تواجه الجامعات الخاصة هذا العام أزمة تحدث للمرة الأولى، وهي هجرة الطلاب لكليات القطاع الطبي والهندسى، رغم أن تلك الكليات كانت حتى العام الماضى، تشهد إقبالًا كثيفًا ، يفوق أضعاف القوة الاستيعابية لها، لينقلب الحال للنقيض تمامًا، ويقبل عليها نحو ١٠ ٪ من عدد الطلاب المقرر قبولهم بتلك الكليات.
جاءت هذه الأزمة بالتزامن مع تطبيق التنسيق الإلكترونى الموحد للجامعات الخاصة، البعض تحدث أن سبب هجرة الطلاب للجامعات الخاصة يرجع لارتفاع أسعارها الأمر الذي نفاه رؤساء الجامعات وارجعوا السبب الحقيقى إلى خطأ حساب شرائح المجاميع، وعدم مساواة الحد الأدني بالجامعات الحكومية، الذي انخفض نحو ١٣ ٪، وعدم مساواتها أيضا بالجامعات الأهلية التى انخفض فيها الحد الأدني عن الجامعات الخاصة، لتصبح منافسًا قويًا، تسحب الطلاب من القطاع الخاص .
من جانبه قال الدكتور حسام الملاح، جامعة النهضة، ورئيس قطاع الوافدين والبعثات بوزارة التعليم العالي سابقًا، واجهنا مشكلة كبيرة هذا العام، بتنسيق الجامعات الخاصة، وهي عدم حساب شرائح المجاميع بشكل صحيح، بمعني أنه يوجد فارق كبير في نسب الحد الأدني بكليات القطاع الطبي والهندسى هذا العام، عن تنسيق السنة الماضى، وصل هذا الفارق إلى ١٢٪ انخفاضًا، ففي العام الماضي شرائح الطلاب الحاصلين على مجاميع ٨٠ ٪ فيما أكثر، كان عددهم ٣٣٠ ألف، في حين عدد الطلاب هذا العام لتلك الشريحة لا يتجاوز ٩٠ ألف طالب.
وتابع "الملاح"، لـ"البوابة نيوز": أن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، عندما أعلن نتيجة الثانوية العام قال جملة مهمة جدًا وقتها، وهي أن الطالب الحاصل على مجموع ٧٠ ٪ هذا العام، يساوي الطالب الحاصل على ٩٠ ٪ العام الماضى، وجميع السنوات الماضية، وهذا ما تم بالفعل.
فالكلية الفنية العسكرية العام الماضى أخذت من ٩٢ ٪، وهذا العام انخفض الحد الأدني لها حتى ٧٦٪ وبذلك نزلت ١٦ ٪، كذلك كلية طب أسنان بالجامعات الحكومية، كان الحد الأدنى لها العام الماضي ٩٩.٥٪ وهذا العام ٨٨ ٪، وبذلك انخفضت ١٣ ٪، فكان من المفترض أن ينخفض تنسيق الجامعات الخاصة على هذا النحو وأن ينزل التنسيق بهذه الكليات إلى ١٣ ٪ ليوازي نسب تنسيق الحكومة هذا العام.
وأوضح أن المشكلة متراكمة حاليا، ولم يعد هناك حل للرجوع عن الحد المعلن، بالإضافة إلى أن الطلاب هجروا الجامعات الخاصة بالفعل، حيث يعد هذا العام، الأكثر فى مشهد هجرة الطلاب للجامعات الخاصة، بالقطاع الطبى والهندسى، وأصبح الموضوع ملقى على أسعار الجامعات الخاصة أنها السبب، وهذا غير صحيح، لأن أسعار الجامعات الخاصة كما هي منذ سنوات، ولم يحدث فى عام ما شاهدناه حاليا .
ولفت "الملاح" الى أن جامعة حورس أعلنت تخفيض المصاريف لـ ٥٠ ٪ ومع ذلك لم يتقدم لها طلاب سوي ٣٠ ٪ من القوي الاستيعابية للجامعة، ونحن ما استطعنا أن نفعله تخفيض المصاريف ١٠ ٪ ومع ذلك لم نحصل إلا على ربع القوة الاستيعابية بكليات الهندسة والطب والصيدلة والعلاج الطبيعي.
وأشار إلى أنه كانت وزارة التعليم العالى من قديم الأزل، منذ ان كنت فيها رئيس قطاع الوافدين والبعثات، تسعي لعمل تنسيق مركزى للجامعات الخاصة، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى، استطاع أن يحقق هذا المقترح في العام الحالي، لكن خدعته الأرقام، وما زلنا لا نستطيع أن نخرج من بوتقة إلزام الحد الأدنى للطب لا ينخفض عن ٩٠ ٪.
وقال "الملاح"، كان اقتراحي العام الماضي أن يكون لكل جامعة شاشة داخل المجلس الأعلي للجامعات، تراقب عمل الجامعات الخاصة، في مسألة التقديم لها، والتنسيق لضمان عنصر الشفافية، لتكون بديلا عن التنسيق الإلكترونى، الذي هدفة القضاء على الفساد، وضمان الشفافية أمام المجتمع، لكن لم يؤخذ به، ومع ذلك يحسب للدكتور خالد عبد الغفار، أنه أخذ خطوة لم يستطع أي وزير تعليم عال تطبيقها وهي التنسيق المركزي للجامعات الخاصة.
