في روايته "نجع بريطانيا العظمى" الصادرة حديثا عن المصرية اللبنانية، يخوض الكاتب والروائي حسام العادلي مغامرة فنية مدهشة، حيث تتشابك الأحداث وتتداخل الشخصيات لتتصاعد حدتها وصولا للطوفان الذي يجرف المكان بأحداثه، مرتكزا على فضح فكرة الخرافة ومدى سيطرتها على ذهنية الكثير.
في أحدث رواياته يعود العادلى إلى وضع الحكاية في إطار من التاريخ. هذه المرة، يجمع بين دولة عظمى سادت العالم حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وقرية صغيرة لا تُرى على خريطة القطر المصري؛ إلا أن القدر يشاء أن يرتبط مصير القرية بصعود وخفوت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وأن ينتهي طغاتها مع رحيل الاحتلال، بعد أن تصور أهل النجع أنه لا فرار منهم كالقدر. ليتساءل القارئ منذ صفحاتها الأولى إلى الفضول نحو معرفة مصير «نجع السعداوية» الذى حكمه عمدة قاس على مدى أعوام، حتى أطاحت ثورة يوليو 1952 بأحلام أبنائه فى خلافة قوية.
عن الرواية وعالمها الذى خاض كذلك في طبيعة القرى الريفية فى صعيد مصر خلال فترة الاحتلال البريطاني. استضاف "مقر البوابة نيوز" العادلي، لمدة ساعتين، تحدث فيهما عن التساؤلات التى دارت حول الرواية وتقنيتها وأصل الحكاية التي استغرقت بضع أعوام من الكتابة. وكذلك مسيرته وأعماله المقبلة.
شارك فى الندوة- ياسر الغبيرى وأحمد صوان وحسن مختار ومحمود عبدالله تهامى
أعدتها للنشر- سمية أحمد. تصوير - على محمود
■ تحمل الرواية اسم «نجع بريطانيا العظمى»، وهو الاسم الذى يدعو إلى الغرابة للوهلة الأولى، فما هو المقصود بالعنوان، وهو المفتاح الأول للعمل الأدبى؟
- فى البداية؛ أحب أن أرحب بأسرة جريدة البوابة- الأعزاء- وأنا أعتبر وجودى فى المكان- بالرغم من أنها تُعد زيارتى الأولى، إلا أننى أشعر بانتماء وحب للمكان، منذ أن كتبت فيه أولى مقالاتى، لاسيما وأن الجريدة تتميز بعدة أقلام رائعة فى كتابة المقالة، والتى أحرص على قراءتها، فأنا اعتبر جريدة «البوابة» هى بيتى الأول، وشرفت بتواجدى معكم.
أما عن اسم الرواية فالحقيقة أن العنوان له عدة تأويلات، وكما تعود القول «أن العنوان هو عتبة النص» بمعنى أن العنوان هو الباب الذى تقوم بالدخول منه على الرواية، والذى يؤهل القارئ على أن يتلقى مفردات العمل وأبعاده، وهنا بعض العناوين التى تحكم على العمل مسبقًا قبل أن يشرع القارئ فى قراءته، فمن العنوان يمكن للقارئ تخيل الأحداث، حتى يصل إلى الصفحات النهائية للعمل ويكون قد وافق حدث القارئ، وهذا فخ خطير أتمنى ألا يقع أى روائى فيه بأن يكون العنوان كاشفا أو مُدللا على أحداث بداخل النص أو العمل.
وبالنسبة لعنوان الرواية «نجع بريطانيا العظمى» فقد تناوله البعض على اعتباره نصًّا ساخرًّا، والآخر تصوره شىء آخر، حيث نظر إليه البعض على أنه عنوان «غرائبى» أو أنه يحمل مجموعة من التساؤلات التى يطرحها على القارئ، وهو الأمر إلى يجعل لدى القارئ رغبه فى الإقبال على العمل، أو يسترسل فى قراءة أحداثه.
