عندما سأل أحد المواطنين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد اللقاءات الجماهيرية/ وفي حضور عدد كبير من الشخصيات العامة عن ـوضاع اللاجئين في مصر، وكيف أن الدولة لا تهتم بهم بالشكل الذي يتمناه بعض هؤلاء اللاجئين، فجاء رد الرئيس بحكمة ولباقة تنم عن إنسانية عالية تتمتع بها القيادة السياسية نحو العديد من الملفات الخارجية وليس ملف اللاجئين فحسب، مؤكدا له أن مصر تتعامل دوما مع ملف اللاجئين بخصوصية واهتمام شديد بسبب أن هذا ليس بغريب علي مصر ودورها تجاه الأشقاء العرب، والأفارقة، وكل إنسان يحتمي بمصر، وأنهم أيضًا جاءوا من ظروف صعبة للغاية اضطرارا.
والحكومة في مصر تتعامل معهم بشكل ميسر يختلف عن تعامل أي حكومة في الدول الأخرى، فضلا عن توفير الحكومة المصرية لهم الأمان والاستقرار وتقديم مختلف الخدمات دون تمييز علي الإطلاق، مع الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين.
فمصر تعتبر الدولة الوحيدة من بين دول المنطقة وأفريقيا، ربما دول العالم كله التي ليس بها معسكرات للاجئين أو خيام في مناطق بعينها، سواء كانوا من الدول العربية أو الأفريقية الشقيقة أو الدول الغربية المتقدمة، وهم الذين وصل اعدادهم في مصر وفقا لآخر احصائية رسمية الي ما يقارب 5 مليون لاجيء يعيشون داخل المدن المصرية المختلفة،يتحركون ويسافرون داخليا ويعملون ويستثمرون في وسط المدن والعاصمة نفسها بعكس الدول الاخري التي تحرص علي اقامة معسكرات لهم علي اطراف المدن وفي خيام متنوعة،وربما ينقصهم الكثير من عوامل الحياة الطبيعية فيها،لكنهم مضطرين الي العيش فيها، مثلما تجد الخيام للاجئين في الاردن والبحرين وقطر والسعودية وفلسطين وإسرائيل وفي الامارات وبعض الدول الافريقية وأوروبا،حيث نجد هذه الخيام والمعسكرات المخصصة للاجئين من مختلف البلدان والجنسيات، موجودة في أماكن بعيدة جدا عن العاصمة والمدن وتكون في الغالب علي اطراف المدن وفي المناطق الحدودية والصحراوية، ربما في مناطق اخري بعيدة عن العمران، وهو ما يسبب لهم معاناة ومشكلات عديدة في التعاملات والتنقل والتحرك، وفي التعايش بصفة عامة،بينما الامر يختلف تماما في مصر " ام الدنيا" حيث تجد اللاجئين يعيشون جنبا الي جنب مع اهل البلاد المصريين وربما تجدهم يمتلكون او يستأجرون شقق ومحلات بجوار شقق المصريين وربما في نفس العقار الذي يسكن فيه المصري ! ويتسوقون كل يوم ويبتاعون أشياء في الأسواق ويسافرون الي للاماكن السياحية ويضحكون ويبكون ويصلون ويذهبون الي الكنائس بحرية تامة، ويقدمون لأبنائهم في المدارس والجامعات الحكومية والخاصة مع التسهيلات التي تقدمها لهم الدولة في مختلف المجالات الحياتية، بحيث لا يشعر هؤلاء اللاجئين بأي غربة اوباي ظروف او ضوابط تقيد عملهم او تحركاتهم داخل البلاد ما دامت تتم بشكل شرعي طبقا للقانون والأعراف المصرية.
معسكرات اللاجئين في دول العالم الاخر مختلفة بلا شك عن مثليتها في مصر، وفيها يعانون بالغربة وعدم الأمان والتمييز عن باقي الافراد وانهم منبوذون او متهمون طوال الوقت الامر الذي يجعل الغالبية العظمي من اللاجئين تفضل القدوم الي مصر والبقاء فيها لسنوات طويلة دون التفكير في العودة مجددا الي اوطانهم الاصلية !
واللاجئون هم جماعات من المواطنين جار عليهم الزمن او تعرضوا لمظالم كثيرة هناك او اضطهاد او اي نوع من الضغوط والبطش، جعلهم يلجأون الي الاحتماء بدولة اخري وفق القانون الدولي الذي ينظم اجراءات أوضاع اللاجئين بين الدول. وعندما يلجأوا الي مصر عن قناعة لأنها ام الدنيا بحق، ويجدون بها الأمان والاستقرار والطيبة والجدعنة التي قلما وجدتها بين شعوب دول اخري ! كما قال لي عدد من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مصر منذ اكثر من 6 سنوات حتي الان ويتمنون الاستقرار بها بعد ان نجحوا في افتتاح سلاسل من المطاعم والمحال التجارية في مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد والهرم وفيصل، فضلا عن منطقة وسط القاهرة التي يتركز فيها عدد كبير من السودانيين والعراقيين وهناك اليمنيين والفلسطينيين والليبيين وغيرها من الجنسيات الافريقية والغربية تعيش بجانب المصريين بسلام وامن وامان.
وقد اعطي الرئيس السيسي مثلا للاجئين في مصر بجماعة الأرمن الذين جاءوا الي مصر منذ عشرات السنين بعد ان تعرضوا للاضطهاد في بلادهم وجاءوا الي مصر فوجدوا كل تقدير واحترام من الدولة المصرية لهم.
لذا فمصر الدولة الكبيرة التي تحوي الجميع بداخلها من اللاجئين وتجعلهم ينغمسون مع أهلها في التجارة والبيع والشراء وربما الزواج والعلاج والمرح والعيش بسلام وهذا ربما لا يجده اللاجئ في اي دولة اخري سوي مصر، التي تختلف دوما عن الاخرين في ملف اللاجئين نظرا لحساسية التعامل معهم ومراعاة كاملة لظروفهم، وهي الوطن الأكبر الجميل الذي يلجأ اليه كل مشتاق دوما الي الأمان ويلقي تعامل راقي مثل اهل البلد تماما دون تفرقة او تمييز بينهم!
وأصبحت مصر مقصد لكل لاجئ او مستغيث، باعتبارها دولة امنة وكبيرة ومستقرة ووطن عزيز نعمل جميعا من اجله وتقدمه ورفعته ونتنفس فيه هواء الحرية !
وتقديرا لمكانتها، فقد تجلي الله تعالي علي ارضها في سيناء عندما كلمه سيدنا موسي عليه السلام.
وقد ذكرها الخالق عز وجل في كتابه العزيز حينما قال في سورة يوسف :" ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين " صدق الله العظيم