كرمت اليوم إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الكاتبة الراحلة كوثر هيكل، بحضور ابنتها سماح أبو بكر عزت، ووسط تواجد عدد من النجوم منهم إلهام شاهين، عمر عبدالعزيز، والكاتب عاطف بشاى وغيرهم.
وعرض خلال الندوة فيلم قصير عن الكاتبة كوثر هيكل يتضمن أبرز جوائزها، ولقطات من أعمالها الفنية منها "عصفور في القفص"، "لقاء"، وآخر أعمالها "على نار هادئة".
وقالت ابنتها سماح أبو بكر عزت: "والدتي كانت ذكية في أعمالها وطريقة تربيتها لي، كما تعرف كيف تضع المشاعر الإنسانية بدقة وبالميزان، فوالدي ووالدتي عاشوا بقصة حب رائعة استمرت ٤ سنين، حيث ألتقوا في التليفزيون وهنا اكتشف أن الوجه البشوش الذي تحبه النساء يعيش مأساة بسبب والدته التي كانت تعاني مشكلة في المخ وكان يراعيها وبدأت تقترب منه وقتها.
وأضافت قائلة: "إن والدي حينما يريد التواصل مع أمي وهم متواجدين في نفس المنزل كانوا يتحدثون في الهاتف، فالعلاقة بينهم كانت قائمة على الاحترام ولا يقتحم حياتها كما لا تحب أن يخترق أحد خصوصياتها لذلك كانت تتعامل مع والدي بهذا المنطق والعكس، ولذلك لم يحدث بينهم مشاكل أو انفصال نهائيا، فكانوا حريصين على تربيتنا في مدارس راهبات وإذا كان بداخلنا أمر جيد فهو نتيحة لما تربينا عليه منهم".
وتحدثت إلهام شاهين عن علاقتها بالكاتبة قائلة: "إن الراحلة كانت قريبة من قلبها كثيرًا، بل كانت تشعر أنها مثل والدتها أو شقيقتها، والسبب في ذلك هو أنها كانت دائمًا على طبيعتها وغير متصنعة و تُظهر ما تشعر به دائمًا".
وعن الأعمال التي لعبت بطولتها وهي من تأليف كوثر هيكل، قالت إلهام: "لا استطيع تغير حرف أو كلمة في جملة من كتابتها تتفق مع تلقائيتي، فكانت الوحيدة التي تكتب للرومانسية، وكل فيلم لها كان علامة مميزة، ولذلك تجاربي معاها في الدراما من أجمل أدواري التليفزيونية".
وحرص الكاتب عاطف بشاى على إلقاء كلمة قائلا:" جسدت كوثر هيكل التناقض ببراعة في أعمالها فقد اعتمدت على البناء الدرامي والرسم الجيد للشخصية بأبعادها المختلفة ودعمته، فهى موهبة طاغية في كتابة الحوار العذب الرشيق ودفعت الدراما الى الأمام، ولا نرى مشاهد على الاطلاق لكوثر هيكل تقليدية".
وتابع: "إنها لم تقدم تنازلا واحد على عكس الجميع ولم تكتب لحساب ممثل، لذلك أصبحت كوثر هيكل ضيفا على المجتمع الفني، وكانت قادرة على الدفاع عن فنها دفاعا كبيرا، وكل أعمالها جيدة ومميزة وتمثل طيارا خاصا، رغم صرامتها الإدارية كانت رقيقة جدا".
أما الناقد ماجدة موريس روت ذكرياتها مع الراحلة قائلة:" كوثر إدارية جيدة، ومدهشة في كل تفاصيلها وكنت أتمنى أن أسئلتها كيف كانت تجسد الحب الذي تصوره لنا على الشاشة مع أبو بكر عزت"، موضحة أنها قدمت كل القوالب التي قدمتها الدراما التليفزيونية في عدد من الأعمال منها "حكاية كل زوج" وغيرها، وكان لها بصمةفي أسلوب تقديمها للعلاقات الزوجية في هذا الزمن، وهذه التنويعة من أكثر التنويعات الدرامية المهمة في كتابتها.
وحرصت سلمى الشماع على حكاية ذكرياتها مع كوثر هيكل من خلال مداخلة عبر الهاتف قائلة: "إنها سعيدة بالندوة لأن كوثر هيكل واحدة من أجمل السيدات وتستحق أن نلقى الضوء على أعمالها والمسافة التي أنشأتها للأجيال المتعددة".
وأشارت إلى أن هذه السيدة أثرت فينا ومن المهم أن نرى حياتها وكيف تميزت في حياتها الشخصية لأن هذا نموذج نادر يجب أن نلقي عليه الضوء.