شهدت قرية المدامود الصعايدة، التابعة لمدينة الزينية شمال الأقصر، اليوم الخميس، إجراء مراسم الصلح وإنهاء خصومة ثأرية بين عائلة غالب بالصعايدة وعائلة عبد الهادي بقرية العشي، وذلك بحضور قيادات مديرية الأمن والمئات من أهالي القريتين وتحت إشراف أعضاء لجنة المصالحات بالمحافظة.
حضر فعاليات مراسم الصلح، كل من اللواء خالد عبد الحميد مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر، واللواء مجدي لطفي مدير إدارة البحث الجنائي، واللواء أحمد أبو الحجاج دنقل مدير الأمن الوطني، والعميد محمد الخولي رئيس فرع الأمن العام، والعميد محمد قمرة رئيس مباحث المديرية، والرائد أمير الوكيل، والنقيب سيف طارق شهاب وكيل إدارة العلاقات العامة بالمديرية، وأعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ ورجال الأزهر والأوقاف والكنيسة، وقيادات المصالحات بمحافظة الأقصر وجنوب الصعيد ورجال السادة الدندراوية بمحافظة قنا والسادة الأدارسة بمحافظة الأقصر.
كما شهدت المراسم، تأمينا مكثفا من جانب الأجهزة الأمنية بالأقصر، ممثلة في قيادات الأمن المركزي وضباط المباحث والنظام بمركز شرطة طيبة بقيادة العيد عبدالرازق منصور مأمور مركز شرطة طيبة والرائد مختار الضوي رئيس مباحث المركز وضباط المباحث والقوة المرافقة.
وشارك في أعمال إتمام الصلح كبار العائلات من القرى والنجوع والذين كانوا شهودا على هذا الصلح الكبير الذي حقن الدماء وصان الممتلكات العامة والخاصة، حيث قام شقيق الجاني بتقديم القودة أو الكفن وسط تكبير وتهليل بين الحاضرين وطلب العفو لوجه الله تعالى وأن يكون الصلح خالصا لوجه الله وقبل المختصمان التصالح وأقسما أمام الجميع أن الصلح صلحا نهائيا باتا لا رجعة فيه وأختتم مراسم الصلح بقراءة الفاتحة بمشاركة جموع الحاضرين.
تعود الواقعة إلى شهر نوفمبر من عام 2014، عندما نجحت أجهزة الأمن بمديرية أمن الأقصر في حل لغز مقتل المدعو "ياسر كمال أحمد غالب " 24 سنة، سائق بطلق ناري في الرأس والذي تم العثور على جثته داخل سيارة أجرة ميكروباص رقم 2453 أجرة الأقصر أمام ارض الجولف بشارع المطار دائرة مركز طيبة.
وقامت إدارة البحث الجنائي وقتها بوضع خطة بحث بالاشتراك مع فرع الأمن العام أسفرت جهودها أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من المدعو "عبد الحكيم مرتضي فارس أحمد" و شهرته "حكيم" 50 سنة، مزارع, وشقيقه المدعو "حرب مرتضي فارس" 47 سنة، مزارع, ونجل شقيقهم المدعو "فارس أحمد مرتضي " سن 27 سائق (مالك السيارة التي وجدت بها جثة المجني عليه).
وتتلخص الواقعة في أنه أثناء ذهاب المجني عليه للمتهم الثالث "مالك السيارة" لمحاسبته على إيراد السيارة ووقوفهما أمام منزل المتهم الأول ويقطن بمنطقة كائنة الزراعات حدثت مشادة بينهم وقام المتهم الأول على أثرها بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه المرخص (طبنجة) أصابت إحداها المجني عليه في رأسه مما أودي بحياته والثانية بجسم السيارة وقام المتهم الثالث بقيادة السيارة وبداخلها جثة المجني عليه والذهاب بها إلى محل العثور عليها، على أن يتعقبه المتهمان الأول والثاني بعد تركه للسيارة وبداخلها جثة المجني عليه وعودتهم إلى محل إقامتهم.
وعقب تقنين الإجراءات تمكن ضباط البحث الجنائي من ضبط المتهمين الثلاثة المذكورين والسلاح المستخدم في الواقعة وبداخله عدد 4 طلقات من ذات العيار وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة وتحرر المحضر رقم 1468 إداري مركز طيبة لسنة 2014.
جدير بالذكر، أن شقيق المتوفى يعمل بوظيفة أمين شرطه وأعلن قبوله القودة، وتلقى قودة الكفن وأعلن على الملأ أمام مراسم الصلح أنه تسامح وقبل القودة ليعلن للعالم أجمع والحاضرين أن وزارة الداخلية هي القدوة والمثل في حقن الدماء وإنهاء الخصومات الثأرية وتطبيق شعار وزارة الداخلية الآن "صعيد بلا ثأر" والدعوة للاستقرار والتسامح والعفو بين العائلات المتخاصمة ليعم الأمن والأمان ربوع البلاد.