قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن تحديد المصطلحات من الأمور الهامة في أي علم من العلوم، ومصطلح "فقه الإنجاز" نتاج معركة فكرية اجتماعية على مستويات عديدة، وترجمة عن معاني كبيرة وجدت في منظومة الشريعة الإسلامية.
وأضاف خلال حواره على قناة "النهار" مساء اليوم الثلاثاء، أن من ينظر إلى الشريعة الإسلامية بعمق يجد أنها جاءت لصالح الإنسان وبنائه، وأدائه دورا مهما في الحياة، فيأخذ هذا الدور بيده ويحقق مصلحته في الدنيا والآخرة، متابعا: فقه الإنجاز بذلك هو ترجمة عن فقه بناء الإنسان.
وأكد أن بناء الإنسان هو محور الشريعة، مدللا على ذلك بما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم ومكوثه فترة طويلة في مكة المكرمة قبل انتقاله للمدينة المكرمة دون تكليفات في الشريعة سوى بعض العبادات، وذلك لأن النبي كان يريد بناء الإنسان أولا وتعميق قضية الإيمان في القلوب.
وتابع: عملية القلب هي أساسية للانطلاق إلى الكون، لأنه لو لم توجد رقابة ذاتية التي يصل فيها الإنسان إلى تحقيق الإحسان الذي قصده سيدنا جبريل في سؤال النبي عن الإحسان وأجاب النبي "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تراه فإنه يراك.
وأوضح أن من تعمق في قلبه الإيمان، ينطلق في الكون ويعمر بلده ويساعد ويتعاون ويفهم النص الشريف "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، وقوله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأثنى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، ليأخذ من النص الشريف ويطبقه ويعمر الكون.