رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في افتتاحيتها لعدد اليوم الأحد، أن ألمانيا بحاجة إلى حكومة عصرية تواكب التقدم التكنولوجي، لاسيما بعد ظهور العديد من نقاط الضعف في أداء ألمانيا خلال الـ16 عامًا الماضية تجلت في الراجع الرقمي، ونظام تعليمي يئن تحت وطأة حكومات محلية متداخلة وغير فعالة؛ فضلا عن فقدان الحماس لتقليل انبعاثات الكربون في أوروبا.
وقالت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها، التي نشرتها عبر موقعها الالكتروني، إن العديد من مشاكل ألمانيا تجلت أيضا في نقص الاستثمار. لذا، من المرجح أن تكون الأولوية الرئيسية للحكومة المقبلة في العمل على زيادة نسب الاستثمار العام وضخ المزيد من الحوافز المالية للقطاع الخاص. وقد يتطلب تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 استثمارات إضافية بقيمة 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كل عام. كما يتطلب ضعف التواصل في ألمانيا ونقص المهارات الرقمية أيضًا إنفاقًا أعلى، ناهيك عن تهاوي البنية التحتية في قطاع النقل!.
مع ذلك، تناولت الصحيفة امتنان الشعب الألماني لمستشارتهم المنتهية ولايتها، أنجيلا ميركل، لتوجيههم خلال الأوقات الاقتصادية والجيوسياسية المضطربة. فضلا عن حفاظها على أجواء الاستقرار والازدهار من خلال القيادة المنهجية لألمانيا، التي أصبحت في فترات كبيرة من حكمها موضع حسد من العالم وصاحبة القوة المهيمنة في أوروبا.
وأشارت إلى العديد من قرارات ميركل المهمة التي أصرت عليها في سنوات حكمها، ومن بين ذلك تسريع التخلص التدريجي من الطاقة النووية وإبقاء اليونان داخل منطقة اليورو وتأييد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي للحفاظ على العملة الموحدة، وفتح أبواب ألمانيا أثناء أزمة المهاجرين ودعم انتعاش الاتحاد الأوروبي في فترة وباء كوفيد-19.
كذلك، اعتبرت "فاينانشيال تايمز" أنه لو ترشحت ميركل مرة أخرى في الانتخابات الفيدرالية التي بدأت في ألمانيا في صباح اليوم، لكانت فازت بسهولة. حيث بدا الناخبون أقل إعجابًا بخلفائها المُحتملين. بينما ظهر أن الشخص الذي يقترب من محاكاة أسلوبها الجريء والثابت، هو مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) أولاف شولتز، بما يظهر أن الألمان لا يريدون تغييرًا جذريًا في الاتجاه.