"أنا ماسك جمرة نار في إيدى بتولع إيديا ومش قادر اسيبها لأنى لو سيبتها هتولع الدنيا، مصر لن تسقط إن شاء الله ومش احنا بس احنا على الراس ومش هنسيبها تسقط لكن احنا محتاجين لكل الشعب المصري العظيم اللى مستنينا إن احنا نظبط كل حاجة، إن شاء الله لازم نتكاتف واحنا صابرين صابرين صابرين عشان مصر شايفين اللى حوالينا عايزينا نبقي كده ما احنا كان ممكن نبقى كده، ومفيش حد قال اضرب واحنا قلنا لا أنا راجل صادق وهفضل صادق ومقاتل 40 سنة مقاتل وهقاتل عشان مين عشان ربنا أولا وثانيا عشان مصر".
إنه المحارب المقاتل رأس الدفاع ربان السفينة الذي بذل روحه من أجل مصر وشعبها وآن له الآن أن يستريح بعد أن اطمئن عليها وعلينا المشيرمحمد حسين طنطاوى، ولد في31أكتوبر 1935 شارك في 4 حروب ضد إسرائيل (العدوان الثلاثي-حرب ٦٧-حروب الإستنزاف- حرب٧٣) وحرب الخليج وحصل على العديد من الأوسمة والميداليات والأنواط وكان قائد الكتيبة ١٦بسلاح المشاة التى حققت بطولات خلال عبور قناة السويس وتحرير سيناء ودخل المشير طنطاوى في مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية وعلى راسهم آرييل شارون وأطلق عليها معركة المزرعة الصينية والتى كبدتهم خسائر فادحة وله تسجيل نادر يحكى ماجري في المعركة وقال (كان كل همى في الليلة دى إن أنا ما ارجعش ولا فرد من الأفراد اللى جم إلى الموقع الا بالنصر ودى من المعارك الكتير اللى خاضتها الكتيبة وكان النصر حليفنا دايما من يوم العبور حتى إيقاف اطلاق النار).
هذا المحارب سيتوقف التاريخ عنده كثيرا فيما يتعلق بالفترة منذ تواجده مع الرئيس مبارك حتى الرئيس السيسي، لقد حمى شعب مصر بالمعنى الحرفي للكلمة ولم يترك السفينة وقت إن قاربت على الغرق ولم يقفذ ويتركها فقد أدار المعركة بكل حنكة وثبات انفعالى وعقلية نستطيع أن نصفها بالداهية ومن أقوى كلماته التى قالها في لقاء مع أبنائه من القوات المسلحة (مصرتسقط لما الجيش يسقط والقوات المسلحة تسقط، اذا القوات المسلحة سقطت مصر هتسقط نطلع بالاستنتاج الرئيسى من كلامى هل الجيش هيسمح بسقوط مصر ده بعدهم لن نسمح أبدا وكلكم كده علي بعضكم وانا علي راسكم لن نسمح بكده على جثثنا ).
وقد قال عنه الرئيس السيسي وقت توليه وزير الدفاع : أنا لما بجيب سيرة المشير طنطاوى ببقي عايزكم تشوفوه زى ما انا شوفته الضابط الصغير والنقيب والرائد والمقدم والعقيد والعميد اللى مخدمش معاه ميعرفهوش عايز أقولكم إن الراجل ده عظيم والله عظيم جدا أى حاجة بنعملها دلوقتى هو صاحبها وهو اللى كافح فيها، وكان الجميع يرى المشير حاضرا في اغلب لقاءات الرئيس جالسا بجانبه لأنه يدرك ماذا فعل هذا الرجل من اجل مصر ولاننا كما عهدناه دائما يعطى كل ذي حق حقه كان يجعل حضوره معه بمثابة اعتراف بالجميل والتكريم وفي نعيه لوفاة المشير قال: رحل اليوم رجل من أوفي وأعظم رجال مصر على الإطلاق كان حكيما وقاد مصر إلى بر الأمان في أصعب الظروف المشير طنطاوى بريء من أي دم أريق في المرحلة العصيبة من تاريخ الوطن أحداث محمد محمود وماسبيرو والمجمع العلمى وبورسعيد وأى شيء تم للتآمر وإسقاط الدولة وكان سببا حقيقيا في حماية مصر من السقوط في هذه المرحلة وقد كانت وصية المشير طنطاوى في لقاءاته الاخيرة نصا(وصيتكم عبدالفتاح السيسي خليكم بجوار الرئيس الراجل ده هيعمل كتير في البلد وهتشوفوا منه اللى ماشفتهوش من حد من انجازات وعمل دؤوب مستمر) نعم لقد ارتاح قلبك بعد ان أقسمت بروحك ان تفديها وسلمت الأمانة ليد مخلصة ووصلتها لبر الأمان آن الأوان أن تستريح إستراحة محارب يلقى ربه بنفس مطمئنة رحمك الله ويكتبك من الشهداء ايها الفارس البطل المخلص