حصد الشاعر والمؤلف المسرحى محمد زناتي، جائزة المركز الثانى لمسابقة النصوص المسرحية فى الدورة الرابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولى للمونودراما وهو بعنوان «خداع بصرى»، من بين 32 نصا مسرحيا آخر لمؤلفين من دول مختلفة.
ويشارك «زناتى» هذا العام بالعرض المسرحى «إيزيس» فى فعاليات الدورة الرابعة عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصري، التى تقام خلال الفترة من 27 سبتمبر الجارى، وتستمر حتى 9 أكتوبر المقبل، كم يُعِد أيضا أشعار مسرحية «السندباد» التى من المقرر افتتاحها قريبا على خشبة مسرح البالون.
التقت «البوابة نيوز» الشاعر والمؤلف المسرحى محمد زناتي، للتعرف على نصه الفائز، وهل هناك افتقار فى كتاب المسرح فى الوقت الراهن، ومشروعه المسرحى الحالى الذى يعمل عليه إلى نص الحوار...
■ ماذا تمثل جائزة النص المسرحى «المونودراما» بالنسبة لك؟
- هذه الجائزة محفز للاستمرار بطريقتى وأسلوبى الخاص فى الكتابة، التى ربما لا تلاقى رواجًا جماهيريًا كبيرًا، وما يجعل هذه الجائزة ذات طابع خاص بالنسبة لى لأنها من بلدى ومن مهرجان دولى على أرض مصرنا الحبيبة، فقد حصلت على جوائز عديدة فى مهرجانات دولية خارج مصر، كان آخرها العام قبل الماضى من مهرجان «clef de sol»، الذى أقيم فى مدينة «saint malo» بشمال فرنسا، ولكن يظل دائما ما أحصل عليه فى بلدى له خصوصيته التى لا يماثلها شيء.
■ يحمل النص عنوان «خداع بصرى» فما الغرض من هذا العنوان تحديدا؟
- المقصود بـ«خداع بصرى» محاولة للتأكيد على نسبية الحقيقة، فكل منا زاوية ينظر منها للأشياء لذلك، فالرؤية تخلتف، وربما تصل إلى حد التناقض، ولكنها تظل حقيقة عند كل واحد.
■ هل استقررت على دار نشر معينة لطباعة النص؟
- لم أستقر على دار نشر حتى الآن، ولكننى أفضل دائما دور نشر الدولة.
جزء من النص المسرحى «خداع بصرى»
المسجون: ما أجمل الجرى فى المكان..
تجرى وتجرى وفى النهاية تكتشف أنك ما زلت فى نفس المكان
وربما كل ما مر بك مجرد «يفكر باحثًا عن الكلمة التى يريد أن يقولها ثم يكمل حديثه»
لا أعرف..
فربما أنا لست أنا وربما هو ليس هو «يشير بيديه عكس ما يقول»
وربما اليسار يمين والشمال جنوب
وهنا يُطرح السؤال من منا كان يجرى؟ أنا؟ أنت؟ الزمان؟ المكان؟..
ومن منا الذى فاز فى هذه المسابقة الملغزة؟
أنا فى الحقيقة غير متيقن من شىء..
كل ما أعرفه أنى تغيرت..
وغزا الشعر الأبيض الشعر الأسود حتى سيطر عليه تماما.. فأصبحت عجوزا بالصدفة..
العمر يُسرق منا ونحن لا ندري..
وعلى حين غرة نكتشف أن الشعر الأبيض قد تسلل إلى الرأس..
وربما لا نكتشف شيئا..
ونظل نعتقد أننا لم نتغير..
أو لم نولد أصلا..
لكن كيف لم نُولد! وأنا طوال الوقت أُقاوم هذا الغزو..
فمادام غزوا فلا بد أن يقاوم
«يقوم بعمل تمرينات ضغط حتى يتعب ويسقط ثم يقف» وبعد قليل نعتاد على الأمر حتى يصبح جزءًا منا..
