الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هو إحنا بقينا كده ليه.. عم سيد مات ومحدش راضي يشيله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قصة والله يشيب لها الولدان.. وتقشعر لها الأبدان.. وتخشع لها القلوب.

وأنا نازل النهاردة من البيت رجعت 3 مرات.. أنزل وأرجع علشان ناسي حاجة.. وفي الآخر عرفت إني كان لازم أنزل في الوقت ده بإرادة الله سبحانه وتعالى.

المهم نزلت.. وأول ما وصلت شارع الهرم.. كان قدامي راجل عجوز بيزق راجل أكبر منه في السن على كرسي متحرك.. نشاور علشان العربيات تصبر لما يعدوا مفيش صبر.. فجأة وبلا مقدمات سقط  المسن اللي بيزق الكرسي على الأرض من غير ما حد يلمسه.. جريت عليه.. وجرى كل اللي واقفين وخدناه على جنب وسحبنا التاني بالكرسي.

نحاول نشربه أي حاجة مفيش.. نفوق فيه مفيش.. طلبنا الإسعاف.. جات.. البقاء لله.. أزمة قلبية وتوفى.

لا إله إلا الله.. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا.. وما تدري نفس بأي أرض تموت..إن الله عليم خبير.

المسعف: أنا مش هقدر أخده يا بيه مش بشيل جثث.. وهيتبهدل. 

سألت المسن اللي على الكرسي: لكم أهل يا حاج.. لأ.. طيب أكلمك حد.. مفيش حد.. طيب أنت قريبه.. آه.. ده أخويا.

طيب نعمل إيه محدش عارف.. غطينا المتوفي بكيس من أحد المحلات.. ورجعت للمسن.. معاك تليفون يا حاج.. آه.. هو فين.. خدت التليفون وكلمت آخر رقم مكلمه.. ردت علي سيدة.. قالت لي أنا جارتهم مش قريبتهم.. وهبعت لك خاله.. انتظرنا ساعة.. محدش جه.. كلمتها تاني يا حاجة ده ميت مينفعش كده.. والجثة في الشارع.. طيب هاته هنا والجيران يتصرفوا.. طيب حاضر.

وقفنا تاكسي.. السائق: لا مروحش لوحدي ده ميت.. ومش عارف هيحصل إيه لما أروح به.. طيب يا شباب حد يروح معاه.. صمت المئات ولا مجيب.. يا جماعة مينفعش كده عيب.. ده ميت ستره واجب وفرض.. لا مجيب.. طيب شكرا هروح أنا به.. شيلته مع اللي واقفين وشلنا أخوه والكرسي المتحرك ومشينا.

السواق.. يا بيه هدخل من شوارع جانبية.. ليه يا أسطى ؟.. هنقف ومين ده وس وج ومش هنخلص.. يا أسطى امشي ومتخفش أنا المسئول.. يا بيه الدنيا مبقتش زي الأول.. ويا عالم  لما نروح هيضربونا ولا هيحصل فينا إيه؟.. امشي يا أسطى وخلي عندك ثقة بالله.. ومتخفش عمرنا ما هنكون بنعمل خير وربنا يضرنا.. اقرأ الفاتحة.

هو ليه وصلنا لكده؟.. هو ممكن تلاقي خير ومتعملوش؟.. هو ممكن تلاقي واحد ميت وملوش حد ومتضيعش يومك كله معاه علشان تعمل خير وتستره؟.. ليه بجد وصلنا للدرجة دي.. دي الدنيا بتخلص في لحظة.. ده عم سيد كان بيزق أخوه الأكبر منه وسقط مات!.. وبم نعتبر إذا لم يكن الموت عبرة؟.. وبم نتعظ إذا لم يكن الموت عظة؟.. وماذا يشغلكم في الدنيا لهذه الدرجة إذا كانت النهاية قد تتشابه مع نهاية عم سيد؟!

أشكر الله سبحانه وتعالى أن منحني هذا الرزق.. وأتضرع لله عز وجل أن يلين قلوبنا جميعا.. فإن الله إذا أحب عبدا رزقه لين القلب.. فاللهم ارزقنا لين القلوب.. وارزقنا الخير وحبه.. وارحم عم سيد واجعله من أهل الجنة.