توجد المئات من الدول في العالم تتعرض لأزمات مالية وعليها ديون لدول أخرى كما تعاني من من الفقر وغيرها من المشاكل المادية لذلك يفكر الكثير من الأشخااص في سؤال واحد، وهو لماذا لا تطبع الدول الكثير من الأموال وتحل مشاكلها من الفقر وتسدد ديونها وتصبح غنية؟.
وما لا يعرفه الكثير من الناس أن دولة ألمانيا جربت هذه الاستراتيجية التي يعتقدها البعض عبقرية، حيث نفذتها بعد الحرب العالمية الأولى وبدأت بطباعة الأموال لسداد ديونها، وكانت النتيجة في عام عام 1922 أن وصل سعر رغيف الخبز 160 مارك، وفي عام 1923 أصبح سعره 200,000,000,000 مارك، وأصبحت قيمة الدولار الأمريكي الواحد تساوي 4,210,500,000,000 مارك.
كما أصبح المارك بلا قيمة ولا يسوى الورق المطبوع عليه لدرجة أن الناس أصبحت تستخدم الأوراق النقدية للتنظيف أو اشعال النار أو وسيلة لعب للأطفال يصنعون منه الطائرات الورقية، وأصبح الناس يستعملون عربات وحقائب السفر بدل المحافظ لحمل الأموال، لدرجة أن اللصوص كانوا إذا وجدو حقيبة سفر مليئة بالمال كانوا يسرقون الحقيبة ويتركون المال على الأرض.
وفي نفس السياق يقول خبراء الاقتصاد أن هناك فرق بين النقود والثروة، فالثروة لا يتم إنشاؤها عن طريق طباعة النقود، لأن النقود ما هي إلا ممثل للثروات الموجودة، وبالتالي فإن طباعة المزيد من النقود دون زيادة الثروة التي تمثلها ستتسبب في أن كل وحدة من هذه النقود ستمثل شريحة أصغر من الثروة التي تم تقسيمها إلى شرائح أكثر.
ويجب ان يتناسب ضخ العملات النقدية في السوق من طرف الدولة مع حجم الاقتصاد ومع حجم الانتاج المحلي، ويعني أن كل وحدة نقدية مطبوعة لا بد أن يقابلها رصيد من احتياطي النقد الأجنبي أو رصيد ذهبي، أو سلع وخدمات حقيقية يتم إنتاجها في المجتمع، حتى تكون النقود المتداولة في السوق ذات قيمة حقيقية وليست مجرد أوراق مطبوعة، فاذا تم ضخ عملات نقدية أكبر من حجم الاقتصاد ( السلع والخدمات واحتياطي النقد الاجنبي ) ، تقل القيمة الشرائية للعملة وترتفع الاسعار ويرتفع معها التضخم وتصل الدول لحالة من اللاستقرار الذي يجرها إلى الانهيار الاقتصادي و تنهار معه البنية الاجتماعية وباقي القطاعات.