الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

خبير آثار يطالب بتوظيف السينما الفنية على غرار فيلم "جورنيكا"

جانب من ورشة العمل
جانب من ورشة العمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظمت وزارة السياحة والآثار، أمس الثلاثاء، ورشة عمل من قيادات الوزارة وهيئة تنشيط السياحة والمجلس الأعلى للآثار والمتحف المصرى الكبير والمتحف القومى للحضارة المصرية لاستعراض وشرح ملامح وتفاصيل الاستراتيجية الإعلامية للترويج السياحى لمصر تمهيدًا لإطلاق حملة دولية للترويج السياحى لمدة ثلاث سنوات تبدأ من الربع الأخير من العام الجارى.

وطالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، بإضافة تقنية السينما الفنية على غرار فيلم "جورنيكا" للدعاية السياحية للقطع الأثرية بالمتاحف المصرية.
وأضاف أن  فيلم جورنيكا أخرجه المخرج الفرنسي آلان رينيه  وروبرت هسان ضمن أفلام الفن وهي الأفلام التي تستمد موضوعها من اللوحة الزيتية أو الرسم أو النحت من إنتاج عام 1950 وقد سبق لألان رينيه أن أخرج أفلامًا أخرى ضمن هذه النوعية عن "فان كوخ" و"غوغان" والنحت الأفريقي و فيلم "كل ذاكرة العالم" عن المكتبة الوطنية في باريس قبل أن يتحول إلى الأفلام الروائية الطويلة مثل "هيروشيما حبيبتي".
وأوضح الدكتور ريحان أن فيلم "جورنيكا" بالكامل يشرح معالم لوحة بيكاسو المعروفة التي رسمها في أعقاب قصف مدينة "جورنيكا" في إقليم الباسك بإسبانيا من قبل الطائرات النازية عام 1937 إضافة إلى لوحات ورسومات وخربشات جدارية ونحوت أخرى لبيكاسو وظفت بطريقة ما كي تخدم غرض رينيه في إدانة الحرب والفاشية والوقوف بصف الناس الأبرياء والمضطهدين.
وقد عرض الفيلم لوحة جورنيكا بإبهار كبير  حيث جرّدها من صفاتها الذاتية وفرض عليها أنساقًا من التعبير عن فكرة معينة وهي إدانة الحرب وهي فكرة اللوحة الأصلية نفسها وكأن رينيه صنع بفيلمه هذا لوحة جورنيكا خاصة به واستخدم المخرج الصور المرسومة بالزيت والرسومات بأنواعها والرسوم الحائطية وأعمال النحت لبيكاسو من عام 1906 إلى عام 1937 وهو العام الذي رسم فيه اللوحة حتى أنه استخدم في الفيلم صورتين شخصيتين له تتعرضان لوابل من الرصاص وكأن بيكاسو هو أحد أبناء مدينة جورنيكا.
واستخدم المخرج اللوحات التكعيبية التي هي مزيج من الرسم وقصاصات الصحف في الفيلم جسّد بها  التوظيف الثري لإمكانات الحركة السينمائية المتنوعة بالمزج بين اللقطات وحركة الزوم الحادة للأمام أو للخلف أو الانتقال بالقطع من لقطة إلى أخرى أو حركة الكاميرا الرأسية من أعلى إلى أسفل أو بالعكس أو الحركة الجانبية كما استخدم الانتقالات بين الرسومات الجدارية وصفحات الجرائد عن طريق تقنية القطع المتبادل ووظف بشكل تعبيري الحركة داخل اللقطات الخاصة بالرسوم الجدارية، إذ تظهر الرسوم الجدارية كأرضية عليها صور بعض الشخصيات، وما أن يتم ظهورها حتى تخترقها طلقات الرصاص فتعود فتختفي من جديد تاركة وراءها آثار الطلقات على الجدران المرسومة وتتكرر هذه التقنية حسب اللوح الجداري وصور الأشخاص وثمة حركة داخل اللقطة تتمثل في حركة انقضاض حادة بعدسة الزوم في كل مرة على كلمة أو مجموعة مهمة من الكلمات في صفحات الجرائد مثل "النصر" و"الفاشية" و"جورنيكا" أو عنوان الصحف مثل "الحرية" ويخدم هذا التناوب بين الضوء والظلام حين تستعرض الكاميرا أربع شخصيات تفصل بينها بقع ظلام وهذه لها قيمة تعبيرية، وهناك استعمال نبضات الظلام الكامل كوسيلة للانتقال من لقطة إلى أخرى وتبدأ هذه الحيلة الحركية حين يظهر المصباح الكهربائي في لوحة الجورنيكا والعلاقة واضحة بين النور والظلام، وهذا الجزء من اللوحة إذ يتكرر ظهوره في أماكن أخرى وهذه النبضات الإيقاعية المظلمة تعمل على مضاعفة الإحساس بالذعر كما أن هناك تكرارًا على نفس اللوحة أكثر من مرة بإيقاع معين مما يدفعنا إلى الربط بين هذه النبضات المتتالية بسرعة للنور والظلام وما يحدث في الانفجارات المتتالية للغارات.كذلك هناك تقنية المسح على هيئة انفجار إذ يبدأ بنقطة معينة تنفجر بشكل مفاجئ حتى تملأ الشاشة وتكمن قيمتها هنا في أنها تؤكد معنى الذعر المتولد أما في المشهد الأخير وهو منحوتة الرجل الذي يحمل حيوانًا فإن الكاميرا تتحرك من أسفل إلى أعلى.
ويطالب الدكتور ريحان بتنفيذ هذه النوعية من الأفلام على اللوحات الجدارية والمنحوتات من عصر مصر القديمة التى تحكى مظاهر الحياة اليومية أو قصص أخرى من معالم الحضارة المصرية وكذلك أعمال الموزايك الرومانية والأساطير المرتبطة بها واللوحات والمنحوتات فى الفترة المسيحية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة فى ربوع مصر واللوحات والتصاوير الإسلامية المجسّدة فى المخطوطات والقطع الفنية خاصة المرتبطة بقصص وأحداث تاريخية معينة والحضارة المصرية ثرية بالمفردات الحضارية المتنوعة والذى يمكن تجسيدها بشكل فنى سيحقق رواجًا سياحيًا كبيرًا مع ترجمته إلى عدة لغات خاصة أن لغة السينما هى الأقرب للقلوب على مستوى العالم وستسهم فى تنشيط السياحة وإثراء الحملة الترويجية السياحية التى تعتزمها وزارة السياحة والآثار ولمدة ثلاث سنوات ويمكن الاستعانة بمخرجين أجانب لتنفيذ هذه الأعمال فى حالة عدم توافر مخرج مصرى قادر على تنفيذها بهذا الإبداع الفنى.

49643232_2156707654352788_3238981777334730752_n
49643232_2156707654352788_3238981777334730752_n
242495514_578019690212383_5687442039747138331_n
242495514_578019690212383_5687442039747138331_n
242589802_596741778429767_1619304231553462763_n
242589802_596741778429767_1619304231553462763_n