ونفهم من «نجع بريطانيا العظمى» أن هناك مقابلة ما تحدث بين الثقافة الإنجليزية والثقافة المصرية، وقد يأتى إلى ذهن القارئ العادى أن هناك قصة ما تحدث فى الصعيد حول الإنجليز، وقد يرى البعض أن الرواية تتناول بعض الأحداث التاريخية. فكان من المهم أن يكون اختيار العنوان جاذبًا ومشوقًا وكاشفًا عن الفكرة، وعلى الرسالة المراد إرسالها، وأن يكون له صلة بالأحداث، ويختصر لأشياء كثيرة بتفاصيل العمل. كما تكشف الرواية أيضًا عن التضاد الثقافى، والبحث عن الهوية فى عصر الاستعمارى وهل هذه الأحداث ما زالت تتقاطع بشكل أو بآخر على الواقع الحالى.
■ هل ترى أن الرواية تتماس مع بعض الأحداث الحالية؟ أو بمعنى آخر هل بها إسقاط على بعض الأحداث؟
- لم تكن الرواية تحمل إسقاطا مستهدفا، لأن الإسقاط-عادة- فى الروايات التجريبية والروايات الرمزية، وفى هذا العمل أنا لست فى حاجة لعمل أى إسقاط، فلا يمكن أن نطلق كلمة إسقاط على أحداث الرواية، وإنما التعبير الأدق هو التأويل بمعنى أننى أتحدث عن أحداث حقيقية وأشخاص حقيقيين فى زمن مُعين، فلا أحتاج إلى عمل أى إسقاط، فمن الممكن تأويلها أو مطابقتها، أو عمل تناص فكرى أو تاريخى مع الوقت الحالى.
فى الواقع أن الرواية تطرح بعض الأفكار التى تتناول بعض الإشكاليات التى ما زالت محل جدال حتى وقتنا الحالى، لاسيما فيما يتعلق بالتراتبية الدينية بداخل النجوع والكفور، مثل تقديس الأولياء، وبعض الخرافات التى تسيطر على أفكار الأشخاص مثل الاعتقاد فى الأولياء والكرامات.
وهنا فضلت أن يتم عرض تلك الأفكار بشكل مباشر، وذلك من خلال شخصية العالم الأزهرى الذى تم اضطهاده من سلطة الاحتلال وتم نفيه إلى هذه القرية والذى يصدم بتلك الأفكار التى يعتنقها أهل القرية، حتى ظهر الولى والمُمثل فى شخصية الشيخ الطشطوشى، وهنا يحدث الصراع على ولاء الناس فيما يعتقدون ويعتنقون وفكرة القداسة والتبجيل. وهى القضية التى ما زالت محل بحث حتى الآن.
أما مسألة التبعية للمستعمر لم تنته بشكل كامل فى عالمنا العربى، فإذا كنا ندعى أن المستعمر قد خرج بالسلاح من الأرض، لكنه عاد ولكن بشكل آخر عن طريق الغزو الثقافى والفكرى، وهى العلاقة التى تم تجسيدها فى الرواية بين شخصيتى كارمن وأنور هذه العلاقة الجدلية بين شخصيات الرواية، والتى تجسدت فى علية الصراع بين الشخصية المصرية فى وقت الاستعمار، وبين شخصية أنور والذى يعبر عن الطبقة المتوسطة المثقفة المناضلة، والتى تشكلت فى ثلاثينيات القرن العشرين، إلى أن أصبحت قائمة وقادرة بذاتها وتستطيع أن تنجز ثورة على الاحتلال، هذه الطبقة التى حملت على عاتقها النهوض بمصر بعد فترة ٥٢ مثل الطبقة التى ينتمى إليها أنور صديق.
