الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تعرف على أبرز كتابات المؤرخ الراحل قاسم عبده قاسم حول نهر النيل

المؤرخ الراحل قاسم
المؤرخ الراحل قاسم عبده قاسم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد المؤرخ الراحل قاسم عبده قاسم أن نهر النيل كان سببًا في نضوج ورقي وازدهار الحضارة المصرية المبكرة، لذا كان من المنطقي أن يظل النيل محل اهتمام المصريين وحكام المصريين؛ لأنه القضية الجوهرية المعادلة لوجودهم وحضارتهم.

قاسم، الذي رحل عن عالمنا، اليوم الأحد، عن عمر ناهز الـ79 عامًا، اهتم بمناقشة أهمية نهر النيل من الزاوية التاريخية في كتابه "النيل والمجتمع في عصر سلاطين المماليك"، حيث ناقش أهمية النهر بوصفه طريقًا للنقل والمواصلات والربط بين أنحاء البلاد، كما تحدث عن علاقة النهر بالمجاعات والأوبئة وتأثيرهما الاقتصادي، وتطرق إلى الحديث عن الفيضان وأهميته بالنسبة للأرض الزراعية ومواعيده ومناسيبه، ونظام الري ووسائل ضبط النهر من سدود وترع وقناطر.

وأشار "قاسم" إلى أن المماليك استخدموا نهر النيل طريقًا للتجريدات العسكرية التي أنفذوها للسيطرة على فتن واضطرابات العربان.

ونقل "قاسم" عن المقريزي وابن تغري بردي أنه في العام 701 للهجرة كثر طغيان العربان حيث قطعوا الطريق، واستهتروا بالحكومة لدرجة أنهم فرضوا الإتاوات على سكان أسيوط ومنفلوط من التجار وغيرهم، ومنعوا الخراج وتسموا بأسماء أمراء المماليك، وأطلقوا سراح المسجونين فتجهزت حملة لتأديبهم قسمت إلى أربعة أقسام أحدها يتوجه في النيل. وتكرر الأمر سنة 713 للهجرة وسافر السلطان بنفسه لتأديب العربان وقبض على كثير منهم وأرسلهم في المراكب إلى القاهرة.

وأوضح "قاسم" خلال كتابه أن نهر النيل كان المحور الرئيسي للحياة العامة في مصر، فهو شريان التجارة الداخلية الرئيسي في ذلك العصر، كما كان طريقا للمواصلات تسير فيه المراكب بالمسافرين والبضائع عبر أنحاء البلاد، واستخدم أيضا أثناء الحروب سواء الخارجية منها أو الداخلية وسيلة رئيسية وطريق أساسي لنقل الجنود وأسلحتهم ومعداتهم ما بين أجزاء البلاد.

وتابع المؤرخ الكبير، أن قراءة وقائع النيل تجعلنا نلاحظ أنه أثناء الفيضان العالي وحين تغمر المياه وجه الأرض لم تكن هناك وسيلة للانتقال بين القرى والمدن سوى المراكب والقوارب، وقد ساهمت طبيعة تكوين البلاد في إكساب النهر هذه الأهمية، فالمنطقة المسكونة إنما هي تكوين فيضي من ترسيبات طمي النيل كوَّن شريطًا زراعيًا يمتد من الجنوب إلى الشمال على ضفتي النهر كما هو الحال في الدلتا التي تقترب فيها المنطقة الزراعية المأهولة بالسكان من النهر وفروعه، ومن ثم كان طبيعيا في ذلك العصر أن تكون المراكب والسفن النيلية والقوارب هي الوسيلة الأسهل والأسرع والأكثر أمنًا للانتقال بين أنحاء البلاد.

كتاب النيل والمجتمع
كتاب النيل والمجتمع
المؤرخ الراحل د. قاسم عبده قاسم
المؤرخ الراحل د. قاسم عبده قاسم