الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

هيكل.. كتابات بين المصداقية والموضوعية

يظل أسطورة في الصحافة المصرية

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت مؤلفاته كثيرا ما تقابل بالإعجاب وأيضا تثير خلفها العديد من الأسئلة وبهذا تغلب هيكل على الحصار الذي فرض عليه ومحاولات إقصائه عن المشهد لكن هذا كله فضلا عن خلافه مع السادات جعل بعض الصحف تشن عليه هجوما ضروسا امتد لسنوات. لكن لا أحد ينكر أنه استحق عن جدارة لقب "الأستاذ" الذي لازمه إلى يومنا هذا. هكذا يظل محمد حسنين هيكل أسطورة في الصحافة المصرية.

بدأ هيكل عمله الصحفي في 8 فبراير 1942 من خلال عمله في جريدة الإيجيبشان جازيت كطالب متدرب وكانت قضيته الأولى منذ اللحظة الأولى هي الخبر الذي كان يسعى دوما إلى توثيقه رسميا منذ ذهابه لتغطية معركة العلمين واستمرت خلال مشواره الصحفي الممتد مع كبرى الصحف والمجلات في مصر والتي استمر فيها 16 عاما وترأس تحريرها حتى عام 1974 قبل أن يتقدم باستقالته على إثر خلاف مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

يقول الكاتب يحيى حسن عمر في كتابه "كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية"، الصادر عن دار العربي للنشر والتوزيع: "يكاد يكون من المتفق عليه أن الأستاذ محمد حسنين هيكل هو الصحفي الأكثر تأثيرا في العمل الصحفي في مصر والعالم العربي خلال الستين عاما الأخيرة، كما أنه – بالدرجة نفسها – الكاتب السياسي الأكثر تأثيرا في الفكر والحياة السياسية في الفترة ذاتها، وذلك ليس فقط لإنتاجه الصحفي خلال تلك الفترة، وليس فقط للدور الذي لعبه في تحويل مؤسسة الأهرام من مؤسسة خاسرة معرضة للإغلاق إلى صرح من أكبر صروح الصحافة العالمية؛ وإنما – أيضا – للمكانة المرموقة التي حظي بها إلى جوار الرئيس جمال عبد الناصر والتي أهلته للعب أدوار سياسية في عهده وعهد خلفه السادات، كما كفلت له شهرة عالمية باعتباره موضع الثقة والناطق بلسان عبد الناصر، وهي الشهرة التي دعمها باتصالاته الواسعة من نجوم الصحافة ووسائل الإعلام العالمية، وهو أيضا الكاتب الأكثر إثارة للجدل في تلك السنوات وحتى الآن".

أصدر هيكل عام 1961 كتابا عن المثقفين بعنوان "أزمة المثقفين" كمحصلة لمناقشات استمرت ثلاثة أشهر مع لفيف من المثقفين، وتطرق فيه لعلاقة المثقفين بالسلطة، بينما هو ذاته يشكل صفحة هامة ودالة في علاقة المثقف والسلطة كما أن دوره كصاحب القرار في تأسيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية منذ نحو نصف قرن والذي تحول إلى مدرسة كبرى للبحوث السياسية سيبقى علامة على دور الصحفي المثقف في إثراء الفكر وخدمة قضايا وطنه وأمته.

وفي كتابه "على هامش صراع الحضارات" الصادر عام 2009، سلسلة أحاديث ألقاها الراحل في مناسبات مختلفة تتمحور جميعها حول "صراع الحضارات" عرض خلالها هيكل نظرته كصحفي، عاش أحداثا سياسية مهمة. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أحاديث في موضوع الثقافة والحضارة، وبحسب التقديم هي أحاديث على هامش الموضوع، عندما ثار حوله حوار واسع على اتساع العالم، بعد أن طرح صمويل هينتنجتون نظريته الشهيرة، ومؤدّاها أن صراع الحضارات هو شكل التناقضات الخطرة في الزمن الجديد.

اقترن اسم هيكل بجريدة الأهرام في عصرها الذهبي، وبجوارها، شغل أيضا منصب وزير الإعلام والإرشاد القومي في عام 1970 كما كان أبرز نجوم مؤسسة أخبار اليوم رئاسة تحرير جريدة الأخبار ومجلة آخر ساعة، وتولى صياغة العديد من خطب الرئيس جمال عبدالناصر وكتابه "فلسفة الثورة" الصادر عام 1953 فضلا عن الميثاق الوطني الذي أعلن عام 1962.

أصدر هيكل نحو 40 كتابا،اولها كتاب "ايران فوق بركان" الذي صدر عام 1951 وأغلب كتبه ترجمت للغات عديدة وبعضها كتب أصلا بالإنجليزية كما أنه كتب مقدمات للعديد من كتب كبار المثقفين في مصر والعالم مثل كتاب "كرومر في مصر" لمحمد عودة، وكتاب "ماذا يريد العم سام" للمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي وكذلك كتاب "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" للمفكر الفرنسي روجيه جارودي ناهيك عن كتاب "غزة-اريحا سلام أمريكي" للمفكر الفلسطيني الأصل والراحل العظيم إدوارد سعيد.

رحل هيكل عن عالمنا يوم الأربعاء 17 فبراير 2016 عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع قصير مع المرض، وكانت حالته الصحية قد ساءت خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة من حياته وخضع خلالها لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا.