طالب عدد من أعضاء لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، بضرورة عمل مبادرة صحية للتوعية الأسرية والإرشاد النفسي للشباب للحد من ظاهرة الانتحار التي زادت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة نتيجة للظروف الاجتماعية والأسرية المختلفة.
وأكدوا ضرورة اتحاد كل مؤسسات الدولة وعمل حملات توعية داخل المدارس والمساجد ووسائل الإعلام لغرس قيم وتعاليم الأديان السماوية وآليات علاج الاكتئاب النفسي منذ بدايته.
وقال النائب مكرم رضوان، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن زيادة حالات الانتحار بين الشباب خلال الآونة الأخيرة يرجع إلى وجود ضغوط نفسية كبيرة على هؤلاء الشباب، لافتًا إلى أن هذه الضغوط نتيجة عدم وجود وظيفة مناسبة أو سكن للزواج أو مشكلات داخل الأسرة وانشغال الأب والأم عن الاستماع لأبنائهما.
وطالب رضوان في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» بضرورة اتحاد كافة مؤسسات الدولة الدينية والتعليمية والاجتماعية والأسرية والصحية بعمل حملات توعية للشباب والاستماع لمطالبهم وتحقيقها، علاوة على توعية الشباب من خلال المساجد ووسائل الإعلام عن تحريم الله للانتحار في كافة الأديان السماوية.
وأكد ضرورة اتجاه الدولة إلى توفير شقق سكنية للشباب فور التخرج وتوفير فرص عمل مناسبة مع وجود إعانة بطالة لغير العاملين لحين توفير فرص عمل لهم علاوة على زيادة عدد المستشفيات النفسية وعمل حملات توعية بأهمية العلاج النفسي، قائلًا: «العلاج النفسي مرض وليس عيب في الإنسان ولابد من العلاج قبل تدهور الحالة النفسية السيئة».
وتابع «رضوان»، لا بد من احتضان الأسرة أبنائها منذ الصغر والاستماع لمشكلاتهم المختلفة والعمل على حلها بطريقة صحيحة وتخفيف الأعباء النفسية، مؤكدًا أن حالة الاكتئاب تبدأ بسيطة ثم تتفاقم حال عدم علاجها مما يؤدي إلى الانتحار.
في نفس السياق، أكد النائب محمد سليم، عضو اللجنة، أن الدولة تعمل جاهدة على وضع القوانين التي تواجه الحوادث التي تؤدي إلى حالات اكتئاب للشباب مثل التنمر والتحرش، لافتًا إلى أن مواجهة الانتحار تحتاج إلى التوعية الصحيحة للشباب وغرس التعاليم الدينية منذ الطفولة سواء داخل المدارس أو من خلال المساجد ووسائل الإعلام المختلفة.
وطالب «سليم»، بضرورة عمل مبادرة للتوعية الأسرية والوعي والإرشاد النفسي من خلال اتحاد كافة مؤسسات المجتمع المدني للكشف المبكر عن حالات الاكتئاب والمشكلات النفسية التي تواجه الشباب والعمل على علاجها وإيجاد حلول مناسبة لهذه المشكلات قبل تفاقمها، لافتًا إلى أن هذه المبادرة سيكون لها أثر كبير في الحد من ظاهرة الانتحار لدى الشباب.
مراكز للعلاج النفسي
وأكد ضرورة توفير مراكز للعلاج النفسي بسعر رمزي أو بالمجان تكون متاحة للجميع وذلك لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للمريض النفسي، قائلًا: «الكشف عند الأطباء النفسيين غالي جدا والكثيرون لا يستطيعون دفع ثمن الكشف مما يدفعهم إلى الاستسلام لما يعانون منه وبالتالي يتم الانتحار».
بينما قال النائب محمد العماري، عضو اللجنة، إن زيادة حالات الانتحار خلال الفترة الحالية بين الشباب ترجع إلى سوء الحالة النفسية التي يمر بها المنتحر سواء في حياته الاجتماعية أو الأسرية أو الوظيفية أو الدراسية.
وأكد «العمارى»، أن مواجهة الانتحار تبدأ من احتواء الدولة للمواطنين وتوفير كل الاحتياجات الأساسية لهم، مشيرًا إلى ضرورة احتواء الأب والأم لأبنائهما داخل الأسرة وعدم الانشغال فقط بالعمل وجمع المال.
ووجه عضو مجلس النواب رسالة لأولياء الأمور: «أبناؤكم أمانة في أيديكم فعليكم مراعاتها»، مطالبًا الحكومة ممثلة في التعليم والصحة والتضامن والإعلام والأوقاف، ومؤسسات المجتمع المدني والأزهر الشريف بالتكاتف لعمل حملات توعية للمواطنين عمومًا والشباب خاصة بأهمية العلاج النفسي وتوفير مراكز علاج نفسي مجانية ضمن مبادرة ١٠٠ مليون صحة للاستماع إلى الذين يعانون من ضغوط نفسية تؤدي إلى الوصول إلى مرحلة الاكتئاب لحل مشكلاتهم وتوفير العلاج المناسب لهم لتخطي أزمتهم.
وطالب «العمارى» بضرورة التوعية من خلال المساجد ووسائل الإعلام بخطورة الانتحار وتجريمه في كل الأديان السماوية، علاوة على غرس قيم الصبر على الابتلاء للخروج من الأزمات.