مما لا يدع مجالًا للشك أن الإنترنت وبالأخص «السوشيال ميديا» أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة أى شخص على مستوى العالم، وبما أنها صارت محور الحياة التى تساعدنا على متابعة آخر المستجدات من خلال شاشة صغيرة نحملها فى ايدينا أينما ذهبنا، فتأثيرها أصبح قويا وفعالا، سواء فى متابعة الشخصيات العامة أو الحصول على معلومة أو التعُلم عن بُعد وغيرها من الخدمات المُقدمة، ولكنها سلاح ذو حدين، فبرغم أهميتها وقدرتها الفعالة والمؤثرة على التواجد فقد تُصبح نصل سكين يذبح دون رحمة من خلال إطلاق الشائعات التى لا أساس لها من الصحة من بعض المغرضين الذين يحاولون إثارة الفتن فى المجتمعات، وللأسف كما تنتشر المعلومة الصحيحة فأيضًا تنتشر الشائعات كالنار فى الهشيم كما يحدث الآن فى ظل انتشار جائحة كورونا، فمنذ أن غزت العالم أصبحنا كل يوم نستيقظ على شائعة مختلفة.
ومن ضمن الشائعات المثارة حاليًا اللغط والأقاويل عن لقاح كورونا، لذلك توضح لنا اليوم الدكتورة مروة حسين أخصائى أمراض الصدرية والحساسية أهم الشائعات التى انتشرت فى الفترة الأخيرة والرد عليها.
التطعيم بلقاح كورونا يسبب الإصابة بالوباء
هذه الشائعة ليس لها أى أساس من الصحة، لأن التطعيم يكون بفيروس ميت أو بأجزاء من الغلاف الفيروسى، وهذا لا يمكن له أن يسبب الإصابة.
وبالنسبة للناس التى أصيبت بعد تلقى أول جرعة فهذا ليس بسبب اللقاح، ولكن استهتارهم وإحساسهم بالأمان المطلق، فأى تطعيم يحتاج من أسبوع لأسبوعين حتى يعطى مناعة للجسم ضد الإصابة والمناعة هنا لا تكتمل إلا بعد تلقى الجرعة الثانية، كما أن اللقاح لا يمنع الإصابة بنسبة 100% ولكنه يقلل فرصة حدوثها كما يقلل من الأعراض والمضاعفات عند الإصابة.
التطعيم بيسبب العقم
لا يوجد أى تطعيم أيًا كان نوعه يسبب العقم، فالتطعيم وظيفته أن يجعل الجهاز المناعى يتعرف على مسبب المرض وتكوين أجسام مضادة تقضى عليه عند دخوله الجسم، وبالتالى ليس له أى علاقة بخصوبة الشخص.
الفيروس يتحور باستمرار واللقاح يصبح غير فعال
تحور الفيروس حتى لو يقاوم التطعيم فهذا لا يمنع أنه سيقلل من أعراضه ومضاعفاته لأن تحور الفيروس لا يعنى تغيير تركيبته بالكامل وأن حدث يصبح نوع فيروس جديد غير المتعارف عليه، كما أن السلالات الجديدة لم تمنع وجود السلالات القديمة فهى ما زالت موجودة.
إن كان التطعيم آمنا فعلًا لسمحوا به لجميع الناس
أى مادة علاجية فى العالم، سواء كانت تطعيم أو دواء أو حتى كريم للشعر لا يُصرح باستعمالها لأى فئة من الناس، إلا إذا تمت تجربتها عليهم وثبت أنها آمنة بالنسبة لهم.
التطعيم ممنوع للأطفال والحوامل
لأنه ببساطة لم تجر تجارب كافية على الأطفال أو الحوامل وما زال قيد التجربة عليهم، فعند الانتهاء من الاختبارات اللازمة ويتأكدوا من آمنه لهم سيسمح لهم بتلقيه.
التطعيم فيه خلايا أجنة مجهضة
لا يوجد أى منطق وعقل يصدق هذه الخرافة، التطعيم ينتج منه يوميًا عشرات الملايين من الجرعات من كل نوع فأى عدد أجنة مجهضة يقضى هذا الكم المهول، من الممكن استعمال الخلايا الجنينية كنموذج للخلية البشرية لنتعرف على كيفية دخول الفيروس للجسم ومن خلال هذا نستطيع منه، ولكن لا يوجد سبب أو داعى يجعلنا نستعملها فى اللقاحات نفسها.