ونصير جزءًا منه وما باليد حيلة..
ما أجمل الجرى فى المكان...
■ يلجأ بعض المخرجين الشباب إلى النصوص الأجنبية لتقديمها على خشبة المسرح بديلا عن النصوص المصرية.. كيف ترى ذلك؟
- من حق كل مخرج أن يختار النص الذى يتناسب مع توجهه الفني، سواء كان نصًا عالميًا أم محليًا، ولكن ما هو غير مقبول أن تجهل مسرحك العربى والمصرى وتبحث عن المترجم بمنطق عقدة الخواجة.
■ هل هناك افتقار فى كتاب المسرح فى الوقت الراهن؟
- بالفعل لا، فهناك الكثير من الكُتاب المسرحيين المهمين، ولكن الافتقار الحقيقى هو البحث عن اكتشافهم وإلقاء الضوء عليهم، وفى الحقيقة أعتقد أن المحسوبية تلعب دورًا فيمن يجب أن يظهر ومن يجب أن يختفي، ولتكن الحجة أنه لا يوجد كُتاب مسرح.
■ كيف يمكن إعداد جيل جديد لكتاب المسرح سواء لنصوص المونودراما أو النصوص الأخرى؟
- لإعداد جيل جديد من الكُتاب يجب الاهتمام بالمسرح الجامعي، والمستقل، ومسارح وزارة الشباب والرياضة، والمسرح المدرسي، وقصور الثقافة، مما يجعل من هؤلاء الشباب رافدا رئيسيا لجيل مسرحى جديد له سماته الخاصة به.
■ يحمل المهرجان القومى للمسرح المصرى هذا العام دورة «الكاتب المسرحى المصري» هل تعد انتصارًا للكاتب المصري؟ ولماذا تأخرت هذه الخطوة كثيرا؟
- المهم أن هذه الخطوة قد حدثت والأهم هنا تفعلها بشكل حقيقي، ويأخذ الجيل الجديد من الكُتّاب المسرحيين فى التواجد الحقيقى الفعال على المستوى المحلى والاقليمى والدولى أيضا، فنحن أحفاد الكاتب المصري.
■ ماذا تمثل مشاركة عرض «إيزيس» فى المهرجان القومى للمسرح المصرى بالنسبة لك؟
- يمثل هذا العرض بالنسبة لى تجربة خاصة من حيث تقنية الكتابة التى تسعى لاستكمال لغة الجسد وباقى عناصر العرض المسرحي، الذى يعتمد على الصورة بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى أنه أول تجربة تجمعنى مع كريمة بدير، وهى مخرجة لها بصمة خاصة فى مسرح الرقص الحديث، ومشاركة «إيزيس» فى مهرجان يعطى الفرصة لعدد أكبر من الجماهير لمشاهدة العرض، وهذا مكسب كبير لأى عرض مسرحى لأن متنفس المهرجانات يُسلط الضوء أكثر على العروض الواعية الجادة، فالمهرجان القومى هو حصاد أجمل ما قدم المسرح المصرى خلال عام كامل.
■ ما المشروع المسرحى الذى تعمل عليه الآن ومتى يرى النور؟
- جارٍ تجهيز أشعار مسرحية «السندباد» مع فرقة تحت ١٨ التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، ألحان يحيى نديم، وإخراج شادى الدالي، ومن بطولة الفنان سامح حسين، والمزمع عرضها قريبا على مسرح البالون بالعجوزة.
■ وجه رسالة إلى شباب الكُتّاب المسرحيين؟
- مهما كانت العراقيل يجب أن نستمر، فإن أى فعل ثقافى هو فعل تراكمى ولخلق وعى حقيقى بما نفعل لا مناص منا إلا الاستمرار فى الكتابة، والسعى الدائم والإيمان بما نفعل يمكننا أن نحقق الكثير، فالآمال والرغبات الأيديولوجية لوحدها لا تصنع التاريخ، وإنما الفعل الحقيقى هو الذى يحقق المستحيل.