مبنى ضخم يغطيه التراب من كل جانب، تحكى أعمدته الشاهقة عن حقبة تاريخية مهمة فى التاريخ الحديث، تتوسطه لوحة حجرية ضخمة بطول المبنى بأكمله، وهى اللوحة الوحيدة فى العالم التى ما زال يذكر فيها اسم الحزب الفاشى بإيطاليا وزعيمه موسوليني، فمنذ 86 عاما أمر حاكم إيطاليا بصناعة لوحتين من الحجارة له فى فترة الحرب الأولى واحدة منها تم وضعها فى بلده والثانية فى بورسعيد، وأثناء الحرب هدمت اللوحة الحجرية الموجودة فى إيطاليا ولم يتبق غير الموجودة فى بورسعيد لتكون آخر أثر لموسولينى فى العالم.
شيد البيت الإيطالى فى مدينة بورسعيد عام 1935 إبان الحرب العالمية الثانية ليكون مقرا للحاكم الإيطالي، فى وقت تخيل فيه الإيطاليون أن النصر سيكون حليفًا لإيطاليا وألمانيا وكانت الجالية الإيطالية تعدادها مرتفع مقارنة بالجالية الفرنسية ببورسعيد وصلت الجالية الإيطالية إلى 30 ألف مواطن، بينما الفرنسية تراوحت ما بين 12 ألف مواطن إلى 14 ألف مواطن.
قام المهندس الإيطالى «Clemente Busiri Vici» بتصميمه حيث احتوى بداخله على مسرح ومكتبة عملاقة وسينما ومكان للألعاب والترفيه، وكتب على لوحته الخارجية «Casa Italia» مركز إشعاع للثقافة الإيطالية.
أثناء الحرب استولت عليه بريطانيا، كما استولت على الكثير من المنشآت، التى حولتها لأغراض عسكرية ومستشفيات خاصة بجنود الحلفاء، وأصبح فى تلك الفترة نادى بريطانيا وكان يشمل الدور الأرضى سينما وبارا، والدور الأول مكاتب إدارية ومطعما ومحلا لبيع الجواكت الجلدية وهدايا محلية وعطور ومجلات وحلوى تركى وترابيزة تنس طاولة، أما الدور الثانى فاحتوى على غرف مبيت وصالة للشاى بجانب غرفة خاصة للسيدات وكوافير وصالة للرقص ومطعم.
يقع البيت الإيطالى خلف حديقة التاريخ، ويوجد على المبنى اللوحة الوحيدة فى العالم التى ما زال يذكر فيها اسم موسوليني.