قال الدكتور عبدالله سرحان، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، خلال مؤتمر الوسطية تأصيلا وتهذيبا إن المؤتمر يعالج الوسطية في القضايا الدينية، والعقدية، وأثرها في تحقيق الأمن الفردي والاجتماعي، وفيه يؤصل للوسطية، ويضع لها الضوابط العامة، ويوازن بين الوسطية ومبدأ حرية المعتقد، كما يؤصل لمعالم الوسطية في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ومناهج المحدثين، ويوضح سماتها كذلك في مناهج المفسرين.
وأكد عميد الدراسات العليا خلال كلمته التي ألقاها اليوم الثلاثاء، بمؤتمر الأزهر "الوسطية تأصيلا وتطبيقا وأثرها في تحقيق الأمن الفردي والاجتماعي"، على أن شمولية الوسطية لا تعني بالضرورة أن تكون بين كفر وإيمان، أو طاعة وعصيان، أو بين حق وباطل، ولا تعني التخاذل والانكفاء، أو التهرب من اتخاذ المواقف، إنما هي وسطية بين الإفراط والتفريط، والإسراف والتقتير، والاحتكار والإغراق.
وبين الدكتور سرحان أن أهمية الفكر الإسلامي الوسطي تكمن في إيمانه العميق بالتعددية، وسعيه الدائم لتحقيق الوفاق والتعايش وقبول الآخر، واحترامه، وانفتاحه على الحوار مع الجميع دون إفراط في السعي إلى الأهداف، أو تفريط في المبادئ والقيم، مع مراعاة للواقع والمتوقع، وتفريق بين الثابت والمتغير، والأصول والفروع.
واختتم الدكتور سرحان أن موضوع الوسطية يحتاج إلى مزيد من التثبيت والنشر بين الناس؛ ليصبح منهاج حياة، وطريق نجاة، وممارسة وسلوكا يناط بالأمن الفردي والمجتمعي، مضيفًا أنه لابد من جهود فكرية، وعلمية وثقافية مبدعة، تعمل على بلورة هذا الفكر الوسطي، وتضع بحوثًا وخططًا، وبرامج لتطبيقه ونشره؛ حتى ينعم الفرد والمجتمع بالأمن والسلام، وينبذ كل فكر متطرف أو مغال أو مفرط يجعل الناس تعيش به وفيه دون إدراك للحياة أو الدين.
من جانبه أوضح الدكتور محمد أبوزيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في أنه يناقش فكر فقهاء الأمة ونتاجهم في الوسطية، وتطبيقات الوسطية في قضايا الفقه الكلية، وتجليات الوسطية بين الملكية العامة والخاصة، مؤكدًا أن سر بقاء الأزهر لأكثر من ألف عام هو وسطيته وبُعده عن الغلو والتطرف.
وفي ذات السياق أكد الدكتور أحمد توفيق السوداني، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالشرقية، أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة، مبنيًا على قيم وقواعد إسلامية، ومرتكزًا في مقوماته على الوسطية في التشريعات والمعاملات، ووجه المسلم إلى البعد عن التطرف والمغالاة والإفراط والتفريط، مشددًا أن نتائج التطرف أو الإفراط كلاهما سيئ ويضر بأمن واستقرار المجتمعات.