أعلنت شركة روساتوم الروسية، انتهاء المرحلة الأولى من مشروع "ريسوتوب" الابتكاري الذي اطلقته بالشراكة مع أطراف أخرى لمكافحة الصيد الجائر لحيوان وحيد القرن في جنوب أفريقيا، وذلك باستخدام التقنيات النووية وتحديدا النظائر المشعة، في سبتمبر الجاري..
وأوضحت الشركة في بيان لها، أن الهدف من المرحلة الأولى للمشروع إثبات أن النظائر المستقرة التي أُدخلت في قرن وحيد القرن لا تنتقل إلى أجزاء أخرى من جسمه، من أجل إثبات ذلك، تم تخدير اثنين من ذكور وحيد القرن يشاركان في المشروع، وهما "إيغور" و"دينفر"، باستخدام بندقية التخدير ثم تم حقن خليط من النظائر المستقرة في قرنيهما. وعُزل هذان الحيوانان في منطقة خاصة، حيث خضعا لمراقبة دقيقة من قبل المتخصصين لمدة أربعة أشهر.
واشارت الشركهة إلى انه خلال هذه الفترة قام حراس مدربون تدريبا عاليا بجمع يومي لعينات من الدم و البراز للحيوانين، ثم أُجري تحليل مختلف العينات لمعرفة كميات الظائر 13C/12C و15N/14N الموجودة فيها.
وأظهرت تحاليل العينات أن النظائر المستقرة الموضوعة لم تتسرب من قرني الحيوانين إلى داخل جسميهما بعد وضعها في القرنين، من الناحية العلمية يظهر نجاح المرحلة الأولى أن النظائر التي تُدخل في قرن وحيد القرن باستخدام أجهزة خاصة صممت خصيصا للمشروع، ستبقى في مكانها ولن تنتشر في باقي جسم الحيوان.
تأتي هذه المبادرة البحثية بمشاركة كل من جنوب إفريقيا وأستراليا والولايات المتحدة وروسيا بينما تعتبر مؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية شريكا رئيسيا للبرنامج الذي يعد فريدا من نوعه؛ وتعد هذه المباردة واحدة من مشاريع المشاركة المجتمعية لشركة روساتوم فى دعم المجتمعات المختلفة وتعزيزًا للاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية فى مجالات مختلفة مثل توليد للكهرباء واستخدامات مختلفة فى الزراعة وتحسين الانتاج والطب.
وبات فريق المشروع مستعدا للتحول إلى المرحلة الثانية من تنفيذه، والتي ستركز على عملية نمذجة للجرعات الإشعاعية لجعلها ميسورة التكلفة وطويلة الأمد وقابلة للاكتشاف من خلال أجهزة كشف الإشعاع المستخدمة في أنحاء العالم عند محاولة تهريب القرون عبر الحدود الدولية.
وفي الوقت نفسه لن تلحق تلك الكميات من النظائر أي ضرر بأي واحد من حيوانات وحيد القرن التي عولجت قرونها بهذه الطريقة وفقا للممارسات العالمية الأكثر صرامة للحماية من الإشعاع.
وسبق أن قال إيليا روغاتشيوف السفير الروسي في جنوب إفريقيا بمناسبة إطلاق المشروع يوم 13 مايو الماضي: "ينبغي أن يتجاوز التعاون العلمي حدود الدول والمناطق الزمنية والقارات إذا أردنا إنقاذ منزلنا المشترك والتصدي للتحديات البيئية. إننا سعداء جدا لانضمام هذا المشروع لقائمة المبادرات الناجحة المشتركة بين جنوب إفريقيا وروسيا".
بمجرد الانتهاء من مرحلة البحث سيشمل المشروع القارة الإفريقية بأكملها والقارات الأخرى أيضا. كما سيكون بإمكان المنظمات البيئية الاستفادة من البرامج التدريبية المعتمدة ضمن المشروع مجانا. ويمكن تطبيق المشروع لإنقاذ الأنواع الأخرى من الحيوانات المهددة بالانقراض.
وقال مؤسس المشروع رئيس قسم الإشعاع والفيزياء الصحية في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، البروفيسور جيمس لاركين: "لقد تمكن مشروع "ريسوتوب" تجاوز أول عتبة هامة في طريق تطوره وأثبت لكل من الجهة التنظيمية والجنة الجامعية لأخلاقيات البحث العلمي على الجيوان والأطراف المعنية برعاية حيوان وحيد القرن أنه آمن تماما للحيوانات".
من جانبه أعرب رايان كوليير، المدير العام لمكتب "روساتوم" في منطقة وسط وجنوب إفريقيا، عن ثقته بقدرة العلوم النووية على لعب دور أساسي في حماية وحيد القرن الأفريقي والتنوع البيولوجي بشكل عام. وقال: "نحن فخورون للغاية بأننا نلعب دورا رئيسيا في هذه المبادرة المثيرة التي ستساعد في إنقاذ هذه الحيوانات الرائعة من الانقراض الوشيك".