أكد الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافية السياسية بجامعة الزقازيق، أن تنظيم ولاية خراسان يمثل العدو الأخطر لطالبان في أفغانستان حاليا، مشيرا إلى أن العداوة نشأت بين الجانبين في مطلع الألفية الجديدة، على أثر الخلاف بين تنظيم القاعدة الأم، وبين فرعه في العراق، الذي انفصل وتنصل من البيعة، وتحول فيما بعد إلى تنظيم الدولة داعش.
وأضاف: "هذا الفرع المنفصل، استطاع إنشاء ما يسمى بولاية خراسان، في أفغانستان، وباكستان، ويستعد لخوض صراع دموي مع حركة طالبان، التي ليس لها أية ولاية عليه.
وأوضح أن التحالف بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة، يرتبط ببيعة قدمها أسامة بن لادن، زعيم التنظيم، إلى الملا عمر قائد الحركة، في تسعينيات القرن الماضي،
ولفت إلى أن هذه البيعة، التي يطلق عليها "بيعة الولاء"، جعلت عناصر القاعدة وقادتها ملتزمين بالسمع والطاعة لقائد حركة طالبان، خاصة أن هذه البيعة تجددت أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، حيث بايع أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، الذي تولى عقب مقتل أسامة بن لادن، حركة طالبان، في عام 2011، وتجددت البيعة في عام 2014 بعد إعلان إقامة الخلافة في العراق وسوريا.
وأوضح الدياسطي أن الاتفاق الذي أبرم بين طالبان والولايات المتحدة، خلال العام الماضي، عقب مباحثات الدوحة، والذي تضمن تعهدا من طالبان بعدم السماح للقاعدة، أو أي جماعة متطرفة أخرى، أن تعمل من الأراضي الأفغانية، لا يعني بالضرورة التخلي عن تنظيم القاعدة، وإنما يعني إعادة هيكلته، وتوجيه عناصره إلى أهداف أخرى، لأن بيعة الولاء يصعب نقضها.