عقد منذ قليل المعهد الفرنسي بالقاهرة حفل إطلاق كتاب "عيش مرحرح.. الاقتصاد السياسي للسيادة على الغذاء في مصر" للباحثين محمد رمضان وصقر النور، الصادر مؤخرًا عن دار صفصافة للنشر. وذلك ضمن فعاليات "ميدان المنيرة" التي ينظمها المعهد الفرنسي للآثار الشرقية.
يدرس كتاب "عيش مرحرح" واقع ومحددات السيادة على الغذاء في مصر من خلال الدراسة الميدانية لقريتين بشمال الصعيد إحداهما في محافظة المنيا والأخرى في محافظة الفيوم، حيث تتبعا طرق وإمكانات الإنتاج الزراعي الصغير وعلاقتها بالمنظومات الغذائية المحلية والأسواق العالمية، وكيفية افتراق المنظومات المحلية لإنتاج الغذاء وكيفية تشابكها مع الإنتاج الزراعي الدولي.
كما درس هياكل الإنتاج وسلاسل القيمة للمحاصيل التجارية الهامة في الحالة المصرية من أجل الوصول إلى صورة أقرب للواقع حول السيادة الغذائية في مصر.
وتفتح هذه الدراسة الباب أمام إمكانيات التحول نحو سياسات السيادة الغذائية، وهو تحول ممكن في ظل الواقع الحالي للزراعة المصرية، ويتضح ذلك من خلال الاستعدادات المحلية لدى المبحوثين للانخراط في هذا التحول من أجل تحسين جودة منتجاتهم وجعلها أكثر استجابة للمواصفات الصحية وأكثر ملاءمة ثقافيًّا واجتماعيًّا لاحتياجاتهم واحتياجات مجتمعاتهم المحلية. لكن هذا التحول ليس سهلًا، بمعنى أنه يتطلب مرافقة الفلاحين في مراحل التحول إلى الزراعة البيولوجية وتقديم الدعم اللازم لهم لإتمام هذا التحول من أجل صيانة الموارد وإعادة بناء المنظومة التشريعية لكي تحقق السيادة على البذور والعدالة البيئية في توزيع الأراضي والمياه.
ويوضح الباحثان أن دراستهما لا تعبر بالضرورة عن كل أشكال المعوقات والمشكلات التي تواجه الفلاحين في الريف المصري نظرًا لتركيزها على دراستي حالة في محافظتين فقط وسط الصعيد.
وتؤكد الدراسة أن إعادة النظر في سياسات الأمن الغذائي والتحول نحو السيادة الغذائية مسألة حيوية اليوم خاصة في ظل أزمة كوفيد – 19. حيث كشفت الأزمة الصحية الدولية مدى خطورة الاعتماد على الخارج للحصول على الغذاء، وما شهدناه من صراع حول الاستحواذ على الغذاء في ظل سلاسل غذائية معولمة تسمح بأن يحصل الأقوى على احتياطات غذائية كبيرة دليل على ذلك.