الجمعة 04 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بوتين يتجاهل تحذير أوباما.. مع تصاعد الأزمة في أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحذير الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بشأن تدخل موسكو العسكري في شبه جزيرة القرم، وقال إن روسيا لا يمكنها تجاهل نداءات المساعدة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا.
وبعد مكالمة هاتفية امتدت لساعة مع أوباما، قال بوتين في بيان إنه لا تزال توجد خلافات بين موسكو وواشنطن بشأن الوضع في الجمهورية السوفييتية السابقة، وقال إن الزعماء الجدد الذين تولوا السلطة في كييف اتخذوا "قرارات غير شرعية على الإطلاق، بخصوص مناطق شرق وجنوب شرق أوكرانيا والقرم".
وقال بوتين "لا تستطيع روسيا أن تتجاهل طلبات المساعدة في هذا الشأن، وهي تتصرف على هذا الأساس بما يتفق تماما والقانون الدولي".
وقال حرس الحدود الأوكراني إن موسكو نقلت أعدادا كبيرة من القوات لشبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا، والتي تسيطر عليها قوات روسية.
وقال سيرهي استاخوف، أحد مساعدي قائد حرس الحدود، إنه يوجد حاليا نحو 30 ألف جندي روسي في القرم مقارنة مع 11 ألفا متمركزين بشكل دائم مع أسطول البحر الأسود الروسي في مدينة سيفاستوبول الساحلية قبل الأزمة.
وينفي بوتين أن تكون القوات التي لا تضع شارات عسكرية روسية، وتحاصر القوات الأوكرانية في قواعدها تخضع لقيادة موسكو، برغم أن العربات الخاصة بتلك القوات تحمل لوحات عسكرية روسية. ويسخر الغرب من التأكيدات الروسية.
وقال متحدث باسم بوتين إنه رغم "الخلاف العميق" مع الغرب بشأن أوكرانيا، فإن موسكو تأمل العثور على أرضية مشتركة وإلا تبدأ حرب باردة جديدة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين قوله "لا يزال هناك أمل في... إمكانية إيجاد بعض نقاط الاتفاق نتيجة للحوار، الذي لم يرفضه شركاؤنا بعد بفضل الله".
وأضاف بسكوف أنه يعتقد أن الحرب الباردة الجديدة "لم تبدأ وأود أن لا تبدأ".
وتصاعدت أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة أمس الخميس عندما صوت برلمان شبه جزيرة القرم لصالح الانضمام لروسيا.
وحددت حكومة المنطقة 16 مارس موعدا للاستفتاء لتحديد مستقبل المنطقة.
وندد زعماء الاتحاد الأوربي وأوباما بالاستفتاء المقترح، وقالوا أنه غير شرعي وينتهك دستور أوكرانيا.
وقالت رئيسة مجلس الاتحاد، وهو المجلس الاعلى في البرلمان الروسي، عقب اجتماعها مع مشرعين من القرم يزورون موسكو اليوم، إن القرم لها الحق في تقرير مصيرها واستبعدت خطر نشوب حرب بين "البلدين الشقيقين".
وقبل الاتصال ببوتين أعلن أوباما أمس الخميس فرض أول عقوبات على روسيا منذ بدء الأزمة تشمل حظر تأشيرات وتجميد أرصدة المسئولين عن تهديد سيادة أوكرانيا والذين لم يحددوا حتى الآن.
وأيدت اليابان الموقف الغربي، قائلة إن تصرفات روسيا تشكل "تهديدا للسلام والأمن الدوليين" بعد أن تحدث أوباما إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
أما وزارة الخارجية الصينية فقالت إن العقوبات ليست الحل الامثل لحل الأزمة الأوكرانية. والصين وروسيا عضوان دائمان في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة ولهما حق النقض (الفيتو) وتربطهما علاقات وطيدة وموقفهما واحد من العديد من القضايا الدبلوماسية مثل الأزمة في سوريا. وتجنبت الصين التعليق بخصوص الوضع القانوني لاستفتاء القرم على الانفصال.
واعتمد الاتحاد الأور,بي أكبر شريك اقتصادي لروسيا والمستورد لغازها خطة من ثلاث مراحل في محاولة لفرض حل تفاوضي، لكنه لم يصل لحد فرض عقوبات فورية.
وردت وزارة الخارجية الروسية بغضب، ووصفت قرار الاتحاد الأوربي تجميد محادثات بشأن إلغاء تأشيرات السفر وبشأن اتفاقية جديدة أوسع نطاقا تحكم العلاقات بين روسيا والاتحاد،بأنها "موقف غير بناء على الإطلاق" وقالت إنها سترد على أي عقوبات.
والتقت السياسية الأوكرانية المعارضة البارزة، يوليا تيموشينكو، التي أطلق سراحها من السجن بعد عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في دبلن، ودعت الاتحاد الأوربي لفرض عقوبات فورية على روسيا، وحذرت من أن القرم ربما تنزلق لحرب عصابات إذا لم يفعل الاتحاد ذلك.
وسارعت بروكسل وواشنطن لدعم السلطات الجديدة في أوكرانيا، وأعلنتا عن مساعدات سياسية ومالية.
وقال المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي إن المحادثات مع كييف بخصوص اتفاق قرض تمضي بشكل جيد، وأشاد بانفتاح الحكومة الجديدة على الإصلاح الاقتصادي والشفافية.
