يشارك الشاعر سامح محجوب في الأمسية الشعرية الافتتاحية لمهرجان "جرش" للثقافة والفنون الذي تنظمه وزارة الثقافة الأردنية، وذلك في الخامسة والنصف مساء يوم الخميس المقبل بتوقيت الأردن.
ينضم لـ"محجوب" في الأمسية عدد من الشعراء العرب: زهير أو شايب من الأردن، والدكتورة مها العتوم من الأردن، والسعودية فوزية أبو خالد، والأردني الدكتور راشد عيسى، والتونسي منصف الوهيبي، واللبنانية ماجدة داغر، ويقدم اللقاء الشاعر محمد خضير.
وعن مشاركته أكد "محجوب" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن زيارته للأردن هي المرة الأولى، لذا فإنها فرصة جيدة للقاء الكتاب، والاحتكاك بالشعراء العرب والأردنيين عن قرب، وسط مناخ ثقافي عالمي رائع يتمثل في مهرجان جرش.
تتسم الحالة الشعرية لـ"سامح محجوب" بالقلق الذي ينتابه خلال القصيدة، قلق وتردد وجودي يختلط بالحيرة، يتطلع نحو الاكتفاء لكنه لا يصل للتشبع أبدا، يشعر بالمعاناة والأسى، ووسط هذه الحالة المضطربة يتسلح الشاعر بالرغبة في الحياة وممارسة بهجتها وفق منظوره الخاص، وأيضا الرغبة في هزيمة الموت.
يعتقد "محجوب" أن المواقف الحيادية والرمادية للإنسان بشكل عام وللمثقفين بصورة خاصة أمر مرفوض لديه، فهو بحسب تعبيره يكره "الرماديين والعاديين" ويرفض الحياد، مُعلنًا انحيازه المستمر لما يؤمن به، مع التأكيد في الوقت ذاته على كونه إنسانًا لا يملك الحقيقة.
هذا الموقف الانفعالي الصاخب للشاعر قد يوهم البعض أن هذه الحالة عندما ترتبط بالشعر تخلق نصوصًا حنجورية، صاحبة شعارات، وخانقة لانطلاق القصيدة في عالمها الخيالي والمُدهش، لكنه رأي استباقي وغير صائب لأي إنسان يعرف وجهات نظره دون التأني لقراءة أشعاره، ليكتشف ذاتًا شعرية كلية الاختلاف.
يشاكس "محجوب" القصيدة فيصفها بـ"المرأة اللعوب" التى تمنح جسدها باستمرار للجميع، لكنها ماكرة للغاية، حيث تحتفظ بروحها وتختص بها الشعراء فقط، ليجد المُتلقي نفسه في حيرة كما الشاعر: فهل يغازل "محجوب" القصيدة التي تعود حقيقتها لروح الأنثى أم يشاغب أنثاه الحالمة والمتوهجة في قصائده؟
في الوقت الذي ترتبط فيه قصيدة "محجوب "بأجواء الأسطورة إلى جانب امتزاجها بالمقدس لخلق نص مختلف تمامًا، حيث يستمد جذوره من الأسطورة والدين، وما يلفت الانتباه في أشعار "محجوب" أن أسطورته الخاصة والمتجددة مع كل نص هي الأنثى.
ففي قصيدته نلمح طغيان الماء ليطفو الجسد، ويتشكل وجدانه مجددا، وتتجلى المرأة بقدرتها وسطوتها، فهي المالكة لكل شيء والمانحة لكل سعادة، ولا يبقى للشاعر سوى أن يقف ضارعًا بين يديها يكيل لها الصلوات: "لك الليل- الغيمات- العمر- الصحو الخريفي"، بينما هي تعلو وتأخذ مكانة خاصة بحيث يتسنى لها أن تأمره "كن أول مشنوق بحبال مجازك"، ولا يملك هو أن يفعل شيئًا، لأن الإنسان -وفق رأيه- يتغير تمامًا في حالتي السلطة والعشق.
يشار إلى أن مهرجان جرش للثقافة والفنون ينطلق، غد الأربعاء، والمقرر أن يستمر حتى الثاني من أكتوبر المقبل. بالتزامن مع الاحتفالات بمئوية تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية.
ويحفل المهرجان ببرنامج فني كبير بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين وسيشارك في البرنامج الفني ما يزيد على 70 فنانا اردنيا علاوة على مشاركة 38 فرقة فنية وفلكلورية محلية وعربية وأجنبية ومنها فلسطين وأذربيجان والسويد وكوريا واليونان والمكسيك وكرواتيا وغيرها، علاوة على البرامج المتنوعة للأطفال. ومشاركة عدد من المطربين والفنانين العرب ومنهم جورج وسوف وماجدة الرومي ونجوى كرم وحسين الديك.