تستعدّ مجموعة من المفكّرات والمفكّرين واللاهوتيّات واللاهوتيّين المسيحيّين من الشرق الأوسط لإطلاق وثيقة مرجعيّة تتناول أوضاع المسيحيّين في هذه المنطقة من الناحية اللاهوتيّة والجيوسياسيّة والفكريّة والمجتمعيّة. هذه الوثيقة، التي استغرق إعدادها بالاستناد إلى منهجيّة دقيقة مدّةً زمنيّةً تتجاوز السنة، تدعو المسيحيّين في الشرق الأوسط إلى اعتماد خيارات متجدّدة في السياسة والفكر والاجتماع، انطلاقاً من مقاربة نقديّة لأوضاعهم الماضية والراهنة، ولا سيّما منذ انطلاقة ثورات الربيع العربيّ العام ٢٠١٠، كما استِشرافًا للمُقبِل من العقود.
تقوم الوثيقة بتوصيف أوضاع المسيحيّين في الماضي والحاضر. ثمّ تتوقّف عند التحدّيات التي يواجهونها بوصفهم جزءاً لا يتجزّأ من المجتمعات التي ينتمون إليها. وتخلص إلى استعراض للخيارات والسياسات العامّة التي يرى واضعو النصّ أنّه يتعيّن على المسيحيّين عموماً، وعلى الكنائس خصوصاً، أن يتبنّوها ويجدّوا في سبيلها. ويأمل واضعو الوثيقة أن يصبح هذا النصّ المعمّق، الذي يمكن كلّ من يتماهى مع مضمونه أن يضع توقيعه عليه، منطلقاً لحوار جدّيّ وصريح يتناول شؤون المسيحيّين في الشرق الأوسط بين الوجود والحضور، ويتفحّص شجون العلاقة التي لا تنفصم عراها بين هؤلاء والمجتمعات التي يعيشون فيها.
وآثر مؤلّفو الوثيقة أن يسبغوا على نصّهم عنوان «نختار الحياة»، وذلك إيماناً منهم بأنّ طاقة الحياة أقوى وأبقى من ثقافة الموت. واختاروا يوم الثامن والعشرين من سبتمبر 2021 الساعة الثانية عشرة ظهراً لإطلاق وثيقتهم من لبنان، وتحديداً من كنيسة مار الياس / أنطلياس – القاعة الكبرى، على أن يصاحب هذا الإطلاق تشبيك رقميّ وتعليقات موجزة على مضمون الوثيقة يقدِّمها مفكِّراتٌ ومفكِّرين من دول الشرق الأوسط.