الرواية والتاريخ
■ فى رأيك لماذا يلجأ الكاتب أو الروائى إلى العودة لفترات تاريخية معينة ليكتب عنها، أو أنها قد ترجع لقراءات الأديب نفسه وتأثره بها، فيسعى لترجمه تلك الأحداث من خلال العمل الذى يقدمه، وفى هذه الحالة هل يجوز إطلاق على هذا النص مسمى «نص تاريخى» أم لا؟ وأيهما جاء أولًا هل ذهبت إلى التاريخ لتكتب عنه أم أن الرواية جاءت بناءً على مجموعة من قراءاتك وأحببت أن تخرج بعمل أدبى عن تلك الفترة؟
- طبعًا لم يكن هناك استهداف لفترة زمنية بعينها فى مرحلة ما قبل الكتابة، فلم يصادف أن قمت بقراءة كتاب تاريخ ورأيت أننى يجب أن أكتب عن هذه الفترة الزمنية بعينها، والدليل على ذلك أن زمن الرواية يدور من عام ١٨٦٨ حتى عام ١٩٥٦، وتحدثت فيها عن مواطن الأزمات التى كانت تمر بها البلاد فى هذه الأثناء والكبوة الحضارية التى لحقت بمصر فى الفترة وأثرها على «النجع».
وهناك أمثلة عديدة من النصوص التى تعمدت وجود فكرة الصدمة الثقافية والمقابلة الحضارية بين الثقافتين الغربية والمصرية، مثل رواية قنديل أم هاشم ليحيى حقى، موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح، ثلاثية إبراهيم عبدالمجيد، حديث الحى اللاتينى، البيضاء ليوسف إدريس.
فنلاحظ أن المقابلة التى حدثت بين الشرق والغرب كان الذى قام بالإبحار إلى الحضارة الغربية هو الشرقى، حيث إننا نجد أن كل الشخصيات هى التى أبحرت إلى الثقافة الغربية، أى أن كل النماذج هى من سعت إلى الحضارة الغربية، ولكن الفرق فى هذا النص أنه أتى بالحضارة الغربية إلى الشرق، حيث أتيت بالحضارة البريطانية ممثلة فى الضابط هاريس وزوجته وابنتهما، أى حياة كاملة تم اقتطاعها من لندن وتم وضعها فى نجع نائى بالصعيد فى مطلع القرن الـ٢٠.
■ هل تم استعراض ثقافة الوافد الأجنبى خلال الرواية؟
- بالطبع وهو الأمر الذى أظهر فيه الحضارة الغربية من جانب المستعمر، على الرغم من أن شخصيات الرواية قد تبدو حالمة، ولكن هناك بعض الأحداث التى تظهر الوجه الحقيقى لتلك الحضارة وقمت بتجسيد هذا من خلال إحدى مشاهد الرواية فعلى الرغم من شخصية «مارى» الحالمة إلا أن شخصيتها الحقيقية تظهر فى مشهد «السخرة»، فقديما كان يأتى «الهجامة»، ويأخذون الرجال والشباب من القرى ليعملوا فى جيش الاحتلال بالسخرة.
وكانوا يقومون بربط بعضهم ببعض من أيديهم وأرجلهم بحبال، وعندما شاهدت «مارى» الرجال ومهم مقيدون قالت عليهم «قرود» أى شبهتم بالقرود، كما تتكرر تلك النظرة الفوقية مرة أخرى حينما تقوم «مارى» بكتابة رسالة إلى صديقها توصف المكان الذى تعيش فيه حيث تقول: «أنا أعيش فى مكان كئيب، وحزينة على ابنتى لأنها تعيش وسط هؤلاء الفلاحين الأقذار السيئين» فهى هنا تسىء بشكل مباشر إلى أن الناس الذين يعيشون فى هذا النجع أقل منها، ودائمًا ما تنظر إليهم نظرة فوقية أو علوية.
