شهدت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، حفل افتتاح فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الخامسة والثلاثين بالأردن بعد توقفه العام الماضي بسبب جائحة كورونا، وقررت لجنته العليا استمراره حتى الثاني من أكتوبر المقبل.
وحضر الافتتاح الدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردني، نيابة عن الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، على العايد وزير الثقافة الأردني، حمد الكرازنة رئيس لجنة بلدية جرش، وعدد من الوزراء والضيوف العرب والمهتمين وذلك في المسرح الشمالي بمدينة جرش الأثرية.
وتحمل هذه الدورة من المهرجان شعار "جرش مزينة بالفرح"، وتحتضن مشاركات فنية تزيد على ٧٠ فنانا أردنيا وعربيا، وفرقا فنية تراثية وفلكلورية أردنية وعربية وعالمية، ومشاركات شعرية وأدبية متنوعة وبمناسبة الاحتفالات بمئوية الدولة الأردنية أعلنت الدخول المجاني لحضور الفعاليات باستثناء حفلات نجوم العرب الذين سيحيون حفلات على المسرح الجنوبي. وافتتحت الفنانة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي أولى الحفلات، كما يشارك في الفعاليات النجوم العرب نجوى كرم من لبنان، وجورج وسوف وحسين الديك من سوريا، ونبيل سيف من العراق إلى جانب مشاركات لعدد من الفنانين الأردنيين وتحيي فرقة الأكاديمية الشركسية عرضا فنيًا، حفلًا فنيًا تنظمه نقابة الفنانين الأردنيين.
ويختتم الحفلات الفنانان عمر العبد اللات، وصاحبة لقب "ذا فويس" الفنانة الأردنية نداء شرارة كما تقام على المسرح الشمالي وفي ساحة الأعمدة العديد من الفعاليات الأدبية والثقافية، والعروض الفنية التي تقدمها مجموعة من الفرق الدولية وتكريما لمنجز الشاعر جريس سماوي الإبداعي فقد جاء البرنامج الشعري والندوات الفكرية تحت عنوان: دورة الشاعر والأديب الأردني الراحل "جريس سماوي"، ويشارك في فعالياتها نحو ٢٥٠ شاعرا أديبًا ومفكرا أردنيا وعربيا.
قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم: إن القوى الناعمة تنجح دوما في خلق حالة من التقارب والتلاقى بين الشعوب؛ مشيرة إلى أن المحافل الفكرية والفنية تعد محرابا يجمع المبدعين ويخلق حوارا مميزا بينهم.
وأشادت عبدالدايم بأساليب التنظيم التى عبرت عن وعى الشعب الأردنى وجهد المسئولين لإتمام إقامة هذه الدورة.
من جانبه؛ قال وزير الثقافة الأردني، على العايد، ورئيس اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون: إن عودة مهرجان جرش هي عودة للتألق؛ مشيرًا إلى أن المهرجان كرس التقاليد والقيم الإبداعية العالية باعتباره أحد الروافع المهمة في المشهد الثقافي الأردني منذ تأسيسه قبل مائة عام.
وأضاف "العايد": "إن الأردنيين في هذا اليوم الذي نتحدّى فيه ذاتنا، ونتحدّى فيه قدرتنا على إعادة تأهيل المدينة لتستقبل أهلها من جديد، ونتحدّى فيه الفيروس الخطير الذي أوقف الفرح في شرايين هذا المهرجان، ليعود ينبض بالمحبة والحياة من جديد، ويرفع راية الفرح في مواجهة الخوف".
وتابع: "إنه خلال مائة عام من عمر دولتنا الحديثة جعلتنا في قطاع الفن والثقافة نذلل الصعاب، ونمهّد الطريق كي تدور عجلة الإبداع"؛ مشيرًا إلى أن مهرجان جرش يرسم الفرح على الوجوه، ويحرس أحلام المبدعين ويمزجها بعراقة المكان وكبرياء أهله الطيبين.
ولفت، إلى أن الكبار يمرون من تحت أعمدته يتنسّمون عبق الحضارات ويزهون بأنهم في "جرش"، سيد المهرجانات وبوصلة الإبداع وسرّ النجومية لكثير من عمالقة الإبداع"؛ مؤكدًا أن الشاعر والمطرب مشعلان من مشاعل جرش على مدى تاريخه، "وأن ما يميز جرش على مدى عمره أنه كان حلقة وصل بين المثقفين العرب.
وأشار "العايد"، إلى أن جرش هذا العام ورغم الظروف الصعبة جاء بشكل يليق بالأردن ومئويته، ويليق بهاشميته وبمبدعه الذي صنع من الحجارة الصمّاء مدنا وردية عابرة للحضارات، مختلف هذا العام لأنه يحمل في جعبته هذا العام الكثير من الفرح، فبرنامج المهرجان في هذ العام ثرى ومميز ومختلف.
وعلى هامش المهرجان؛ أطلق على العايد، وزير الثقافة الأردني، برنامج الشعر والندوات الفكرية "دورة جريس سماوي" ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون ٣٥.
وأقيمت ندوة عن الشاعر الكبير الراحل الذي تحمل الدورة اسمه وأدارها الروائي هزاع البراري أمين عام وزارة الثقافة وذلك بالمركز الثقافي الملكي.
وقدم خلالها كل من الشاعر والكاتب المصري أحمد الشهاوي، والشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبة، والشاعر المغربي حسن نجمي، والكاتبة بسمة النسور، شهادات إبداعية في الراحل.