حذر تقرير "توقعات الأمن الغذائي في شرق إفريقيا" من تعرض بلدان المنطقة من نقص متزايد في الغذاء على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات الإقليمية لتحقيق الأمن الغذائي من خلال وضع خطط وسياسات لاحتواء الأزمة الحادة.
وذكر التقرير الذي جرى استعراضه خلال فعاليات "القمة السنوية لمنتدى الثورة الخضراء في إفريقيا" في نيروبي – والتي ركزت على تسريع التقدم في تطوير أنظمة غذائية قادرة على الصمود في المنطقة والقارة- حيث تتعرض عدة دول في شرق أفريقيا حاليًا مستويات مختلفة من نقص الغذاء بسبب الجفاف ونقص هطول الأمطار والصراع وغزو الجراد وتوابع فيروس كورونا مما أدى إلى تأثر الأنشطة الزراعية.
وأوضح التقرير أن توقعات نقص الغذاء سوف تلوح في الأفق كما ستظل احتياجات المساعدة الغذائية، مرتفعة وفوق المتوسط في الصومال وشمال وشرق كينيا حتى أوائل عام 2022 على الأقل.
وأكد أنه منذ عام 2014 كلف الجفاف المنطقة 372 مليار دولار، كما أدى تفشي الجراد في شرق أفريقيا بين عامي 2019/2020 إلى تدمير أكثر من 356 ألف طن من الحبوب وما يقرب من 1.5 مليون هكتار من المحاصيل والمراعي.
وأفاد أن هناك مناطق واسعة في شرق أفريقيا تواجه بالفعل نقصًا حادًا في الغذاء بسبب ما يقرب من عام واحد من الصراع، في حين أن العديد من الأسر في شرق القرن وشمال أوغندا فقدت بالفعل الغذاء والدخل بسبب تأثير هطول الأمطار غير المنتظم على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية.
وتوقع التقرير أن تؤدي الصدمات الاقتصادية إلى تفاقم شدة انعدام الأمن الغذائي الحاد في أجزاء من المنطقة، فيما تستمر جائحة كورونا أيضًا في التأثير على انعدام الأمن الغذائي، خاصة بين الأسر الحضرية في كينيا وأوغندا ورواندا واللاجئين في أوغندا.
وفي كينيا، وضعت الحكومة أكثر من 12 من أصل 47 مقاطعة في حالة تأهب قصوى، حيث أظهرت الأرقام الحكومية أن حوالي 400 ألف شخص يواجهون المجاعة في المنطقة الساحلية وحدها، وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الجفاف إن حوالي 12 محافظة في حالة تأهب للجفاف.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يعاني أكثر من 2.1 مليون شخص في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في كينيا من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بعد موسمين متتاليين من قلة الأمطار، مما أعاق الإنتاج الزراعي، بينما أدت محدودية الوصول إلى الغذاء - التي تفاقمت بسبب فقدان الدخل وإغلاق الأسواق في بعض المقاطعات بسبب كورونا - إلى ترك أكثر من 532 طفلا دون سن الخامسة و93 ألف امرأة حامل أو لديها رضيع في حاجة ماسة إلى العلاج جراء سوء التغذية الحاد.