■ وما هى التقنيات التى تم استخدامها فى سرد أحداث الرواية؟
- فى الواقع أن هناك تنوعيات كثيرة فى طريقة سرد الرواية أو القصة، أو أى عمل روائى، فإذا نظرنا- على سبيل المثال- إلى تقنيات الكتابة عند نجيب محفوظ فنجد أنه استخدم اللغة الصوفية قد فرضت نفسها فى أكثر من عمل روائى، ومنها اللص والكلاب والحرافيش وبعض أجزاء من قلب الليل، كما أن يوسف إدريس أيضًا قد استخدم «الصوفية» فى بيت من لحم، وإذا نظرنا إلى أعمال يحيى حقى نجده من أكثر الكتاب الذين استخدموا اللغة الشعرية فى أغلب أعماله وأكبر مثال على ذلك اللغة التى كتب به قصة «السلحفاة تطير» والتى تحمل اللغة الشعرية بشكل كبير.
وذكاء الراوى أو الكاتب هنا يجب أن يدرك كل هذه التقنيات ولا يقتفى أثرها، بمعنى أن يكون الكاتب لديه قصدية فى استخدام أى من ألوان الكتابة، سواء الصوفية أو الشعرية أو السردية وغيرها، وأنه واع تمامًا لما يقوم بكتابته، ولديه المهارة فى توظيف تلك التقنية بداخل العمل الروائى بشكل يخدم النص والحدث.
أما عن اللغة فى أعمالى فأنا أعتبرها وسيلة وليست غاية، بمعنى أن اللغة هى وسيلة لعرض الفكرة ولا أستغرق فى الشكل الذى ستخرج به.
■ حدثنا عن علاقتك بحركة الشخصيات داخل أحداث الرواية؟
- يجب أن تكون هناك مساحة من الحرية للشخصيات بداخل العمل الروائى، بل يجب أن تتحرك وحدها، ويدرك الكاتب هذه الحقيقة حينما يجد أن الشخصيات تسير بحرية، وأن هذا يتحقق فى وجود المناخ الصحى للسرد، فالكاتب لا يتحكم فى مصائر الشخصيات، ففى واقع الأمر عندما أشرع فى الكتابة لا أكون على علم مسبق ماذا سيحدث للشخصيات.
وهذا شيء لا يحدث بـ«عشوائية»، وإنما لأننى عملت على توفير المناخ الصحى للشخصيات من خلال الحركة الدرامية التى يجب أن تكون بالضرورة لها قدر كبير جدًا من مساحة الحركة ومساحة التنقل بين الأحداث، وهذا يحدث بشكل تلقائى نتيجة الإحكام البناء الأولى من الثلث الأول فى بناء الرواية والشخصيات والتى تخلق عالمًا حقيقيًّا تتحرك فيه الشخصيات بتلقائية، فالكاتب يضع ثوابت فى البداية.
■ وماذا عن أعمالك القادمة وملامحها؟
- فى الواقع هناك عمل سابق كان يدور بذهنى حتى قبل الشروع فى العمل الروائى الثاني، ولكن ملامحها لم تكتمل بعد، والمسيطر على الآن أننى أشرع فى عمل كتاب فكرى، أتمنى أن يخرج فى نهاية فصل الصيف وألا يستغرق ٤ سنوات مثلما حدث مع العملين الأولين.
■ هل ترى أن المبدع قد يجد مساحة من الحرية عندما يعود إلى التاريخ؟
- فى الحقيقة نحن نعيش فى مناخ صحى للكتابة، وأرى أن من يريد كتابة شىء يقوم بكتابته.
■ ولماذا جاءت نهاية رواية «نجع بريطانيا العظمى» وكأنها تصوير لانهيار العالم؟
- فى الواقع أن نهاية الرواية قد حملت جزءًا كبيرًا من استخدام الرمزية داخل العمل خاصة مشهد فاطمة، واكتشاف الخدعة الكبرى وهو عدم وجود مقام، ولا «ولي» بالأساس، وتكشف أن «الطشطوشى» ما هو إلا رجل من المطاريد، وتم صنعه، باستخدام الخرافة.
