رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"مصر" و"ليبيا" إيد واحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

.. تحديدًا مُنذ منتصف يوليو ٢٠١٤ أُتابع _ بكل اهتمام وشغف _ الدور الذى يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي لتأمين الحدود الغربية، أُدقِق النظر أمام تحركاته لوقف أى تهديد قادم من الإتجاه الغربي، أرى أن هناك خطة مُمنهجة وفلسفة خاصة يُنفذها "السيسى" لتجنُب أى مخاطر قادمة من غرب البلاد.. فماذا فعل السيسي ؟ قام بإفتتاح "قاعدة محمد نجيب" العسكرية أحد أضخم وأكبر القواعد العسكرية فى الشرق الأوسط، قام بإنشاء قاعدة سيدى برانى وقاعدة ٣ يوليو البحرية على البحر المتوسط بالقُرب من الحدود مع الشقيقة ليبيا، ومجهود عظيم ومشكور للرجال الذين واجهوا ميليشيات مُتطرفة كانت تأتى إلينا بسلاحهم المُتطور وأفكارهم الهدامة لتنفيذ عمليات إرهابية، وتم التصدى للإرهابيين وتأمين حدودنا

.. فى ذلك الوقت استطاع "المشير خليفه حفتر" قائد الجيش الوطنى الليبي النجاح فى طرد الإرهابيين من درنة وبنى غازى وطهر جميع المدن فى شرق ليبيا من الميليشيات الإرهابية التى سيطرت واستوطنت وانتشرت وتوسعت وتمددت وبعضها أعلن عن قيام الخلافة، مجموعات مُتطرفة من بلدان كثيرة جاءوا لشرق ليبيا وشكلوا ميليشيات مُسلحة لكنهم لم يِدرِكوا أن "الجيش الليبى" بخير وقادر على تشتيت جَمعهم وتفريق شَملهم.

.. عاد الشرق الليبي إلى شعبه وجيشه وشرعيته، عاد المواطن الليبي يشعُر بالأمن والأمان، وتحولت مُدُن "طُبرُق ودرنة وبنى غازى" إلى مُدن عامِرة وساد التآلُف بين مواطنيها، وإلتفوا حول الجيش الوطنى الليبي ودعموه

.. من هذه النقطة تحديدًا كان الدعم السياسي من الدولة المصرية للأشقاء فى ليبيا فى كافة المحافل الدولية، من الرئيس السيسي شخصيًا الذى عبر عن وجهه النظر المصرية تجاه الوضع فى ليبيا وهى ( ضرورة دعم الجيش الوطنى الليبي ورفض أى تدخل خارجى فى الشأن الليبي ومصير ليبيا يُحدده الشعب الليبي ورفض وجود أى ميليشيات مُرتزقة مُسلحة والعمل على طردهم من الآراضي الليبية وتقويه المؤسسات الليبية لكى تقوم بدورها تجاه الشعب الليبي ).. أدرك العالم أن وجهه نظر مصر تجاه الأوضاع فى "ليبيا" هى الأصلح والأكثر عقلانية والأوفر حظًا للتنفيذ وهى وجهه نظر أمينة على الدولة الليبية، فلن يسمح الليبيين لأى قوى خارجية طامعة فى ثرواتهم بأن تُقرر لهم مصيرهم أو ترسِم لهم مستقبلهم أو تتحكم فيهم

.. جولات متواصلة بين مصر وليبيا وزيارات مُتبادلة بين المسئولين المصريين والليبيين رفيعى المستوى حتى وصل حجم التعاون إلى مستوى غير مسبوق.. ومرات عديدة استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى "المشير خليفه حفتر" قائد الجيش الوطنى الليبي فى القصر الجمهورى قبل أن يُعلِق مهامه العسكرية، تبادلا وجهات النظر حول المصالح المصرية الليبية المشتركة.. لهذا يُمكنُنا القول: يُخطيء من يعتقد أن "مصر" ستتخلى عن "ليبيا"، يُخطيء من يظُن أن مصر ستسمح بالعودة للوراء، يُخطيء من يُفكِر فى عدم إحترام خيارات الشعب الليبي فى مساندتهم لجيشهم الوطنى بكامل إرادتهم الحرة

.. فلابد أن تُدرك "الأمم المتحدة" ولابد أن يعى "الإتحاد الأوروبي" بأن ليبيا لن تكون إلا لليبيين، وأن ثروات ليبيا لن تكون إلا لليبيين، وأن خيرات ليبيا لابد أن تكون لليبيين فقط، وأن أُولى خطوات الديمقراطية فى ليبيا هى ترك الحرية لليبيين لإختيار رئيسهم فى إنتخابات رئاسية نزيهة، فقد أثبت الأشقاء فى ليبيا قُدرتهم على الدفاع عن أرضهم وأثبتوا أيضًا قدرتهم على النضال من أجل حريتهم، ولا يجب أن ينسي الطامعون فى ليبيا بأن رجال ليبيا الآن هُم ( أحفاد "عمر المختار" ) ولن يقبلون بالتدخل فى شئونهم ولن يقبلوا بتواجد مُرتزقة على أراضيهم.

.. دعونا نقول إن "ليبيا" تسير فى الطريق الصحيح نحو الديموقراطية واحترام إرادة الشعب الليبي، نحو الاستقرار والبناء، نحو طى صفحة الفوضى إلى الأبد ودون رجعة.