يعتبر الاديب محمد حسين هيكل واحد من ابرز المفكرين المعاصرين وبعد هو اول من كتب الرواية العربية جمع في كتاباته وشخصيته بين الاديب والسياسي والصحفي وقد اصدر كتابا له تحت عنوان "ثورة الأدب" قال عنه: “إن هذا الكتاب يتحدث عن الثورات المتصلة التي شهدها نصف القرن الأخير في شئون الكتابة والأدب وتصف المجهود المتصل الذي قام به أصحاب المذاهب المختلفة في إقامة الأدب العربي الجديد”.
وذكر هيكل: في هذ الكتاب “إن الأدب العربي يضطرب بعوامل الثورة منذ الثورة العرابية بمصر، ومنذ بدأ الشعور القومي يحرك النفوس ويدعوها إلى التوجه النهوض بجموع الأمة إلى مثل أعلى، ومن يومئذ بدأت الكتابة تخرج من الحظيرة الضيقة حظيرة الدواوين ومن النطاق المحصور لتتصل بالناس على اختلاف طبقاتهم”.
وأوضح هيكل: “إن الحضارة الإنسانية ثورة متصلة مظهرها الأدب والفن ونحن في مصر والشرق الأوسط كان لنا حضارات مختلفة انطوت ثم أخضعتنا الظروف لحكم الحضارة الغربية وقد قامت هذه الحضارة أول قيامها على بعث فلسفة اليونان وتشريع الرومان وإتجاه الأدب الوجهة التي ترسمها هذه الفلسفة وهذا التشريع وما أحاط بهمها من عصورهما من صور الفن والأدب”.
ويشير هيكل إلى أن الأدب فن جميل غايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة والوجود من حق وجميل بوساطة الكلام فالأديب هو الذي يؤدي هذه الرسالة فكل ما ينتجه فن الأدب الصحيح في أي لغة من اللغات لا غاية له غير هذه الغاية وكل أديب يكتب في أي باب من الأبواب إنما يريد بلوغها كلها أو بلوغ جانب منها والأدب العربي لا يخرج عن أدب سائر اللغات.
وبيّن هيكل أن العرب كانوا يقولون : إن الأدب هو الأخذ من كل شيء بطرف وكانوا إذ يذكرون العلوم الواجب على الأديب الوقوف عليها فبل يقتصرون على ذكر علوم اللغة والنحو الصرف والبلاغة بل كانوا يضيفون إليها علوم أخرى من سير العرب وأخبارهم أي من التاريخ ومن مواقع بلاد العرب أي من الجغرافيا.