على الرغم من أزمة جائحة فيروس «كورونا» وتأثيرها السلبي اقتصاديًا على مستوى دول العالم، إلا أن قناة السويس شهدت خلال الفترة من الأول من يناير لعام 2021، وحتى نهاية شهر أغسطس من العام الحالي، حالة من النشاط، عبرت القناة 13 ألفًا و317 سفينة متنوعة، بحمولات بلغت 826.1 مليون طن، محققة إيرادات بلغت 4 مليارات و90 مليون دولار، وفقًا لبيان رسمي صادر عن الهيئة.
وأوضح البيان، أن القناة شهدت خلال نفس الفترة من العام الماضي، عبور 12 ألفًا و482 سفينة بحمولات بلغت 772.2 مليون طن، وحققت إيرادات بلغت 3 مليارات و666 مليون دولار، مضيفًا أن القناة شهدت ارتفاعا في أعداد السفن بنسبة 6.7% وارتفاعا مماثلا في الحمولات بلغت نسبته 7%، وارتفاعا في الإيرادات المُحقّقة بلغت نسبته 11.6%.
تعد قناة السويس أحد أهم مصادر الدخل القومي المصري من العملات الأجنبية، التي لم تتأثر بظروف جائحة «كورونا» سلبًا، وفقًا لما كشفته الأرقام الرسمية الصادرة عن الهيئة، حيث كشفت إحصائيات الملاحة بالهيئة أن حركة الملاحة بالقناة خلال شهر أغسطس 2021 شهدت عبور 1884 سفينة من الاتجاهين مقابل عبور 1512 سفينة خلال شهر أغسطس من العام الماضي بفارق 372 سفينة بنسبة زيادة قدرها 24.6%، كما بلغت إجمالي الحمولات الصافية 110.2 مليون طن مقابل 95.1 مليون طن خلال شهر أغسطس من العام الماضي، بفارق 15 مليون طن بنسبة زيادة بلغت 15.9%.
4.09 مليار دولار إيرادات القناة خلال 8 أشهر
ومن ناحيته، يقول الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن تلك الزيادة تأتى رغم الآثار السلبية لجائحة كورونا على حركة التجارة العالمية وسلاسل التوريد، مما يجعلها شهادة ثقة في أهمية قناة السويس وكفاءة السياسات التي تم اتخاذها منذ بداية الأزمة من قبل هيئة قناة السويس، فيما يتعلق بمجموعة من التيسيرات والحوافز السعرية عبر تخفيض 6% لسفن الحاويات، وتخفيض 30% لناقلات الغاز الطبيعي، مما كان له أثر أكبر على زيادة عدد السفن المارة عبر قناة السويس للاستفادة من تلك الحوافز السعرية للعبور الآمن من القناة.
ويواصل أبو زيد، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أنه تم تحقيق معدل إيرادات أكبر مما كانت عليه قبل الجائحة، حيث أن القناة حققت 4.09 مليار دولار خلال الـ 8 أشهر الأولى من عام 2021، مقابل 3.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام 2020، وهذا يعد إنجازا كبيرا على كفاءة الإدارة والخطط الاستراتيجية للتعامل مع الأزمات الكبرى، إلى جانب أن قناة السويس أثبتت عبر تلك الجائحة للعالم أجمع مدى أهميتها الكبيرة في حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد العالمية.
أسباب زيادة الإيرادات
كما يضيف الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن زيادة إيرادات قناة السويس منذ بداية العام الجاري وحتى شهر أغسطس الماضي يرجع إلى سببين رئيسيين، السبب الأول وهو الاستثمارات في المشروعات الخاصة بالبنية التحتية وتهيئة القناة للاستثمارات خلال الفترة الماضية وخلال الجائحة، أما السبب الثاني فهو مرتبط بالحوافز التي قدمتها القناة خلال الجائحة والتي وصلت لأكثر من 70% في بعض السفن القادمة من الغرب، والتي ساهمت في الحفاظ على حجم الإيرادات وعمليات التطوير التي تحركت الدولة عليها وكافة العاملين في النقل البحري، وهذا أمر مهم جدًا.
ويتابع الإدريسي، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن أزمة السفينة إيفرين جرين وتعطلها عن العمل أثر بالسلب مما أدى إلى ارتفاع أسعار البترول وعدم مرور السفن، مشيرًا إلى أنه مع تعافي حركة التجارة العالمية انعكس على زيادة الإيرادات، مقارنةً بالعام الماضي الذي شهد شبه توقف بسبب جائحة كورونا.
ثقة العالم في الاقتصاد المصري
ويوضح أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، أن ارتفاع إيرادات قناة السويس 11% رغم أزمة جائحة «كورونا» يؤكد ثقة العالم في الاقتصاد المصري والأمن، لأنه كان هناك تخوفات على مدار السنوات الماضية ما قبل الجائحة من العوامل الأمنية بسبب العمليات الإرهابية، ولكن خلال الفترة الراهنة تشهد البلاد حالة من الأمن والأمان من كافة الجهات، مما أعطى ثقة للعالم للمرور من خلال قناة السويس، فضلًا عن الاستقرار السياسي مما يجعل السفن تمر على القناة بشكل آمن، لافتًا إلى أن حل أزمة السفينة إيفرين جرين كانت رسالة كبيرة للعالم أجمع أن مصر قادرة فنيًا المتعلقة بالسفن.
ويؤكد معطي، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن العمل على توسعة قناة السويس ومجرى الملاحة الثاني، كما ساهمت المنطقة الاقتصادية للقناة بشكل كبير في تشجيع السفن للمرور مرة أخرى خلال القناة، فإن جميع العوامل كانت في صالح القيادة المصرية وزيادة الإيرادات، فقد بدأت مصر في جني ثمار الإصلاح التي قامت به على مدار السنوات الماضية في عام 2021 رغم أزمة كورونا.