وإذا ما عدنا إلى مشهد الفيضان الأخير فى الرواية نجد أن بعض الشخصيات لم تهرول للنجاة بنفسها، فمنهم- على سبيل المثال- قرر إكمال الصلاة، لكنه تركها عندما سمع بأن المقام سينهار، وهرول لنجدته، فى إشارة واضحة لما تفعله الخرافة والاعتقاد بالأولياء وكراماتهم، حتى لو كان هذا المعتقد مبنى على الخرافة أو مبنى على كذبة، إلا أنها حالة موجودة بداخل المجتمع مثل كرامات الأولياء ومعجزات القديسين.
وهنا تكمن قيمة العمل الروائى فى تحجيم الظاهرة وتمكين القارئ منها، بمعنى عرض المسألة أو الإشكالية بشكل محكم على القارئ، دون أن يبدى الراوى أو الروائى رأيه فى هذه المسألة أو تلك الظاهرة، فلا بد أن يكون محايدًا تمامًا، خاصًا إذا كانت تلك الظاهرة تتماس مع المعتقد.
وهو الأمر الذى تم عرضه من خلال أحداث الرواية، فقد تركت القضية تمضى بداخل الأحداث بشكل غير مباشر، تشتبك مع الأحداث بشكل تلقائي، وعلى المتلقى أن يتفاعل معها وفقًا لما يراه، وما تم تقديمه هو مجرد كشف عن الظاهرة باعتبارها جزء من اللاموروث الثقافى للشعب المصرى خاصة فى القرى والنجوع، دون الوقوع فى فخ التلقين أو الوعظ.
المشهد الثقافي
■ وكيف ترى المشهد الثقافى المصرى فى العشر سنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بمستوى الكتابة الأدبية والأفكار التى يتم طرحها ومناقشتها؟
- أرى أن المشهد الثقافى فى مصر خاصة بعد ثورة الـ٢٥ يناير، قد تلونت كثيرًا بالسياسة والتاريخ، سواء على مستوى الكتابات الفكرية أو السياسية أو الأدبية أو حتى الكتابات الاقتصادية، وهذا رد فعل طبيعى للتغيرات التى طرات على الساحة السياسية والزخم فى الأحداث التى أعقبت الـ٢٥ من يناير، والتى اكتملت بثورة يوليو.
ويمكن توصيف هذه الفترة بأنها فترة قلقة ومضطربة من تاريخ الوطن، فقد عانى فيها المصريين من صدمات فكرية وسياسية وصدمات فى شخصيات بعينها، صدمات فى أنظمة معينة، مثل خداع الجماعة الإخوانية لبعض المصريين، خاصة الفئات التى وقعت فى فخ الخداع باسم الدين.
وأن ما حدث من يناير حتى يونيو قد مر بخمس مراحل، التى انعكس عليها الواقع الثقافى والأدبى، باعتبار أن الواقع الثقافى هو خارج من رحم المجتمع، وذلك خليفة للأحداث التى حدثت فى تلك الفترة وما تم فيها، فالواقع الثقافى هو نتاج ما يمر به المجمتع من أحداث ووقائع، وهو ما تم ترجمته فى شكل أعمال أدبية من شعر وأدب وقصة أو رواية أو عمل تليفزيونى أو سينمائى.
وعن الخمس مراحلة التى مر بها المجتمع المصرى خلال تلك الفترة هى مرحلة التفاؤل وذلك بعد خطاب التنحى، ثم مرحلة الصدمة، ومرحلة الإحجام عن المشاركة واليأس، حتى تم ترويعه وهى المرحلة الرابعة، والتى تزامنت مع فترة حكم الإخوان على مصر، والخوف من الغد وعدم الشعور بالأمان، وانتقاص سبل الحياة، وغياب المستقبل، حتى جاءت المرحلة الأخيرة وهى مرحلة الانفجار، والتى تجسدت فى ثورة الـ٣٠ من يونيو.