من جانبه؛ قال الدكتور أشرف الشيحي، رئيس الجامعة الصينية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقًا: الهندسة والصيدلة بهما مشكلة، حيث لم نصل حتى الآن إلى ١٠ ٪ من القوة الاستيعابية؛ مشيرًا إلى أنه يتم حاليًا عمل مناقشات، ولم يوجد حل حتى الآن، لكن كان الحل منذ البداية، وهو أن يكون الحد الأدنى أقل من الحالي، نتيجة لانخفاض تنسيق كليات القطاع الطبي والهندسي، هذا العام بالجامعات الحكومية.
وأكد أن المشكلة لم تكمن في مصاريف الجامعات الخاصة، حيث إن مصاريف الهندسة في الجامعة الصينية أقل من الجامعات الأهلية، فالمشكلة لا تتعلق بالمصروفات ولكن تتعلق بعدد الطلبة الحاصلين على مجموع ٨٠ %{فيما أكثر، فتلك الشريحة قليلة على عدد الجامعات الخاصة، الذي يبلغ نحو ٢٧ جامعة.
وأوضح "الشيحي"، لـ "البوابة نيوز"، أنه تم مناقشة تلك الأمور لكن أستقر الأمر على ما تم إعلانه، ونحن التزمنا بتنفيذ القرارات، نحن نحترم تجربة الجامعات الأهلية، ونتمني نجاحها لأنها جزء من الدولة، ولكن انخفاض نسب الحد بها عن الجامعات الخاصة، هو جزء من أزمة هجرة الطلاب هذا العام.
وقال : أخشى أن تلك الازمة يكون نتائجها هجرة الطلاب للخارج للالتحاق بالتخصصات التى يرغبون فيها، وذلك مخالف لتوجيهات القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسى، التي تهدف إلى التصدي لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى أنه يوجد أماكن للطلاب بالجامعات الخاصة داخل بلدهم فلماذا لا نمكنهم من الدخول بها؟.
وأكد "الشيحى"، أن المرحلة الثانية لتنسيق الجامعات الخاصة لم تشهد مشكلة لأنها تتبع الطلاب ذات الشرائح الاقل في المجاميع وتلك الشريحة عدد كبير؛ موضحًا ان تجربة التنسيق الإلكتروني مازالت تحت الاختبار والدراسة للحكم عليها.
من جانبه؛ كشف الدكتور محمد حلمى الغر، الأمين العام لمجلس الجامعات الخاصة والأهلية، عن أسباب تراجع الإقبال على الجامعات الخاصة والأهلية من قبل الطلاب، العام الحالي ٢٠٢١؛ موضحًا أن الجامعات الخاصة لجأت تخفيض مصروفاتها فى المرحلة الثانية بنسبة ٥٠٪ لتشجيع الطلاب فى ضوء وجود منافسة مع الجامعات الأهلية.
وأضاف "الغر"، فى تصريحات صحفية ، أن إحجام الطلاب عن الالتحاق بكليات الصيدلة جاء بعد إلغاء التكليف وعدم وجود طلب على خريجي الصيدلة في الدول العربية؛ لافتًا إلى أن هناك زيادة في عدد الكليات الجديدة بالجامعات الخاصة هذا العام وإنه تم إضافة ٢٠ ألف مكان مقارنة بالعام الماضى.
وأكد، أن المرحلة الأولى من التنسيق بالجامعات الخاصة استوعبت ٣٢ ألف طالبًا وإن هناك ١٨ ألف مكان شاغر في المرحلة الثانية؛ لافتًا إلى إحجام الطلاب عن التقديم لكليات الهندسة والصيدلة بالجامعات الخاصة
واوضح أن الأماكن الشاغرة فى كليات الهندسة والصيدلة تمثل ٤٣٪ من إجمالي عدد الأماكن الشاغرة فى الجامعات الخاصة.
واعتمد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، نتيجة القبول الإلكترونى للمرحلة الأولى بالجامعات الخاصة، للفصل الدراسي الأول للعام الجامعى ٢٠٢١/٢٠٢٢، وذلك بترشيح ٣٠٢٢٠ طالبًا فى هذه المرحلة.
وأشار إلى أنه سيتم الإعلان عن مواعيد التقدم للمرحلة الثانية لنظام القبول الإلكترونى للجامعات الخاصة عبر الموقع cpnu-admission.edu.eg فور إعلان نتيجة الدور الثانى لطلاب الثانوية العامة، وسوف يسمح في هذه المرحلة التقدم لكل من: طلاب الثانوية العامة لهذا العام (الدور الثانى)، والطلاب الذين استنفذوا رغباتهم في القبول بالمرحلة الأولى، وطلاب الدبلومات الفنية، وطلاب مدارس النيل الأهلية، وطلاب مدارس المتفوقين (STEM).