أثارت واقعة مراسم خطبة طفلين في مركز الحوامدية بالجيزة جدلًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، حيث شهدت قرية "أم خنان" حفل خطبة طفل يبلغ من العمر 12 عاما، وطفلة عمرها 11 عاما، وهو ما دفع الشرطة إلى إلقاء القبض على والدي العروسين بعدما انتشرت صورة الطفلين على موقع فيسبوك للاحتفال بـ"أصغر عروسين".
وأعادت الواقعة قضية "زواج الأطفال" مجددًا إلى صدارة المشهد، وهي القضية التي تعمل الدولة على منع حدوثها خلال السنوات الأخيرة الماضية، خاصة وأن زواج القاصرات يُعد انتهاك للطفولة واعتداء على كرامة الإنسان إنها جريمة كاملة بسبب الآثار النفسية والجسدية على الفتاة لكنها لا تزال بحاجة إلى من يعتني بها.
وعلى إثر واقعة خطبة الطفلين، أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة عن التقدم ببلاغ للنائب العام، مؤكدًا أنها تعد مخالفة صارخة لحكم المادة ٨٠ من الدستور فيما تضمنته من التزام الدولة برعاية الأطفال وحمايتهم من كافة أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة، وأيضًا لما قررته المادة ٩٦ من قانون الطفل رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ المعدل بالقانون رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ في شأن حالات تعريض الطفل للخطر.
وناشد المجلس القومي للطفولة والأمومة، الأهالي والأسر بعدم فعل مثل هذة الممارسات الضارة بمستقبل أبنائهم لأن هذه الممارسات تسلب الأطفال حقوقهم التى كفلتها لهم الدولة بالقانون والدستور، مؤكدة أن الأطفال لهم حق أصيل في أن يعيشوا حياة سوية في كل مرحلة من مراحل حياتهم، مع تأكيده على ضرورة سرعة الإبلاغ عن تلك الوقائع وكافة وقائع تعريض الأطفال للخطر عبر آليات منظومة حماية الطفل وهي خط نجدة الطفل على رقم الخط الساخن (16000).
أرقام مرعبة
وتشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أحدث مسح ديموغرافي إلى أن هناك 117 ألف طفل في الفئة العمرية من 10 إلى 17 عامًا متزوجون أو سبق لهم الزواج وأن محافظات الصعيد تعتبر الأعلى من حيث معدلات الزواج والطلاق وسجلت أقل نسبة زواج أطفال في محافظات البحر الأحمر سيناء.
موروثات خاطئة يجب معالجتها على الفور
وفي السياق ذاته، تقول الدكتور رشا الجندي، أستاذة الصحة النفسية بجامعة بني سويف، إنه نظرا للكثافة السكانية وكثرة الأبناء يتزوج الآباء بناتهم في بعض المناطق خوفا من ملاحقة بناتهم الجانب الثاني أن عمر الفتاة غير المتزوجة يربك والديها وهي موروثات خاطئة يجب معالجتها علي الفور.
وأضافت في تصريح لـ"البوابة نيوز" أن زواج الأطفال هو شكل من أشكال الجهل لا يحارب القانون فحسب بل يلعب أيضا دورا مهما في وسائل الإعلام والمجتمع المدني في التعامل مع هذا السلوك الخطير.
وأوضحت: "نحن بحاجة إلى وسائل الإعلام التي لا تصبح عاطفية ومشاهدين فحسب بل تلعب أيضا دورا بطريقة أكثر احترافا بالنسبة لهذه المشكلات نحتاج إلى بحث اجتماعي كامل لإيجاد حلول مهنية أهمية الدور المطلوب للمجتمع مدني لدوره في البناء الاجتماعي".
الأطفال لا يمكنهم تحمل مسئوليات الزواج
من ناحيته، قال صبري عثمان، مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، إن الزواج في مرحلة الطفولة يضر بصحة المجتمع، حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية على الإصابات التي يمكن أن تتعرض لها الأمهات والوفيات التي يتعرض لها الأطفال في هذا العمر ويعتقد الناس أن المجلس نحد منها لكن علينا أن نفهم ذلك نرجو من الآباء والأمهات أن يتفهموا أن هؤلاء الأطفال لا يمكنهم تحمل مثل هذه المسئوليات.
وأضاف في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" أن زواج الأطفال يسبب مشاكل في تسجيل المواليد بسبب عقود الزواج غير الموثقة، مشيرا إلى أنه يجب اتباع نفس النمط في الزواج المبكر حيث لا يتوقف الآباء عن ختان النساء إلا بعد سن قانون يجرم هذا الفعل.