انتشرت خلال الفترة الأخيرة، العديد من المهرجانات الخاصة بالأعمال الفنية، التي لا يعلم الكثير عنها أى شيء، لتدور التساؤلات عن مؤسسيها والقائمين عليها، ومن هم أعضاء لجان تحكيمها، وعلى أي أساس يتم اختيار النجوم والأعمال الفائزة والضيوف وما معايير التقييم والمنح.
وعلى الرغم من أن وزارة الثقافة أعلنت منذ فترة طويلة، عن وقفة لإعادة تقييم تلك المهرجانات، مع وجود قرارات صارمة لإعادة قيمة المهرجانات المسلوبة مؤخرًا، وتصحيح الأخطاء التى ساهمت في فقدان الإحساس بجدية المهرجان ورونقه، إلا أننا نفاجأ من وقت لآخر بإقامة بعض المناسبات التى يطلقون عليها مهرجانات وهى في حقيقة الأمر تفتقر لمعظم أساسيات وضوابط المهرجانات.
«البوابة» استعرضت آراء المتخصصين والنقاد، الذين أكدوا أن اللجنة العليا للمهرجان بوزارة الثقافة ليست لها علاقة بتلك المهرجانات والتي وصفوها بالسهرات وليست مهرجانات.
وأشاروا، إلى أن الفراغ الذي تركه مهرجان الإذاعة والتليفزيون هو السبب في ظهور «سبوبة المهرجانات»؛ مطالبين بأن يكون هناك جهه موثوق فيها تعلن عن تنظيم مهرجان للدراما قوى، وقادر على أن يتعامل معه الجميع باحترام.
ويقول الناقد الفنى، طارق الشناوي، عضو اللجنة العليا للمهرجانات، إن هناك العديد من الاحتفاليات أقيمت مؤخرا ليس لها علاقة باللجنة العليا للمهرجانات، فمثلا مهرجان "أيام القاهرة للدراما العربية"، ومهرجان "همسة" ليس لهما علاقة بالمهرجانات.
وأضاف «الشناوى»، أن «أيام القاهرة للدراما العربية»، ما هو إلا سهرة أقيمت في دار الأوبرا واختارت لها عنوان «أيام القاهرة للدراما العربية» وليس مهرجان، واللجنه العليا ليس لها علاقة بتلك السهرة، أى شخص يستطيع أن يؤجر المسرح بدار الأوبرا لإقامة فاعلية ما، يوزع من خلالها جوائزه وليس للجنة العليا للمهرجانات دخل في ذلك.
وتابع، بأن اللجنة مسئولة عن المهرجانات التابعة للدولة، ومن وقت لآخر تقيمها وتكتب تقرير مفصل يتعلق بكل تفصيلة، وأضاف: «يحق لدار الأوبرا والاماكن التي تقيم مثل هذه الفعاليات والسهرات والاحتفاليات أن تضع معايير خاصة بها، لكن من المؤكد في حالة وجود استياء أو شكوى تتعلق بالآداب العامه، هناك جهات في الدوله تتدخل وتمنع ذلك دون نقاش أو جدال».
وقالت الناقدة ماجدة موريس، إن هناك عددا كبيرا من المهرجانات أو الاحتفاليات التي تقام لا تعلم عنها شيئا من هو مؤسسها.
وأشارت «موريس»، إلى أن هناك سببا أساسيا لانتشار «سبوبة المهرجانات» وهو أن صناعة الدراما الآن أكثر قوة من صناعة السينما، وتقريبا هى المسيطرة على الجو والسوق الفني، فعندما يجلس المشاهد في منزله يشاهد المسلسلات الدرامية، وعندما ينزل من بيته يشاهد المنصات، فأصبحت الدراما مسيطرة وفى نفس الوقت لا توجد أحداث فنية مهمة، تتابع تلك الأعمال، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولا يوجد مهرجان التليفزيون. وتضيف: «هذا يعنى أن هناك أزمة كبيرة، فمن يعملون بالدراما كثيرا، ولا يجدون تقديرا، والتقدير الأكبر والأهم كان يمنح في مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون الذي كان ينظمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون سابقا، حيث توقف وأحدث فجوة كبيرة جدا، مسئولة عنها الدولة، فكل هؤلاء النجوم يعملون ليل نهار ويجتهدون وبحاجة إلى تقدير، بالإضافة إلى أن كل نجوم السينما ذهبوا إلى التليفزيون وبالتالى استغلت هيئات تلك الفجوة من أجل توزيع الجوائز دون الاستعانة بلجان تحكيم».
وتابعت: «مهرجان الإذاعة والتليفزيون كان قوىا ويبذل فيه كل المشاركين مجهودًا خرافيًا، بجانب أنه ضم خلال سنوات تنظيمه لجان تحكيم قوية تشارك يوميا في فعالياته، ومن يحصل على جائزة فيه كانت عن جدارة لابتعاده عن المجاملات». وأشارت «موريس»، إلى أن انتشار «سبوبة المهرحانات»، سببه الفراغ الكبير الذي تركه مهرجان كبير مثل مهرجان التليفزيون، والذي تم إلغاؤه فجأة، وأيضًا الفنانون الذين تداعبهم الشهرة وحب الظهور والانتشار عبر «فيسبوك» و«السوشيال ميديا»، ليحصلوا على «التريند».
وأكدت، أن دور اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة، يقتصر على الأعمال السينمائية، وفي ظل غياب وزارة الإعلام أصبح هناك غياب لمهرجانات الدراما، وللأسف فإن اختصاصات المجلس الأعلى للإعلام ليست مثل اختصاصات وزارة الإعلام.
وشددت على أنه لا يوجد أى شى يمنع من إقامة احتفالية أو مهرجان درامى، ولكن نتمنى أن تكون هناك جهة موثوق فيها تعلن عن تنظيم مهرجان للدراما قوى وقادر على أن يتعامل مع الجميع باحترام، فليس المطلوب إيقاف نشاط الناس، ولكن المطلوب من الجميع احترام تلك الأنشطة والجدية في تقديمها.