الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نصر عبده يكتب: بحر البقر.. ما بين 1970 و2021

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ارتبطت لفظة "بحر البقر"، في أذهان المصريين بالمجزرة والهجوم الشنيع الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي في صباح الثامن من أبريل من العام 1970، حين قصفت طائرات الفانتوم مدرسة "بحر البقر المشتركة"، في القرية الكائنة بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وأسفر ذلك عن استشهاد 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تمامًا.

ومنذ ذلك الحين، وكلما سمعنا "بحر البقر"، تعود إلى الأذهان صور هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين اغتالتهم يد الاحتلال الإسرائيلي الآثمة، ونستحضر جميعًا الكلمات الرائعة للراحل صلاح جاهين، عندما أبدع وقال: "الدرس انتهى.. لِمُّوا الكراريس"، ليعلن للعالم كله فظاعة وبشاعة ما جرى، وليرى الجميع صور الشهداء الذين قُتلوا بدمٍ بارد.

أما اليوم السابع والعشرون من سبتمبر عام 2021، ترسم مصر صورة جديدة لـ "بحر البقر"، لن ننسى ما فات، ولكن اليوم ومع افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي أضخم محطة مُعالجة على مستوى العالم نُثبت للعالم كله أن مصر قررت أن تسير بخُطى ثابتة وواسعة تجاه التنمية والتطوير، ولن يوقفها أحد؛ لأن الدولة المصرية علمت جيدًا أن النجاح قرار، وأن مصر اتخذته، ولن تحيد عنه أبدًا.

محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، المشروع العملاق الذي ينضم لقائمة مشروعات الجمهورية الجديدة، الأضخم من نوعها على مستوى العالم، التي تكلفت قُرابة الـ ١٨ مليار جنيه، بطاقة إنتاجية ٥.٦ مليون متر مكعب في اليوم، من المياه المعالجة ثلاثيًا، ستُنقل إلى أراضي شمال سيناء لتُسهم في استصلاح ٤٧٦ ألف فدان في إطار المشروع القومي لتنمية سيناء، ولتعزيز منظومة الاستخدام الأمثل للموارد المائية للدولة.

ويكفيك أن تعرف أن لمحطة "بحر البقر" فوائد جمة، منها: إمكانية استصلاح 400 ألف فدان في سيناء، بمناطق سهل الطينة، وجنوب القنطرة، وبئر العبد، والقوارير، وتحويلها من أراضٍ صحراوية إلى أراضٍ زراعية منتجة، فضلًا عن إضافة مشروعات تنموية زراعية وصناعية في سيناء، من خلال الأنفاق التي ربطت أرض الفيروز بالدلتا.

وتُسهم المحطة العملاقة في زيادة الرقعة الزراعية بمصر، والتي تآكلت نتيجة التجريف والبناء العشوائي، والتعدي على الأراضي الزراعية، لتصل إلى 8 ملايين فدان، بعد أن كانت 9.5 مليون فدان في العام 2010، هذا إضافة إلى زيادة معدلات التشغيل والحد من البطالة، فلك أن تعرف أن إجمالي العمالة بالمحطة ما بين 2500 إلى 3 آلاف مهندس وفني وعامل، إضافة إلى العمالة المتوقعة في استصلاح وزراعة 400 ألف فدان، والتي تتجاوز 100 ألف فرصة عمل في المرحلة الأولى.

ما يجري على أرض مصر، يدعونا جميعًا للفخر والتباهي ببلدنا ومشروعاتها العملاقة، وحقيقٌ على كُلِّ من يعرف أن ينقل "الصورة كاملة"، لمن لا يعرف، من أجل التصدي لأولئك الذين يُشكِّكون في كل شيء من حولنا، ويصلون للبسطاء من خلال جملة يروجونها "وإنت مستفيد إيه؟". كلنا مستفيدون من تلك المشروعات، حتى وإن لم تأتِ الفائدة في الوقت الحالي، فستأتي الفوائد والمنافع لا شك في ذلك.