وقالت المفوضية الأوروبية إن أوكرانيا قد تحصل على مساعدات تصل إلى 11 مليار يورو " 15 مليار دولار" خلال العامين المقبلين، شريطة أن تتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يطلب إصلاحات اقتصادية موجعة مثل إلغاء دعم الغاز.
وعوضت العملة الأوكرانية "الهريفنيا" خسائرها الحادة بدعم من الوعود بمساعدات غربية بمليارات الدولارات، وإدراك أن القوات الروسية لن تذهب على الأرجح لمناطق أخرى في أوكرانيا غير القرم.
وفي اليومين الماضيين تجاوز سعر "الهرفينيا" مقابل الدولار 9.0 للمرة الأولى منذ بدأت أزمة القرم الأسبوع الماضي. وقال تجار محليون إن القيود الطارئة التي فرضت على العملة الأسبوع الماضي تعززها.
وقالت شركة جازبروم، أكبر شركة غاز روسية، إن أوكرانيا لم تسدد فاتورة الغاز لشهر فبراير، وقيمتها 440 مليون دولار لتصل متأخراتها إلى 1.89 مليار دولار، وألمحت إلى أنها قد توقف ضخ الغاز كما فعلت عام 2009، حين أدى وقف ضخ الغاز لأوكرانيا لخفض الإمدادات لأوروبا خلال موجة برد قارس.
وفي موسكو تجمع حشد هائل قرب الكرملين في مظاهرة منظمة بترخيص من الحكومة وحفل موسيقي وصف بأنه "تضامنا مع أهالي القرم".
وقدم نجوم البوب عروضا على المسرح ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مثل "القرم أرض روسية" و"لا نقايض شعبنا بالمال" و"نثق في بوتين".
وقال رئيس الوزراء الأوكراني، ارسيني ياتسينيوك، إنه ما من أحد في العالم المتحضر سيعترف بنتيجة "ما يسمى بالاستفتاء" في القرم.
وعبر مجددا عن استعداد كييف للتفاوض مع روسيا، إذا سحبت موسكو قواتها الإضافية من القرم، وقال إنه طلب إجراء اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف.
لكن وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، قال إنه لا يوجد مؤشر واضح على استعداد روسيا للانضمام إلى "مجموعة اتصال" دولية مع أوكرانيا اقترح الغرب إنشاءها للتفاوض على حل للأزمة.
ورغم كلمات بوتين القاسية، قال معتصمون في ميدان الاستقلال بوسط كييف دفاعا عن الثورة، التي أطاحت بيانوكوفيتش، إنهم لا يعتقدون أنه سيتم السماح للقرم بالاستقلال.
وقال تاراس يوركيف، من مدينة لفيف بشرق البلاد "نحن متفائلون. القرم ستقف معنا وسنقاتل من أجلها... طريقة قتالنا تتوقف على قرارات قيادتنا. سنستخدم القوة إذا اقتضى الأمر. إذا أردت السلام يجب أن تستعد للحرب".
وقال الكسندر زابروجيتس، من منطقة كيروفوجراد بوسط أوكرانيا إنه يثق في الضغوط الدولية.
وقال "لا أعتقد أنه سيتم السماح للروس بأن يأخذوا القرم منا... لا يمكن التصرف بهذه الطريقة مع دولة مستقلة. نتمتع بدعم العالم كله. لكنني أعتقد أننا نهدر وقتا. في حين يستعد الروس نكتفي نحن بالكلام."
وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوربا، على صفحتها على تويتر، إن مراقبين عزل تابعين لها منعوا من دخول القرم اليوم لليوم الثاني على التوالي.
وسافر مبعوث خاص للأمم المتحدة إلى العاصمة الإقليمية سيمفروبول، لكن محتجين موالين لروسيا حاصروه وأجبروه على المغادرة الأربعاء الماضي. وقالت الأمم المتحدة إنها كانت أرسلت الأمين العام المساعد لحقوق الإنسان، ايفان سيمونوفيتش، إلى كييف لإجراء تقييم مبدئي لأوضاع حقوق الإنسان.
وقطع إرسال التليفزيون الإوكراني في القرم أمس الخميس،وحلت محله القنوات الروسية الرسمية. ويسيطر على الشوارع من يؤيدون الانضمام لموسكو وقد زاد بعضهم حدة في الأسبوع المنصرم، حيث اعتدوا على صحفيين ومحتجين مؤيدين لكييف من حين لآخر.
ويعارض جزء من سكان القرم، البالغ عددهم 2 مليون نسمة، حكم روسيا وبينهم أعضاء في الأغلبية ذات الأصول الروسية التي تسكن المنطقة.
وقالت تاتيانا، وهي روسية الأصل، "الإعلان عن أننا أصبحنا جزءا من روسيا بالفعل لا يثير سوى الدموع... في وجود كل هؤلاء الجنود هنا أصبحنا أشبه بمن يعيش في حديقة حيوان. الجميع يفهم تماما أن هذا احتلال.
وعلى صعيد آخر، قال رئيس بعثة أوكرانيا لدورة الألعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، فاليري سوشكفيتش، إن فريقه سينسحب من دورة الأولمبياد الشتوية لذوي الاحتياجات الخاصة، إذا غزت روسيا بلاده، وإنه يأمل أن تكون المنافسات الرياضية قادرة على نشر السلام.
وقال سوشكفيتش في مؤتمر صحفي "إذا حدث تصعيد للصراع وتدخل في أراضي بلدنا لا قدر الله فلن نبقى هنا".