أكد عمرو فاروق، باحث في شئون الجماعات المتطرفة أن حركة طالبان مازالت بحاجة إلى التحالف مع تنظيم القاعدة، حتى تحمي نفسها من انقلاب الدوائر الجهادية عليها، واتهامها بالتعاون مع القوى الإمبريالية العالمية، وبالتالي تكفيرها.
وأضاف: "ولاء طالبان والقاعدة لبعضهما البعض، خلال السنوات الماضية، يجعل من الصعب جدا أن يتخلى أي منهما عن الآخر، خاصة بعد أن بدأت مرحلة التمكين، التي دفعت تنظيم القاعدة إلى تهنئة قادة الحركة، مما يشير إلى أنه لا أحد في الجانبين يفكر في الانفصال أو العمل بمفرده".
وتابع: "في الوقت ذاته، فإن طالبان ملتزمة بالتعهدات التي قطعتها على نفسها للولايات المتحدة، حتى لا تخسر ما حققته بالسيطرة على حكم أفغانستان، وهو موقف يدعو إلى الترقب، والانتظار لبعض الوقت من أجل التعرف على الطريقة التي ستحل بها الحركة هذه المعضلة، خاصة أن القاعدة مازالت تصف زعيم طالبان بلقب أمير المؤمنين، كما أن بعض القادة المحسوبين على القاعدة، وصلوا بالفعل إلى أفغانستان، ما يؤكد أنه لا انفصال قريب بين الجانبين".
وحول سيناريو حل هذه المعضلة، توقع فاروق، أن تعمل الحركة على التوصل إلى اتفاق سري مع القاعدة من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.
وأضاف: "الحركة قد تتفق مع القاعدة على الابتعاد عن المصالح الأمريكية، بل والتوقف لمدة تصل لسنوات، عن ممارسة الجهاد على الأرض، والاكتفاء بالبيانات والفيديوهات التي يجري من خلالها مخاطبة الأتباع والمريدين".
وتابع: "وبالنسبة لأمريكا فإن طالبان ستتفق معها على عدم المساس بمصالحها، وستقدم لها ضمانات بألا يعمل تنظيم القاعدة ضد الأمن القومي الأمريكي، مع بعض المميزات الاقتصادية، التي ستسمح بها طالبان لواشنطن، في أفغانستان، حتى تغض الإدارة الأمريكية الطرف عن بقاء تنظيم القاعدة".
وأشار فاروق إلى أن الولايات المتحدة ستقبل بالطرح الطالباني، لأن واشنطن تعلم أن بقاء القاعدة مفيد لها، بعدما حققته من تقدم في العلاقات مع التنظيم، وبالتالي فإن وجود وسائل للاتصال والتفاهم بينهما، تجعله صمام أمان للمصالح الأمريكية، بدلا من أن يتم التخلص منه، ليفاجأ العالم بصعود جماعة متطرفة أخرى، تهدد المصالح الأمريكية بشكل أعنف.