تعمل الحكومة على الانتهاء من تنفيذ "القطار الكهربائي" باعتباره أحد أهم المشروعات الاستراتيجية في خدمة المواطنين قاطني المجتمعات السكنية في السلام والعاصمة الإدارية الجديدة والعاشر من رمضان، فضلا عن دعم مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وكون القطار الكهربائي أداة من أدوات التنمية الاقتصادية للدولة.
معلومات عن القطار الكهربائي
وبحسب بيانات وزارة النقل بلغت النسبة الإجمالية لتنفيذ أعمال الوحدات المتحركة لهذا المشروع المهم بلغت 74%، ويبلغ عدد أسطول الوحدات المتحركة اللازمة للتشغيل 22 قطارًا بتكلفة 227 مليون دولار، والتي يتم توريدها من خلال شركة كريك/أفيك أنتل الصينية، حيث يتكون القطار من 6 عربات وتبلغ السرعة التصميمية 120كم /الساعة.
أما عن الموقف التنفيذي لكباري المشروع وتشمل كباري المسار، وكباري السيارات، وكذا أعمال الأسوار والورشة؛ حيث أوضح أن نسبة تنفيذ الأعمال المدنية للمرحلتين (الأولى والثانية) بلغت 92٪، كما تم الانتهاء من تنفيذ جميع كباري السيارات بالمشروع وعددها 4 كباري، وتم تشغيلها أمام حركة السيارات وهى: الهايكستب، والمستقبل1، والمستقبل 2، والشروق، بالإضافة إلى 7 كباري لمسار القطار الكهربائي، وهى: «الإسماعيلية، وجنيفة، والروبيكى1و 2، والسويس، والعاصمة 1، والعاصمة ٢، حيث بلغت نسبة التنفيذ الإجمالية لها 97.5 ٪.
وسائل النقل والحد من التلوث
وبحسب تقرير حديث صادر عن البنك الدولي أن التوسع في استخدام وسائل النقل الحديثة والصديقة للبيئة يمكن أن يسهم في الحد من مخاطر تلوث الهواء في محافظات القاهرة الكبرى التي تعاني من ارتفاع معدلات التلوث التي تشكل مخاطر كبيرة على صحة المصريين من سكان القاهرة وكذلك المدن الكبرى على مستوى الجمهورية.
ووفقًا لبيانات وزارة الصحة والسكان المصرية، فإن ما يصل إلى مليوني شخص سنويًا في مصر يسعون للعلاج الطبي من مشكلات في الجهاز التنفسي تتعلق بتدني جودة الهواء، وفي القاهرة الكبرى تُشكِّل مستويات تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة العالقة التي يقل قطرها عن 10 ميكروغرام (PM10) أو التي يقل قطرها عن 2.5 ميكروغرام (PM2.5) أكبر خطر على صحة البشر، وتزيد على أضعاف المستويات التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
تلوث الهواء في القاهرة
وتسعى مصر إلى الحد من تلوث الهواء في القاهرة بنسبة 50 % ضمن استراتيجية مصر 2030، حيث تستهدف مصر الحد من آثار كلٍ من تلوث الهواء وتغيّر المناخ، وتخفيض تركيزات الجسيمات الدقيقة العالقة (PM10) بنسبة 50% بحلول 2030، بالإضافة إلى تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وذكر تقرير البنك الدولي أن وسائل النقل المتطورة تعد إحدى ركائز الإستراتيجية المصرية للحد من الانبعاثات الكربونية، وعلى رأسها الخط الثالث لمترو القاهرة وتوسعاته، الأمر الذي أدَّى إلى انخفاض عدد السيارات التي تسير في طرق المدينة بنسبة 13%، وتقليص المتوسط السنوي لمستويات الجسيمات الدقيقة العالقة (PM10) بأكثر من 3% في عام 2017، كما وتشير التقديرات إلى أن تخفيضات دعم الوقود في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي أسهمت في تقليص عدد السيارات التي تسير في طرق القاهرة بما يصل إلى 14%، الأمر الذي أدَّى إلى خفض تركيزات الجسيمات الدقيقة العالقة بنسبة 4% بحلول 2019 بالمقارنة مع مستواها في عام 2016.
ما هي مصادر تلوث الهواء؟
ويتضمَّن مشروع إدارة تلوث الهواء وتغيّر المناخ في القاهرة الكبرى شراء وزارة البيئة لنحو 100 أتوبيس من الأتوبيسات الكهربائية، ويسهم تحويل الأتوبيسات التي تعمل بوقود الديزل في القاهرة الكبرى إلى العمل بالطاقة الكهربائية في الحد من تلوث الهواء الناجم عن الانبعاثات، ووجدت دراسة الكتاب الأبيض للنقل بالمركبات الكهربائية في مصر التي أعدتها فرق شؤون الطاقة والنقل في البنك الدولي أن وسائل النقل العام وليس المركبات الخاصة ستكون الفئة المناسبة لتطبيق تجربة تشغيل المركبات الكهربائية بالنظر إلى إمكاناتها المعقولة في تخفيض الانبعاثات العالية لغازات الاحتباس الحراري. حيث أن أكثر من 90% من خفض الانبعاثات الكربونية يجب أن يأتي من التحوُّل عن استخدام السيارات ومركبات الأجرة، وأن الاستعاضة عن الأتوبيسات التي تسير بوقود الديزل بأخرى كهربائية أسهم بنسبة 9.5% فقط من هذا الخفض.
خبراء: النقل أحد ركائز الحد من التلوث
وفي هذا السياق، أكد الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة والبيئة، أن وسائل النقل المختلفة تعد أحد أهم مصادر تلوث الهواء في القاهرة، مشددا على أن عوادم السيارات باختلاف أنواعها تسبب كوارث بيئية كبيرة، كما تسبب كميات من الملوثات ومن بينها الجسيمات التدقيقية وأكاسيد الكربون والكبرىت والنيتروجين.
وأشاد خبير الطاقة بسعي الدولة للحد من تلوث الهواء الناتج عن وسائل النقل، مضيفا أنها خطورة تأخرت كثيرا حيث كانت وسائل النقل تجوب شوارع مصر وتطلق سمومها في الهواء، لذلك يجب العمل على المضي قدما في منع سير السيارات المتقدمة، والدولة نجحت نسبيا في إحلال وتجديد السيارات للعمل بالغاز بديلا للوقود.
ولفت "عزيز" إلى ان الدولة حققت نجاحا كبير في التحول لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية العملاقة للعمل بالغاز حيث أصبحت ٨٥ ٪ من المحطات تعمل بالغاز، مما قلل من الملوثات الصادرة عن تلك المحطات، إلى جانب التوسع في الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
أما الدكتور مجدي علام، مستشار وزير البيئة الأسبق، فيرى أن وسائل النقل والتكدس السكاني وبخاصة في القاهرة الكبرى تعد من أبرز وسائل التلوث في العاصمة، لذا يجب السعي لتنفيذ خطط مصر في التحول لوسائل النقل صديقة البيئة.
وأضاف علام أن المخاطر التي تتعلق بالتلوث تتعدى التأثيرات المباشرة من أمراض خطيرة مثل أمراض الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي وأمراض الدم التي قد تصل إلى الجلطات والاختناقات، وتصل التأثيرات إلى مخاطر أكبر مثل الاحتباس الحراري والتغير المناخي الذي يؤدي على كوارث تهدد استقرار العالم أجمع.