التربي مهنة يحاصرها الغموض، فما من شخص يعمل في هذه المهنة، إلا وتتجه إليه الأنظار والتساؤلات؛ فالبعض يخشاهم، ويتجنب التواصل معهم، والبعض الآخر يتخذ أحاديثهم كنوع من الإثارة والتسلية.
«سالم»، تُربي، يبلغ من العمر 35 عامًا، ورث المهنة عن أجداده، ولا يعرف غيرها، فعائلته كلها تعمل في هذه المهنة، منذ سنوات عديدة، بدأ سالم العمل مع والده، وهو في الـ12 من عمره، ثم قدم أوراقه للعمل في المحافظة، وبعد اجتيازه كافة الاختبارات والتدريبات، أجازته المحافظة للعمل كتربي.
يقول «سالم»، إن مهنة التُربي يُثار حولها كثير من الخرافات، فأغلب ما يشاع عن المقابر، أنها مسكونة أو يحدث بها أشياء غريبة، غير صحيح، مؤكدا أنه طوال عمله في هذه المهنة، لم تصادفه أي مواقف كالتي يسمع عنها، بل إنه كثيرا ما يبيت في المقابر واحيانا يتجول بها ليلا ولم يتعرض لمثل هذه الخرافات.
وأضاف أن مهنة التربي ليست مجرد مهنة، بل هي مهنة مهمة للغاية، والجميع يحتاج إليها، ويكون للتربي مواصفات خاصة، فيجب أن يكون ملما بالأحكام الشرعية الخاصة بأعمال الدفن، والتعامل مع المتوفى، كما أنه يحصل على رخصة بمزاولة المهنة، ويتعامل مع تصريحات الدفن ليتأكد من صحتها حتى يمنع حدوث الجريمة، وكذلك يجب أن يتسم بالشجاعة حتى يتعامل مع المواقف الصعبة.
ويشتكي «سالم»، من نظرة المجتمع للتربي، فيقول إن المجتمع ينظر للمهنة على أنها مهنة دونية، ويتعامل معنا بطريقة سيئة، بناءً على الموروث الشعبي الخاطئ، لكن الجميع يجهل قدر هذه المهنة؛ فنحن نحافظ على المجتمع من انتشار الجريمة، ونعمل على حماية الموتى من لصوص القبور، ونتحمل صعاب كثيرة في هذه المهنة، فيجب أن يتعامل معنا الناس بشكل أفضل ويقدروا عملنا.
تليفزيون البوابة
شاهد.. «سالم التربي»: دخلت القبر وعمرى 12 عاما
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق