور ألف شخص من 81 بلدا.
سيركز المنتدى على موضوع "السلام العالمي والأمن العالمي: كيف تحكم السلام؟"، سيتم فيه تقييم القضايا التي تواجهها المؤسسات الدولية.
وستطرح اليوم مناقشات لمواضيع وقضايا شؤون الساعة تحمل عناوين (السلام على المحك) و(ليبيا: نحو أمل هش في الاستقرار؟) و(اليمن: من يريد السلام؟) و(تركيا: تعبير من قوة إقليمي) و(الساحل: نحو حوكمة الأمن المحلي؟) و(ما الحكم الاقتصادي من أجل السلام؟) و(إيران: عند مفترق طرق) (لماذا يهرب السلام منا؟) يناقشها أساتذة جامعات تاريخ وعلاقات الدولية والعلوم السياسية وضباط استخبارات مدنية وعسكري فرنسية كذلك بعض السفراء الأجانب والتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية
تختتم الليلة بأمسية ثقافية وموسيقى بعنوان "سلام قرع طبول!" بالشراكة مع مندوبين فرنسا الدائمة لدى اليونسكو
أما غد الجمعة فسيتم مناقشة موضوع (أفغانستان ، السلام المستحيل؟) و(كيف نبني السلام مع الأمة الروسية؟)،(المصالحة والعدالة) و(الذاكرة: ما بعد الحرب نريد؟) وحديث الساعة(جو بايدن وتحديات جديدة من الولايات المتحدة)
كما سيتم مناقشة غدا موضوع (عشر سنوات من الربيع العربي: دروس و آفاق المشاركة الشعبية) وتقييم نتائجه الإيجابية والسلبيات لكل دولة وكذلك موضوع (العدالة الدولية: أساس السلام الدائم) و(محاربة الجوع والعمل من أجل السلام) ومناقشة (لبنان: أي مستقبل لبلد مدمر؟) للتعرف على اخر ماوصلت اليه جهود فرنسا الدولية في انقاذ لبنان، وكذاك سيتم مناقشة غدا ملف ( السيطرة على السلام؟)
وستشارك الأمم المتحدة في المنتدى عبر رسالة من أنطونيو جوتيريش ، الأمين العام للأمم المتحدة (مداخلة بالفيديو) الذي سيلقي محاضرة عنوانها(ما سبب الهروب من السلام؟)،
بينما سيتم بحث في محاضرة أخرى ، إشكالية( السلام يهرب منا) و(خلافات أمامية بين الدول ، نزاعات مسلحة ، توترات الجيوسياسية ).
